223
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2

قالَ : فَقالَ أهلُ مِصرَ : نُريدُ أن تُوَلِّيَ عَلَينا مُحَمَّدَ بنَ أبي بَكرٍ .
فَقالَ عُثمانُ : لَكُم ذلِكَ .
ثُمَّ أثبَتوا فِي الكِتابِ :
وأنَّ عَلِيَّ بنَ أبي طالِبٍ ضَمينٌ لِلمُؤمِنينَ بِالوَفاءِ لَهُم بِما في هذَا الكِتابِ ، شَهِدَ عَلى ذلِكَ : الزُّبَيرُ بنُ العَوّامِ ، وطَلحَةُ بنُ عُبَيدِ اللّهِ ، وسَعدُ بنُ أبي وَقّاصٍ ، وعَبدُ اللّهِ بنُ عُمَرَ ، وزَيدُ بنُ ثابتٍ ، وسَهلُ بنُ حُنَيفٍ ، وأبو أيّوبَ خالِدُ بنُ زَيدٍ . وكُتِبَ في ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ خَمسٍ وثَلاثينَ .
قالَ : فَأَخَذَ أهلُ مِصرَ كِتابَهُم وَانصَرَفوا ، ومَعَهُم مُحَمَّدُ بنُ أبي بَكرٍ أميرا عَلَيهِم ، حَتّى إذا كانوا عَلى مَسيرَةِ ثَلاثَةِ أيّامٍ مِنَ المَدينَةِ وإذا هُم بِغُلامٍ أسوَدَ عَلى بَعيرٍ لَهُ يخبطُ خَبطا عَنيفا .
فَقالوا : يا هذا ! اربع قَليلاً ما شَأنُكَ ؟ كَأنَّكَ هارِبٌ أو طالِبٌ ، مَن أنتَ ؟
فَقالَ : أنا غُلامُ أميرِ المُؤمِنينَ عُثمانَ وَجَّهَني إلى عامِلِ مِصرَ .
فَقالَ لَهُ رَجُلٌ مِنهُم : يا هذا ! فَإِنَّ عامِلَ مِصرَ مَعَنا .
فَقالَ : لَيسَ هذَا الَّذي اُريدُ .
فَقالَ مُحَمَّدُ بنُ أبي بَكرٍ : أنزِلوهُ عَنِ البَعيرِ ، فَحَطّوهُ ، فَقالَ لَهُ مُحَمَّدُ بنُ أبي بَكرِ : أصدِقني غُلامُ مَن أنتَ ؟
قالَ : أنَا غُلامُ أميرِ المُؤمِنينَ .
قالَ : فَإِلى مَن اُرسِلتَ ؟
قالَ : إلى عَبدِ اللّهِ بنِ سَعدٍ عاملِ مِصرَ .
قالَ : وبِماذا اُرسِلتَ ؟
قالَ : بِرِسالَةٍ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2
222

فَقالَ لَهُ عَلِيٌّ : إن أعطَيتَني عَهدَ اللّهِ وميثاقَهُ أنَّكَ توفي لَهُم بِكُلِّ ما اُعطيهِم فَعَلتُ ذلِكَ .
فَقالَ عُثمانُ : نَعَم يا أبا الحَسَنِ ، أضمَنُ لَهُم عَنّي جَميعَ ما يُريدونَ .
قالَ : فَأَخَذَ عَلِيٌّ عَلَيهِ عَهدا غَليظا وميثاقا مُؤَكَّدا ، ثُمَّ خَرَجَ مِن عِندِهِ فَأَقبَلَ نَحوَ القَومِ ، فَلَمّا دَنا مِنهُم قالوا : ما وَراءَكَ يا أبَا الحَسَنِ فَإِنَّنا نُجِلُّكَ ؟
فَقالَ : إنَّكُم تُعطَونَ ما تُريدونَ ، وتُعافَونَ مِن كُلِّ ما أسخَطَكُم ، ويُولّى عَلَيكُم مَن تُحِبّونَ ، ويُعزَلُ عَنكُم مَن تَكرَهونَ .
فَقالوا : ومَن يَضمَنُ لنا ذلِكَ ؟
قالَ عَلِيٌّ : أنَا أضمَنُ لَكُم ذلِكَ .
فَقالوا : رَضينا .
قالَ : فَأَقبَلَ عَلِيٌّ إلى عُثمانَ ومَعَهُ وُجوهُ القَومِ وأشرافُهُم ، فَلَمّا دَخَلوا عاتَبوهُ فَأَعتَبَهُم مِن كُلِّ ما كَرِهوا .
فَقالوا : اُكتُب لَنا بِذلِكَ كِتابا ، وأدخِل لَنا في هذَا الضَّمانِ عَلِيّا بِالوَفاءِ لَنا بِما في كِتابِنا .
فَقالَ عُثمانُ : اُكتُبوا ما أحبَبتُم وأدخِلوا في هذَا الضَّمانِ مَن أرَدتُم .
قالَ : فَكَتَبوا :
بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، هذا كِتابٌ مِن عَبدِ اللّهِ عُثمانَ بنِ عَفّانَ أميرِ المُؤمِنينَ لِجَميعِ مَن نَقَمَ عَلَيهِ مِن أهلِ البَصرَةِ وَالكوفَةِ وأهلِ مِصرَ : أنَّ لَكُم عَلَيَّ أن أعمَلَ فيكُم بِكِتابِ اللّهِ عَزَّوجَلَّ وسُنَّةِ نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله ، وأنَّ المَحرومَ يُعطى ، وَالخائِفَ يُؤمَنُ ، وَالمَنفِيَّ يُرَدُّ ، وأنَّ المالَ يُرَدُّ عَلى أهلِ الحُقوقِ ، وأن يُعزَلَ عَبدُ اللّهِ بنُ سَعدِ بنِ أبي سَرحٍ عَن أهلِ مِصرَ ، ويُولّى عَلَيهِم مَن يَرضَونَ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 230088
الصفحه من 600
طباعه  ارسل الي