241
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2

فَقالَ : قَتَلَ عُثمانُ المِصرِيّينَ .
قالَت : إنّا للّهِِ وإنّا إلَيهِ راجِعونَ ! أ يَقتُلُ قَوما جاؤوا يَطلُبونَ الحَقَّ ، ويُنكِرونَ الظُّلمَ ! وَاللّهِ لا نَرضى بِهذا .
ثُمَّ قَدِمَ آخَرُ ، فَقالَت : ما صَنَعَ النّاسُ ؟
قالَ : قَتَلَ المِصرِيّونَ عثمانَ .
قَالَت : العَجَبُ لِأَخضَرَ ؛ زَعَمَ أنَّ المَقتولَ هُوَ القاتِلُ ! فَكانَ يُضرَبُ بِهِ المَثلُ : «أكذَبُ مِن أخضَرَ» ۱ .

۱۲۵۰.تاريخ اليعقوبي :كانَت عائِشَةٌ بِمَكَّةَ ، ـ خَرَجَت قَبلَ أن يُقتَلَ عُثمانُ ـ فَلَمّا قَضَت حَجَّهَا انصَرَفَت راجِعَةً ، فَلَمّا صارَت في بَعضِ الطَّريقِ لَقِيَها ابنُ اُمِّ كِلابٍ ، فَقالَت لَهُ : ما فَعَلَ عُثمانُ ؟ قال : قُتِلَ . قالَت : بُعدا وسُحقا ! قالَت : فَمَن بايَعَ النّاسُ ؟ قال : طَلحَةَ . قالَت : إيها ذُو الإِصبَعِ .
ثُمَّ لَقِيَها آخَرُ ، فَقالَت : ما فَعَلَ النّاسُ ؟ قال : بايَعوا عَلِيّا .
قالَت : وَاللّهِ ، ما كُنتُ اُبالي أن تَقَعَ هذِهِ عَلى هذِهِ ۲ .

۱۲۵۱.تاريخ الطبري عن أسد بن عبد اللّه عمّن أدرك من أهل العلم :إنَّ عائِشَةَ لَمَّا انتَهَت إلى سَرِفٍ ۳ ـ راجِعَةً في طَريقِها إلى مَكَّةَ ـ لَقِيَها عَبدُ بنِ اُمِّ كلابٍ ـ وهُوَ عَبدُ بن

1.تاريخ الطبري : ج۴ ص۴۴۹ .

2.تاريخ اليعقوبي : ج۲ ص۱۸۰ ؛ أنساب الأشراف : ج۳ ص۱۸ عن أبي يوسف الأنصاري ، شرح نهج البلاغة : ج۶ ص۲۱۵ كلاهما نحوه .

3.سَرِف: موضع على ستّة أميال من مكّة، وقيل: سبعة، وتسعة، واثني عشر، تزوّج به رسول اللّه صلى الله عليه و آله ميمونة بنت الحارث وهناك توفّيت (معجم البلدان : ج۳ ص۲۱۲).


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2
240

عَبّاسٍ ، إنَّكَ قَد اُوتيتَ عَقلاً وبَيانا ، فَإِيّاكَ أن تَرُدَّ النّاسَ عن قَتلِ هذَا الطّاغي ؛ عُثمانَ ؛ فَإِنّي أعلَم أنَّهُ سَيَشأَمُ ۱ قَومَهُ كما شَأَمَ أبو سُفيانَ قَومَهُ يَومَ بَدرٍ ۲ .

۱۲۴۸.تاريخ الطبري عن ابن عبّاس :قالَ لي عُثمانُ : إنّي قَدِ استَعمَلتُ خالِدَ بنَ العاصِ بنِ هِشامٍ عَلى مَكَّةَ ، وقَد بَلَغَ أهلَ مَكَّةَ ما صَنَعَ النّاسَ ، فَأَنَا خائِفٌ أن يَمنَعوهُ المَوقِفَ ، فَيَأبى ، فَيُقاتِلَهُم في حَرَمِ اللّهِ ـ جَلَّ وعَزَّ ـ وأمنِهِ ! وإنَّ قَوما جاؤوا مِن كُلِّ فَجٍّ عَميقٍ لِيَشهَدوا مَنافِعَ لَهُم ، فَرَأَيتُ أن اُوَلِّيَكَ أمرَ المَوسِمِ ... .
فَخَرَجَ ابنُ عَبّاسٍ ، فَمَرَّ بِعائِشَةَ في الصُّلصُلِ ۳ ، فَقالَت : يَابنَ عَبّاسٍ ! أنشَدَكَ اللّهُ فَإِنَّكَ قَد اُعطيتَ لِسانا إزعيلاً ۴ ـ أن تُخَذِّلَ عَن هذَا الرَّجُلِ ، وأن تَشُكَّكَ فيهِ النّاسُ ؛ فَقَد بانَت لَهُم بَصائِرُهُم وأنهَجَت ، ورَفَعَت لَهُمُ المِنارُ ، وتَحَلَّبوا ۵ مِنَ البُلدانِ لِأَمرٍ قَد حُمَّ . وقَد رَأَيتُ طَلحَةَ بنَ عُبَيدِ اللّهِ قَدِ اتَّخَذَ عَلى بُيوتِ الأموالِ وَالخَزائِنِ مَفاتيحَ ، فَإن يَلِ يَسرِ بِسيرَةِ ابنِ عَمِّهِ أبي بَكرٍ .
قالَ : قُلتُ : يا اُمَّه ! لَو حَدَثَ بِالرَّجُلِ حَدَثٌ ما فَزَعَ النّاسُ إلّا إلى صاحِبِنا ! !
فَقالَت : إيها عَنكَ ! إنّي لَستُ اُريدُ مُكابَرَتَكَ ، ولا مُجادَلَتَكَ ۶ .

۱۲۴۹.تاريخ الطبري عن عبيد بن عمرو القرشي :خَرَجَت عائِشَةُ وعُثمانُ مَحصورٌ ، فَقَدِمَ عَلَيها مَكَّةَ رَجُلٌ يُقالُ لَهُ : أخضَرُ ، فَقالَت : ما صَنَعَ النّاسُ ؟

1.شأمَ فلان أصحابَه : إذا أصابهم شُؤمٌ من قِبَلِه (لسان العرب : ج۱۲ ص۳۱۵) .

2.الفتوح : ج۲ ص۴۲۲ ، أنساب الأشراف : ج۶ ص۱۹۳ ؛ الجمل : ص۱۴۹ عن محمّد بن إسحاق والمدائني وأبي حذيفة وفيهما إلى «الطاغي عثمان» .

3.الصُلْصُل: موضع على سبعة أميال من المدينة . منزل رسول اللّه صلى الله عليه و آله يوم خرج من المدينة إلى مكّة عام الفتح (تاج العروس : ج۱۵ ص۴۱۰) .

4.إزعيل : نشيط (لسان العرب : ج۱۱ ص۳۰۳) .

5.حَلَبَ القَومُ : اجتمعوا وتألّبوا من كلّ وجه (تاج العروس : ج۱ ص۴۳۸) .

6.تاريخ الطبري : ج۴ ص۴۰۷ ، شرح نهج البلاغة : ج۱۰ ص۶ نحوه .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 186086
الصفحه من 600
طباعه  ارسل الي