211
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2

قالَ : فَأَمَرَ النّاسَ فَرَكِبوا مَعَهُ ؛ المُهاجِرونَ وَالأَنصارُ قالَ : وأرسَلَ عُثمانُ إلى عَمّارِ بنِ ياسِرٍ يُكَلِّمُهُ أن يَركَبَ مَعَ عَلِيٍّ فَأَبى ، فَأَرسَلَ عُثمانُ إلى سَعدِ ابنِ أبي وَقّاصٍ ، فَكَلَّمَهُ أن يَأتِيَ عَمّارا فَيُكَلِّمَهُ أن يَركَبَ مَعَ عَلِيٍّ ، قالَ : فَخَرَجَ سَعدٌ حَتّى دَخَلَ عَلى عَمّارٍ فَقالَ : يا أبَا اليَقظانِ ، أ لا تَخرُجُ فيمَن يَخرُجُ وهذا عَلِيٌّ يَخرُجُ فَاخرُج مَعَهُ ، وَاردُد هؤُلاءِ القَومَ عَن إمامِكَ ؛ فَإِنّي لَأَحسَبُ أنَّكَ لَم تَركَب مَركَبا هُوَ خَيرٌ لَكَ مِنهُ .
قالَ : وأرسَلَ عُثمانُ إلى كَثيرٍ بنِ الصَّلتِ الكِندِيِّ ـ وكانَ مِن أعوانِ عُثمانَ ـ فَقالَ : اِنطَلِق في إثرِ سَعدٍ فَاسمَع ما يَقولُ سَعدٌ لِعَمّارٍ ، وما يَرُدُّ عَمّارٌ عَلى سَعدٍ ، ثُمَّ ائتِني سَريعا .
قالَ : فَخَرَجَ كَثيرٌ حَتّى يَجِدَ سَعدا عِندَ عَمّارٍ مُخَلِيّا بِهِ ، فَأَلقَمَ عَينَهُ جُحرَ البابِ ، فَقامَ إلَيهِ عَمّارٌ ولا يَعرِفُهُ وفي يَدِهِ قَضيبٌ ، فَأَدخَلَ القَضيبَ الجُحرَ الَّذي ألقَمَهُ كَثيرٌ عَينَهُ ، فَأَخرَجَ كَثيرٌ عَينَهُ مِنَ الجُحرِ ووَلّى مُدبِرا مُتَقَنِّعا ، فَخَرَجَ عَمّارٌ فَعَرَفَ أثَرَهُ ونادى : ياقَليلَ بنِ اُمِّ قَليلٍ ؛ أعَلَيَّ تَطَّلِعُ وتَستَمِعُ حَديثي ! وَاللّهِ لَو دَرَيتُ أنَّكَ هُوَ لَفَقَأتُ عَينَكَ بِالقَضيبِ ؛ فَإِنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله قَد أحَلَّ ذلِكَ ، ثُمَّ رَجَعَ عَمّارٌ إلى سَعدٍ فَكَلَّمَهُ سَعدٌ وجَعَلَ يَفتِلُهُ بِكُلِّ وَجهٍ ، فَكانَ آخِرُ ذلِكَ أن قالَ عَمّارٌ : وَاللّهِ لا أرُدُّهُم عَنهُ أبَدا .
فَرَجَعَ سَعدٌ إلى عُثمانَ فَأَخبَرَهُ بِقَولِ عَمّارٍ ، فَاتَّهَمَ عُثمانُ سَعدا أن يَكونَ لَم يُناصِحهُ ، فَأَقسَمَ لَهُ سَعدٌ بِاللّهِ لَقَد حَرَّضَ ، فَقَبِلَ مِنهُ عُثمانُ ، قالَ : ورَكِبَ عَلِيٌّ عليه السلام إلى أهلِ مِصرَ فَرَدَّهُم عَنهُ ، فَانصَرَفوا راجِعينَ ۱ .

1.تاريخ الطبري : ج۴ ص۳۵۸ ، الكامل في التاريخ : ج۲ ص۲۸۳ نحوه وراجع أنساب الأشراف : ج۶ ص۱۷۶ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2
210

السَّبَبُ فيهِ مَروانَ بنَ الحَكَمِ .
فَنَزَلوا في المَوضِعِ المَعروفِ بِذِي الخُشُبِ فَلَمّا عَلِمَ عُثمانُ بِنُزولِهِم بَعَثَ إلى عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ فَأَحضَرَهُ ، وسَأَلَهُ أن يَخرُجَ إلَيهِم ويَضمُنَ لَهُ عَنهُ كُلَّ ما يُريدونَ مِنَ العَدلِ وحُسنِ السّيرَةِ .
فَسارَ عَلِيٌّ إلَيهِم ، فَكانَ بَينَهُم خَطبَ طَويل ، فَأَجابوهُ إلى ما أرادَ وَانصَرَفوا ۱ .

5 / 8

فَكُّ الحِصارِ بِوَساطَةِ الإِمامِ

۱۲۰۸.تاريخ الطبري عن عبد اللّه بن محمّد عن أبيه :فَلَمّا رَأى عُثمانُ ما رَأى [ أنَّ القَومَ يَرَونَ قَتلَهُ إن لَم يَنزِع ]جاءَ عَلِيّا فَدَخَلَ عَلَيهِ بَيتَهُ ، فَقالَ : يَا بنَ عَمِّ ، إنَّهُ لَيسَ لي متّرك ، وإنَّ قَرابَتي قَريبَةٌ ، ولي حَقٌّ عَظيمٌ عَلَيكَ ، وقَد جاءَ ما تَرى مِن هؤُلاءِ القَومِ وهُم مصبحيّ ، وأنَا أعلَمُ أنَّ لَكَ عِندَ النّاسِ قَدرا ، وأنَّهُم يَسمَعونَ مِنكَ ، فَأَنَا اُحِبُّ أن تَركَبَ إلَيهِم فَتَرُدَّهُم عَنّي ؛ فَإِنّي لا اُحِبُّ أن يَدخُلوا عَلَيَّ ؛ فَإِنَّ ذلِكَ جُرأَةٌ مِنهُم عَلَيَّ ، وَليَسمَع بِذلِكَ غَيرُهُم .
فَقالَ عَلِيٌّ : عَلامَ أرُدُّهُم ؟ قالَ : عَلى أن أصيرَ إلى ما أشَرتَ بِهِ عَلَيَّ ورَأيتَهُ لي ، ولَستُ أخرُجُ مِن يَدَيكَ .
فَقالَ عَلِيٌّ : إنّي قَد كُنتُ كَلَّمتُكَ مَرَّةً بَعدَ مَرَّةٍ ، فَكُلُّ ذلِكَ نَخرُجُ فَتُكَلِّمُ ، ونَقولُ وتَقولُ ، وذلِكَ كُلُّهُ فِعلُ مَروانَ بنِ الحَكَمِ وسَعيدِ بنِ العاصِ وَابنِ عامِرٍ ومُعاوِيَةَ ، أطَعتَهُم وعَصَيتَني . قالَ عُثمانُ : فَإِنّي أعصيهِم واُطيعُكَ .

1.مروج الذهب : ج۲ ص۳۵۲ وراجع تاريخ المدينة : ج۴ ص۱۱۵۵ ـ ۱۱۶۰ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 228370
الصفحه من 600
طباعه  ارسل الي