349
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2

قَبلَ أن يُبايِعوا ، فَإِذا بايَعوا فَلا خِيارَ لَهُم . وإنَّ عَلَى الإِمامِ الاِستِقامَةَ ، وعَلَى الرَّعِيَّةِ التَّسليمَ . وهذِهِ بَيعَةٌ عامَّةٌ ، مَن رَغِبَ عَنها رَغِبَ عَن دينِ الإِسلامِ ، وَاتَّبَعَ غَيرَ سَبيلِ أهلِهِ ، ولَم تَكُن بَيعَتُكُم إيّايَ فَلتَةً ، ولَيسَ أمري وأمرُكُم واحِدا . وإنّي اُريدُكُم للّهِِ ، وأنتُم تُريدونَني لِأَنفُسِكُم ، وَايمُ اللّهِ لَأَنصَحَنَّ لِلخَصمِ ، ولَاُنصِفَنَّ المَظلومَ .
وقَد بَلَغَني عَن سَعدٍ وَابنِ مَسلَمَةَ واُسامَةَ وعَبدِ اللّهِ وحَسّانِ بنِ ثابِتٍ اُمورٌ كَرِهتُها ، وَالحَقُّ بَيني وبَينَهُم ۱ .

۱۳۱۳.مروج الذهب :كانَ سَعدٌ واُسامَةُ بنُ زَيدٍ وعَبدُ اللّهِ بنُ عُمَرَ ومُحَمَّدُ بنُ مَسلَمَةَ ۲ مِمَّن قَعَدَ عَن عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ ، وأبَوا أن يُبايِعوهُ ، هُم وغَيرُهُم ۳ مِمَّن ذَكَرنا مِنَ القُعّادِ ، وذلِكَ أنَّهُم قالوا : إنَّها فِتنَةٌ .
ومِنهُم مَن قالَ لِعَلِيٍّ : أعطِنا سُيوفا نُقاتِل بِها مَعَكَ ، فَإِذا ضَرَبنا بِهَا المُؤمِنينَ لَم تَعمَل فيهِم ونَبَت ۴ عَن أجسامِهِم ، وإذا ضَرَبنا بِهَا الكافِرينَ سَرَت في أبدانِهِم . فَأَعرَضَ عَنهُم عَلِيٌّ ، وقالَ : «وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لأََّسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعْرِضُونَ»۵۶ .

۱۳۱۴.تاريخ اليعقوبي :بايَعَ النّاسُ إلّا ثَلاثَةَ نَفَرٍ مِن قُرَيشٍ : مَروانَ بنَ الحَكَمِ ، وسَعيدَ بنَ العاصِ ، وَالوَليدَ بن عُقبَةَ ـ وكانَ لِسانَ القَومِ ـ فَقالَ : يا هذا ، إنَّكَ قَد وَتَرتَنا جَميعا ،

1.الإرشاد : ج۱ ص۲۴۳ ؛ المعيار والموازنة : ص۱۰۵ ، الأخبار الطوال : ص۱۴۰ وفيه إلى «فلتة» وكلاهما نحوه وراجع نهج البلاغة : الخطبة ۱۳۶ .

2.في الطبعة المعتمدة : «سلمة» وهو تصحيف ، والصحيح ما أثبتناه كما في طبعة دار الهجرة : ج۳ ص۱۵ .

3.في الطبعة المعتمدة : «هم غيرهم» ، والتصحيح من طبعة دار الهجرة : ج۳ ص۱۵ .

4.نَبَا السيفُ عن الضريبة : كَلَّ ولم يَحِكْ فيها (لسان العرب : ج۱۵ ص۳۰۱) .

5.الأنفال : ۲۳ .

6.مروج الذهب : ج۳ ص۲۴ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2
348

وإذا تأمّلنا نصوص الباب نجد أنّ أكثر من عُرف بالتخلّف عن البيعة قد بايع الإمام عليه السلام ، لكنّ بيعة بعضهم ـ نظير : عبد اللّه بن عمر ، وسعد بن أبي وقّاص ـ لم تكن بمعنى الوفاء لقيادة الإمام ؛ حيث أعلنوا صراحة عدم مرافقتهم للإمام في حروبه . كما أنّ بيعة بعض آخر منهم ـ نظير : مروان بن الحكم ، وسعيد بن العاص ، والوليد بن عقبة ـ كانت بدوافع سياسيّة ۱ .
ومن هنا يمكن عدّ هؤلاء في المتخلّفين عن البيعة ؛ لأنّ بيعتهم لم تكن حقيقيّة وكاملة ، كما يكن عدّهم في المبايعين ؛ لاشتراكهم من المراسم الرسميّة للبيعة . وبهذا يمكن الجمع بين النظريّتين .
وهنا احتمال ثالث ، وهو : أنّهم تخلّفوا عن البيعة العامّة الشاملة والَّتي كانت في المسجد ، وقد اختلقوا أعذارا لتبرير ذلك ، لكن لمّا تمّت البيعة واستحكمت خلافة الإمام عليه السلام رغبوا في البيعة .
ويؤيّد ذلك أنّ مروان بن الحكم والوليد بن عقبة وسعيد بن العاص جاؤوا إلى الإمام ـ بعد انتهاء البيعة العامّة ـ فبايعوه بعد نقاش .
كما يشهد له اعتراف عبد اللّه بن عمر واُسامة بن زيد وسعد بن أبي وقّاص ببيعة الإمام عليّ عليه السلام ، كما ورد في بعض النصوص .

۱۳۱۲.الإمام عليّ عليه السلامـ مِن كَلامِهِ حينَ تَخَلَّفَ عَن بَيعَتِهِ عَبدُ اللّهِ بنُ عُمَرَ ، وسَعدُ بنُ أبي وَقّاصٍ ، ومُحَمَّدُ بنُ مَسلَمَةَ ، وحَسّانُ بنُ ثابِتٍ ، واُسامَةُ بنُ زَيدٍ ـ: أيُّهَا النّاسُ !إنَّكُم بايَعتُموني عَلى ما بُويِعَ عَلَيهِ مَن كان قَبلي ، وإنَّمَا الخِيارُ إلَى النّاس

1.أراد مروان أن يبايع الإمام بعد الانكسار في حرب الجمل ، لكنّ الإمام ردّ ذلك ، وقال في ردّه : «أوَلم يبايعني بعد قتل عثمان ؟ لا حاجة لي في بيعته ، إنّها كفّ يهوديّة» (نهج البلاغة : الخطبة ۷۳ ، الخرائج والجرائح : ج۱ ص۱۹۷ ح۳۵) .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 230508
الصفحه من 600
طباعه  ارسل الي