قَبلَ أن يُبايِعوا ، فَإِذا بايَعوا فَلا خِيارَ لَهُم . وإنَّ عَلَى الإِمامِ الاِستِقامَةَ ، وعَلَى الرَّعِيَّةِ التَّسليمَ . وهذِهِ بَيعَةٌ عامَّةٌ ، مَن رَغِبَ عَنها رَغِبَ عَن دينِ الإِسلامِ ، وَاتَّبَعَ غَيرَ سَبيلِ أهلِهِ ، ولَم تَكُن بَيعَتُكُم إيّايَ فَلتَةً ، ولَيسَ أمري وأمرُكُم واحِدا . وإنّي اُريدُكُم للّهِِ ، وأنتُم تُريدونَني لِأَنفُسِكُم ، وَايمُ اللّهِ لَأَنصَحَنَّ لِلخَصمِ ، ولَاُنصِفَنَّ المَظلومَ .
وقَد بَلَغَني عَن سَعدٍ وَابنِ مَسلَمَةَ واُسامَةَ وعَبدِ اللّهِ وحَسّانِ بنِ ثابِتٍ اُمورٌ كَرِهتُها ، وَالحَقُّ بَيني وبَينَهُم ۱ .
۱۳۱۳.مروج الذهب :كانَ سَعدٌ واُسامَةُ بنُ زَيدٍ وعَبدُ اللّهِ بنُ عُمَرَ ومُحَمَّدُ بنُ مَسلَمَةَ ۲ مِمَّن قَعَدَ عَن عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ ، وأبَوا أن يُبايِعوهُ ، هُم وغَيرُهُم ۳ مِمَّن ذَكَرنا مِنَ القُعّادِ ، وذلِكَ أنَّهُم قالوا : إنَّها فِتنَةٌ .
ومِنهُم مَن قالَ لِعَلِيٍّ : أعطِنا سُيوفا نُقاتِل بِها مَعَكَ ، فَإِذا ضَرَبنا بِهَا المُؤمِنينَ لَم تَعمَل فيهِم ونَبَت ۴ عَن أجسامِهِم ، وإذا ضَرَبنا بِهَا الكافِرينَ سَرَت في أبدانِهِم . فَأَعرَضَ عَنهُم عَلِيٌّ ، وقالَ : «وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لأََّسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعْرِضُونَ»۵۶ .
۱۳۱۴.تاريخ اليعقوبي :بايَعَ النّاسُ إلّا ثَلاثَةَ نَفَرٍ مِن قُرَيشٍ : مَروانَ بنَ الحَكَمِ ، وسَعيدَ بنَ العاصِ ، وَالوَليدَ بن عُقبَةَ ـ وكانَ لِسانَ القَومِ ـ فَقالَ : يا هذا ، إنَّكَ قَد وَتَرتَنا جَميعا ،
1.الإرشاد : ج۱ ص۲۴۳ ؛ المعيار والموازنة : ص۱۰۵ ، الأخبار الطوال : ص۱۴۰ وفيه إلى «فلتة» وكلاهما نحوه وراجع نهج البلاغة : الخطبة ۱۳۶ .
2.في الطبعة المعتمدة : «سلمة» وهو تصحيف ، والصحيح ما أثبتناه كما في طبعة دار الهجرة : ج۳ ص۱۵ .
3.في الطبعة المعتمدة : «هم غيرهم» ، والتصحيح من طبعة دار الهجرة : ج۳ ص۱۵ .
4.نَبَا السيفُ عن الضريبة : كَلَّ ولم يَحِكْ فيها (لسان العرب : ج۱۵ ص۳۰۱) .
5.الأنفال : ۲۳ .
6.مروج الذهب : ج۳ ص۲۴ .