245
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2

إلى بَيتي ۱ .

۱۲۵۷.الإمامة والسياسة : لَمَّا اشتَدَّ الطَّعنُ عَلى عُثمانَ ، استَأذَنَهُ عَلِيٌّ في بعضِ بَواديهِ يَنتَحي إلَيها ، فَأَذِن لَهُ .
وَاشتَدَّ الطَّعنُ عَلى عُثمانَ بَعدَ خُروجِ عَلِيٍّ ، ورَجَا الزُّبَيرُ وطَلحَةُ أن يُميلا إلَيهِما قُلوبَ النّاسِ ، ويَغلِبا عَلَيهِم ، وَاغتَنَما غَيبَةَ عَلِيٍّ .
فَكَتَبَ عُثمانُ إلى عَلِيٍّ ـ إذِ اشتَدَّ الطَّعنُ عَلَيهِ ـ : أمّا بَعدُ ، فَقَد بَلَغَ السَّيلُ الزُّبى ، وجاوَزَ الحزام الطَّبيين۲، وَارتَفَعَ أمرُ النّاسِ في شَأني فَوقَ قَدرِهِ ! وزَعَموا أنَّهُم لا يَرضَونَ دونَ دَمي ، وطَمعَ فِيَّ مَن لا يَدفَعُ عَن نَفسِهِ .


وإنَّكَ لَم يَفخَر عَلَيكَ كَفاخِرٍ
ضَعيفٍ ولَم يَغلِبكَ مِثلُ مُغَلَّبِ

وقَد كانَ يُقالُ : أكلُ السَّبُعِ خَيرٌ مِنِ افتِراسِ الثَّعلَبِ ، فَأَقبِل عَلَيَّ أو لى
¨


فَإِن كُنتُ مَأكولاً فَكُن خَيرَ آكِلٍ
وإلّا فَأَدرِكني ولَمّا اُمَزَّقُ۳

۱۲۵۸ . الإمام عليّ عليه السلام
ـ لِعَبدِ اللّهِ بنِ العَبّاسِ وقَد جاءَهُ بِرِسالَةٍ مِن عُثمانَ وهُوَ مَحصورٌ يَسأَلُهُ فيهَا الخُروجَ إلى مالِهِ بِيَنبُعَ ، لِيَقِلَّ هَتفُ النّاسِ بِاسمِهِ لِلخِلافَةِ ، بَعدَ أن كانَ سَأَلَهُ مِثلَ ذلِكَ مِن قَبلُ ـالإمامة والسياسة : لَمَّا اشتَدَّ الطَّعنُ عَلى عُثمانَ ، استَأذَنَهُ عَلِيٌّ في بعضِ بَواديهِ يَنتَحي إلَيها ، فَأَذِن لَهُ .
وَاشتَدَّ الطَّعنُ عَلى عُثمانَ بَعدَ خُروجِ عَلِيٍّ ، ورَجَا الزُّبَيرُ وطَلحَةُ أن يُميلا إلَيهِما قُلوبَ النّاسِ ، ويَغلِبا عَلَيهِم ، وَاغتَنَما غَيبَةَ عَلِيٍّ .
فَكَتَبَ عُثمانُ إلى عَلِيٍّ ـ إذِ اشتَدَّ الطَّعنُ عَلَيهِ ـ : أمّا بَعدُ ، فَقَد بَلَغَ السَّيلُ الزُّبى ، وجاوَزَ الحزام الطَّبيين ۴ ، وَارتَفَعَ أمرُ النّاسِ في شَأني فَوقَ قَدرِهِ ! وزَعَموا أنَّهُم لا يَرضَونَ دونَ دَمي ، وطَمعَ فِيَّ مَن لا يَدفَعُ عَن نَفسِهِ .


وإنَّكَ لَم يَفخَر عَلَيكَ كَفاخِرٍ
ضَعيفٍ ولَم يَغلِبكَ مِثلُ مُغَلَّبِ

وقَد كانَ يُقالُ : أكلُ السَّبُعِ خَيرٌ مِنِ افتِراسِ الثَّعلَبِ ، فَأَقبِل عَلَيَّ أو لى
¨


فَإِن كُنتُ مَأكولاً فَكُن خَيرَ آكِلٍ
وإلّا فَأَدرِكني ولَمّا اُمَزَّقُ۵

1258 . الإمام عليّ عليه السلام : يَابنَ عَبّاسٍ ! ما يُريدُ عُثمانُ إلّا أن يَجعَلَني جَمَلاً ناضِحا بِالغَربِ ؛ اُقبِلُ واُدبِرُ ؛ بَعَثَ إلَيَّ أن اَخرُجَ ، ثُمَّ بَعَثَ إلَيَّ أن أقدَمَ ، ثُمَّ هُوَ الآنَ يَبعَثُ إلَيَّ أن اَخرُجَ ! وَاللّهِ لَقَد دَفَعتُ عَنهُ حَتّى خَشيتُ أن أكونَ آثِما ۶ .

1.تاريخ المدينة : ج۴ ص۱۱۶۷ .

2.الطُّبْيُ للحافر والسباع ؛ كالضرع لغيرها . وهو مثل يضرب عند بلوغ الشدّة منتهاها (مجمع الأمثال : ج۱ ص۲۹۵ الرقم ۸۷۱) .

3.الإمامة والسياسة : ج۱ ص۵۲ ، تاريخ الإسلام للذهبي : ج۳ ص۴۴۸ عن محمّد بن الحسن ، العقد الفريد : ج۳ ص۳۱۰ عن عبد اللّه بن العبّاس وكلاهما نحوه .

4.نهج البلاغة : الخطبة ۲۴۰ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2
244

يَحسُنُ ، وأنَا اُحِبُّ أن تُدخِلَ عَلَيهِ الماءَ .
فَقالَ : لا وَاللّهِ ، ولا نعمة عين ! لا نَترُكُهُ يَأكُلُ ويَشرَبُ .
فَقالَ عَلِيٌّ رضى الله عنه : ما كُنتُ أرى أنّي اُكَلِّمُ أحَدا مِن قُرَيشٍ في شَيءٍ فَلا يَفعَلُ ! !
فَقالَ : وَاللّهِ ، لا أفعَلُ ! وما أنتَ مِن ذلِكَ في شَيءٍ يا عَلِيُّ .
فَقامَ عَلِيٌّ رضى الله عنه غَضبانَ ، وقالَ : لَتَعلَمَنَّ بَعدَ قَليلٍ أكونُ مِن ذلِكَ في شَيءٍ أم لا ! ! . . . [وفي روايةِ ابنِ السّائِبِ : ]سَتَعلَمُ يَابنَ الحَضرَمِيَّةِ أكونُ في ذلِكَ مِن شَيءٍ أم لا ! !
وخَرَجَ عَلِيٌّ رضى الله عنه مُتَوَكِّئا عَلَى المُسوّرِ ، فَلَمَّا انتَهى إلى مَنزِلِهِ التَفَت إلَى المُسوّرِ فَقالَ : أما وَاللّهِ لَيصلَيَنَّ حَرَّها ، ولَيَكونَنَّ بَردُها وحَرُّها لِغَيرِهِ ، ولَتَترُكَنَّ يَداهُ مِنها صفرا . وبَعَثَ . . . ابنَهُ إلى عُثمانَ بِراوِيَةٍ مِن ماءٍ ۱ .

راجع : ص 215 (نقض التوبة والمعاهدة) .

5 / 17

خُروجُ الإِمامِ مِنَ المَدينَةِ

۱۲۵۶.تاريخ المدينة عن الشَّعبي :لَمّا قَدِمَ أهلُ مِصرَ المَرَّةَ الثانِيَةَ ، صَعِدَ عُثمانُ المِنبَرَ ، فَحَصَبوهُ ۲ ، وجاءَ عَلِيٌّ رضى الله عنه فَدَخَلَ المَسجِدَ . فَقالَ عُثمانُ : يا عَلِيُّ ! قَد نَصَبتَ القِدرَ عَلى أثافٍ ۳ ؟
قالَ : ما جِئتُ إلّا وأنَا اُريدُ أن اُصلِحَ أمرَ النّاسِ ، فَأَمّا إذَا اتَّهَمتَني فَسَأَرجِع

1.تاريخ المدينة : ج۴ ص۱۲۰۲ ؛ الجمل : ص۱۴۵ نحوه وراجع تاريخ الطبري : ج۴ ص۳۸۵ و۳۸۶ وشرح نهج البلاغة : ج۲ ص۱۴۸ و ص ۱۵۳ و۱۵۴ .

2.حَصَبه : رماه بالحَصباء ، والحَصباء : هو الحَصَى الصغار (لسان العرب : ج۱ ص۳۱۹) .

3.الاُثفِيَّة والإثفِيَّة : الحجر الَّذي توضع عليه القِدر ، وجمعها أثافيُّ وأثافٍ (لسان العرب : ج۹ ص۳) .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 186052
الصفحه من 600
طباعه  ارسل الي