351
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2

شُعبَةَ مَعَ اُناسٍ مَعَهُم ، وكانوا قَد تَخَلَّفوا عَن عَلِيٍّ ، فَدَخَلوا عَلَيهِ ، فَسَأَلوهُ أن يُعطِيَهُم عَطاءَهُم ـ وقَد كانوا تَخَلَّفوا عَن عَلِيٍّ حينَ خَرَجَ إلى صِفّينَ وَالجَمَلِ ـ .
فَقالَ لَهُم عَلِيٌّ : ما خَلَّفَكُم عَنّي ؟
قالوا : قُتِلَ عُثمانُ ، ولا نَدري أحَلَّ دَمُهُ أم لا ، وقَد كانَ أحدَثَ أحداثا ثُمَّ استَتَبتُموهُ فَتابَ ، ثُمَّ دَخَلتُم في قَتلِهِ حينَ قُتِلَ ، فَلَسنا نَدري أصَبتُم أم أخطَأتُم ! مَعَ أنّا عارِفونَ بِفَضلِكَ ـ يا أميرَ المُؤمِنينَ ـ وسابِقَتِكَ وهِجرَتِكَ .
فَقالَ عَلِيٌّ : أ لَستُم تَعلَمونَ أنَّ اللّهَ عَزَّ وجَلَّ قَد أمَرَكُم أن تَأمُروا بِالمَعروفِ وتَنهَوا عَنِ المُنكَرِ ، فَقالَ : «إِن طَـآئِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُواْ فَأَصْلِحُواْ بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَـتِلُواْ الَّتِى تَبْغِى حَتَّى تَفِىءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ»۱ ؟
قالَ سَعدٌ : يا عَلِيُّ ، أعطِني سَيفا يَعرِفُ الكافِرَ مِنَ المُؤمِنِ ؛ أخافُ أن أقتُلَ مُؤمِنا فَأَدخُلَ النّارَ .
فَقالَ لَهُم عَلِيٌّ : أ لَستُم تَعلَمونَ أنَّ عُثمانَ كانَ إماما ، بايَعتُموهُ عَلَى السَّمعِ وَالطّاعَةِ ، فَعَلامَ خَذَلتُموهُ إن كانَ مُحسِنا ! ! وكَيفَ لَم تُقاتِلوهُ إذ كانَ مُسيئا ؟ ! فَإِن كانَ عُثمانُ أصابَ بِما صَنَعَ فَقَد ظَلَمتُم ؛ إذ لَم تَنصُروا إمامَكُم ، وإن كانَ مُسيئا فَقَد ظَلَمتُم ؛ إذ لَم تُعينوا مَن أمَرَ بِالمَعروفِ ونَهى عَنِ المُنكَرِ ، وقَد ظَلَمتُم إذ لَم تَقوموا بَينَنا وبَينَ عَدُوِّنا بِما أمَرَكُم اللّهُ بِهِ ، فَإِنَّهُ قالَ : «قَـتِلُواْ الَّتِى تَبْغِى حَتَّى تَفِىءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ» .
فَرَدَّهُم ولَم يُعطِهِم شَيئا ۲ .

1.الحجرات : ۹ .

2.وقعة صفّين : ص۵۵۱ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2
350

أمّا أنَا فَقَتَلتَ أبي صَبرا يَومَ بَدرٍ ، وأمّا سَعيدٌ فَقَتَلتَ أباهُ يَومَ بَدرٍ ـ وكانَ أبوهُ مِن نورِ قُرَيشٍ ـ وأمّا مَروانُ فَشَتَمتَ أباهُ وعِبتَ عَلى عُثمانَ حينَ ضَمَّهُ إلَيهِ . . . فَتَبايَعنا عَلَى أن تَضَعَ عَنّا ما أصَبنا ، وتُعفِيَ لَنا عَمّا في أيدينا ، وتَقتُلَ قَتَلَةَ صاحِبِنا .
فَغَضِبَ عَلِيٌّ وقالَ : أمّا ما ذَكَرتَ مِن وَتري إيّاكُم ، فَالحَقُّ وَتَرَكُم . وأمّا وَضعي عَنكُم ما أصَبتُم ، فَلَيسَ لي أن أضَعَ حَقَّ اللّهِ تَعالى . وأمّا إعفائي عَمّا في أيديكُم ، فَما كانَ للّهِِ ولِلمُسلِمينَ فَالعَدلُ يَسَعُكُم . وأمّا قَتلي قَتلَةَ عُثمانَ ، فَلَو لَزِمَني قَتلُهُم اليَومَ لَزِمَني قِتالُهُم غَدا ، ولكِن لَكُم أن أحمِلَكُم عَلى كِتابِ اللّهِ وسُنَّةِ نَبِيِّهِ ، فَمَن ضاقَ عَلَيهِ الحَقُّ فَالباطِلُ عَلَيهِ أضيَقُ ، وإن شِئتُم فَالحَقوا بِمَلاحِقِكُم .
فَقالَ مَروانُ : بَل نُبايِعُكَ ، ونُقيمُ مَعَكَ ، فَتَرى ونَرى ۱ .

۱۳۱۵.تاريخ الطبري عن عبد اللّه بن الحسن :لَمّا قُتِلَ عُثمانُ بايَعَتِ الأَنصارُ عَليّا إلّا نُفَيرا يَسيرا ؛ مِنهُم حَسّانُ بنُ ثابِتٍ ، وكَعبُ بنُ مالِكٍ ، ومَسلَمَةُ بنُ مَخلَدٍ ، وأبو سَعيدٍ الخُدرِيُّ ، ومُحَمَّدُ بنُ مَسلَمَةَ ، وَالنُّعمانُ بنُ بَشيرٍ ، وزَيدُ بنُ ثابِتٍ ، ورافِعُ بنُ خَديجٍ ، وفَضالَةُ بنُ عُبَيدٍ ، وكَعبُ بنُ عُجرَةَ ؛ كانوا عُثمانِيَّةً .
فَقالَ رَجُلٌ لِعَبدِ اللّهِ بنِ حَسَنٍ : كَيفَ أبى هؤُلاءِ بَيعَةَ عَلِيٍّ ! وكانوا عُثمانِيَّةً ؟ !
قالَ : أمّا حَسّانٌ فَكانَ شاعِرا لا يُبالي ما يَصنَعُ . وأمّا زَيدُ بنُ ثابِتٍ فَوَلّاهُ عُثمانُ الدّيوانَ وبَيتَ المالِ ، فَلَمّا حُصِرَ عُثمانُ قالَ : يا مَعشَرَ الأَنصارِ كونوا أنصارا للّهِِ . . . مَرَّتَين . فَقالَ أبو أيّوبَ : ما تَنصُرُهُ إلّا أنَّهُ أكثَرَ لَكَ مِنَ العِضدانِ . فَأَمّا كَعبُ بن مالِكٍ فَاستَعمَلَهُ عَلى صَدَقَةِ مُزَينَةَ ، وتَرَكَ ما أخَذَ مِنهُم لَهُ ۲ .

۱۳۱۶.وقعة صفّين عن عمر بن سعد :دَخَلَ عَبدُ اللّهِ بنُ عُمَرَ وسَعدُ بنُ أبي وقَّاصٍ وَالمُغيرَةُ بن

1.تاريخ اليعقوبي : ج۲ ص۱۷۸ ؛ الفتوح : ج۲ ص۴۴۲ و ۴۴۳ نحوه .

2.تاريخ الطبري : ج۴ ص۴۲۹ ، الكامل في التاريخ : ج۲ ص۳۰۳ وفيه «العبدان» بدل «العضدان» .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 186111
الصفحه من 600
طباعه  ارسل الي