وأبو عُبَيدَةَ بَنُ الجَرّاحِ ، فَذَهَبَ عُمَرُ يَتَكَلَّمُ فَأَسكَتَهُ أبو بَكرٍ ، وكانَ عُمَرُ يَقولُ : وَاللّهِ ما أرَدتُ بِذلِكَ إلّا أنّي قَد هَيَّأتُ كَلاما قَد أعجَبَني ، خَشيتُ أن لا يَبلُغَهُ أبو بَكرٍ .
ثُمَّ تَكَلَّمَ أبو بَكرٍ فَتَكَلَّمَ أبلَغَ النّاسِ ، فَقالَ في كَلامِهِ : نَحنُ الاُمَراءُ وأنتُمُ الوُزَراءُ ، فَقالَ حُبابُ بنُ المُنذِرِ : لا وَاللّهِ لا نَفعَلُ ، مِنّا أميرٌ ، ومِنكُم أميرٌ ، فَقالَ أبو بَكرٍ : لا ، ولكِنَّا الاُمَراءُ وأنتُم الوُزَراءُ ، هُم أوسَطُ العَرَبِ دارا ، وأعرَبُهُم أحسابا ، فَبايِعوا عُمَرَ أو أبا عُبَيدَةَ بنَ الجَرّاحِ ، فَقالَ عُمَرُ : بَل نُبايِعُكُ أنتَ ؛ فَأَنتَ سَيِّدُنا وخَيرُنا وأحَبُّنا إلى رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، فَأَخَذَ عُمَرُ بِيَدِهِ فَبايَعَهُ وبايَعَهُ النّاسُ ، فَقالَ قائِلٌ : قَتَلتُم سَعدا ، فَقالَ عُمَرُ : قَتَلَهُ اللّهُ ! ۱
۹۳۰.تاريخ الطبري عن الضحّاك بن خليفة :لَمّا قامَ الحُبابُ بنُ المُنذِرِ انتَضى سَيفَهُ ؛ وقالَ أنَا جُذَيلُهَا المُحَكَّكُ ۲ ، وعُذَيقُهَا المُرَجَّبُ ۳ ، أنَا أبو شِبلٍ في عِرّيسَةِ ۴ الأَسَدِ ، يُعزى إليَّ الأُسدُ . فَحامَلَهُ عُمَرُ فَضَرَبَ يَدَهُ ، فَنَدَرَ ۵ السَّيفُ فَأَخَذَهُ ، ثُمَّ وَثَبَ عَلى سَعدٍ ووَثَبوا عَلى سَعدٍ ، وتَتابَعَ القَومُ عَلَى البَيعةِ ، وبايَعَ سَعدٌ ، وكانَت فَلتَةً كَفَلَتاتِ الجاهِلِيَّةِ ، قامَ أبو بَكرٍ دونَها ۶ .
۹۳۱.صحيح البخاري عن ابن عبّاس عن عمرـ مِن خُطبَتِهِ فِي أواخِرِ عُمُرِهِ ـ: بَلَغَني أنَّ قائِلاً مِنكُم يَقولُ : وَاللّهِ لَو قَد ماتَ عُمَرُ بايَعتُ فُلاناً فَلا يَغتَرَّنَّ امرُؤٌ أن يَقولَ : إنَّما كانَت
1.صحيح البخاري : ج۳ ص۱۳۴۱ ح۳۴۶۷ ، الطبقات الكبرى : ج۲ ص۲۶۹ .
2.جُذَيلها : تصغير جِذل ، وهو العود الَّذي يُنصَب للإبل الجربى لتحتكّ به ، وهو تصغير تعظيم ؛ أي أنا ممّن يستشفى برأيه كما تستشفي الإبل الجربى بالاحتكاك بهذا العود (النهاية : ج۱ ص۲۵۱) .
3.عُذيقها : تصغير العَذق : النخلة ، والرُّجْبَة : هو أن تُعمَد النخلة الكريمة ببناءٍ من حجارة أو خشب إذا خيف عليها لطولها وكثرة حَملها أن تقع (النهاية : ج۳ ص۱۹۹ و ج ۲ ص۱۹۷) .
4.العِرِّيسة : الشجر الملتفّ ، وهو مأوى الأسد في خيسه (لسان العرب : ج۶ ص۱۳۶) .
5.أي سقط ووقع (النهاية: ج۵ ص۳۵) .
6.تاريخ الطبري : ج۳ ص۲۲۳ .