أسكُتُ ؟ فَقالَ : تَكَلَّمي .
فَقالَت : قَد سَمِعتُ قَولَ عَلِيٍّ لَكَ وإنَّهُ لَيسَ يُعاوِدُكَ ، وقَد أطَعتَ مَروانَ يَقودُكَ حَيثُ شاءَ ، قالَ : فَما أصنَعُ ؟ قالَت : تَتَّقِي اللّهَ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ ، وتَتَّبِعُ سُنَّةَ صاحِبَيكَ مِن قَبلِكَ ؛ فَإِنَّكَ مَتى أطَعتَ مَروانَ قَتَلَكَ ، ومَروانُ لَيسَ لَهُ عِندَ النّاسِ قَدرٌ ولا هَيبَةٌ ولا مَحَبَّةٌ ، وإنَّما تَركُكَ النّاسَ لِمَكانِ مَروانَ ، فَأَرسِل إلى عَلِيٍّ فَاستَصلِحهُ ؛ فَإِنَّ لَهُ قَرابَةً مِنكَ وهُوَ لا يُعصى .
قالَ : فَأَرسَلَ عُثمانُ إلى عَلِيٍّ فَأَبى أن يَأتِيَهُ ، وقالَ : قَد أعلَمتُهُ أنّي لَستُ بِعائِدٍ ۱ .
۱۲۱۳.تاريخ الطبريـ في ذِكرِ ما حَدَثَ بَعدَ رُجوعِ المِصرِيّينَ ـ: لَمّا رَجَعَ عَلِيٌّ عليه السلام إلى عُثمانَ أخبَرَهُ أنَّهُم قَد رَجَعوا ، وكَلَّمَهُ عَلِيٌّ كَلاما في نَفسِهِ ، قالَ لَهُ : اِعلَم أنّي قائِلٌ فيكَ أكثَرَ مِمّا قُلتُ . قالَ : ثُمَّ خَرَجَ إلى بَيتِهِ .
قالَ : فَمَكَثَ عُثمانُ ذلِكَ اليَومَ حَتّى إذا كانَ الغَدُ جاءَهُ مَروانُ ، فَقالَ لَهُ : تَكَلَّم وأعِلمِ النّاسَ أنّ أهلَ مِصرَ قَد رَجَعوا ، وأنَّ ما بَلَغَهُم عَن إمامِهِم كانَ باطِلاً ؛ فَإِنَّ خُطبَتَكَ تَسيرُ فِي البِلادِ قَبلَ أن يَتَحَلَّبَ النّاسُ عَلَيكَ مِن أمصارِهِم ، فَيَأتِيَكَ مَن لا تَستَطيعُ دَفعَهُ . قالَ : فَأَبى عُثمانُ أن يَخرُجَ ، قالَ : فَلَم يَزَل بِهِ مَروانُ حَتّى خَرَجَ ، فَجَلَسَ عَلَى المِنبَرِ فَحَمِدَ اللّهَ وأثنى عَلَيهِ ، ثُمَّ قالَ : أمّا بَعدُ : فَإِنَّ هؤُلاءِ القَومَ مِن أهلِ مِصرَ كانَ بَلَغَهُم عَن إمامِهِم أمرٌ ، فَلَمّا تَيَقَّنوا أنَّهُ باطِلٌ ما بَلَغَهُم عَنهُ رَجَعوا إلى بِلادِهِم . قالَ : فَناداهُ عَمرُو بنُ العاصِ مِن ناحِيَةِ المَسجِدِ : اِتَّقِ اللّهَ يا عُثمانُ ؛ فَإِنَّكَ قَد رَكِبتَ نَهابيرَ وَرِكبناها مَعَكَ ، فَتُب إلَى اللّهِ نَتُب . قالَ : فَناداهُ عُثمانُ ، وإنَّكَ هُناكَ يَابن