353
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2

۱۳۱۹.تاريخ الطبري عن أبي المليحـ في ذِكرِ بَعضِ ما جَرى عِندَ بَيعَةِ الإِمامِ عليه السلام ـ: خَرَجَ عَلِيٌّ إلَى المَسجِدِ ، فَصَعِدَ المِنبَرَ وعَلَيهِ إزارٌ وطاقٌ وعِمامَةُ خَزٍّ ونَعلاهُ في يَدِهِ ، مُتَوَكِّئا عَلى قَوسٍ ، فَبايَعَهُ النّاسُ .
وجاؤوا بِسَعدٍ ، فَقالَ عَلِيٌّ : بايِع . قالَ : لا اُبايِعُ حَتّى يُبايِعَ النّاسُ ، وَاللّهِ ما عَلَيكَ مِنّي بَأسٌ . قالَ : خَلّوا سَبيلَهُ .
وجاؤوا بِابنِ عُمَرَ ، فَقالَ : بايِع . قالَ : لا اُبايِعُ حَتّى يُبايِعَ النّاسُ . قالَ : اِئتِني بِحَميلٍ ۱ . قالَ : لا أرى حَميلاً . قالَ الأَشتَرُ : خَلِّ عَنّي أضرِب عُنُقَهُ ! قالَ عَلِيٌّ : دَعوهُ ؛ أنَا حَميلُهُ ، إنَّكَ ـ ما عَلِمتُ ـ لَسَيِّئُ الخُلُقِ صَغيرا وكَبيرا ۲ .

۱۳۲۰.شرح نهج البلاغة :ذَكَرَ أبو مِخنَفٍ في كِتابِ الجَمَل أنَّ الأَنصارَ وَالمُهاجِرينَ اجتَمَعوا في مَسجِدِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ؛ لِيَنظُروا مَن يُوَلّونَهُ أمرَهُم ، حَتّى غَصَّ المَسجِدُ بِأَهلِهِ ، فَاتَّفَقَ رَأيُ عَمّارٍ وأبِي الهَيثَمِ بنِ التَّيِّهانِ ورَفاعَةَ بنِ رافِعٍ ومالِكِ بنِ عَجلانَ وأبي أيُّوبَ خالِدِ بنِ زَيدٍ ۳ عَلى إقعادِ أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام فِي الخِلافَةِ . وكانَ أشَدَّهُم تَهالُكا عَلَيهِ عَمّارٌ ، فَقالَ لَهُم : أيُّهَا الأَنصارُ ، قَد سارَ فيكُم عُثمانُ بِالأَمسِ بِما رَأَيتُموهُ ، وأنتُم عَلى شَرَفٍ مِنَ الوُقوعِ في مِثلِهِ إن لَم تَنظُروا لِأَنفُسِكُم ، وإنَّ عَلِيّا أولَى النّاسِ بِهذَا الأَمرِ ؛ لِفَضلِهِ ، وسابِقَتِهِ !
فَقالوا : رَضينا بِهِ حينَئِذٍ .
وقالوا بِأَجمَعِهِم لِبَقِيَّةِ النّاسِ مِنَ الأَنصارِ وَالمُهاجِرينَ : أيُّهَا النّاسُ ، إنّا لَن نَألُوَكُم خَيرا وأنفُسَنا إن شاءَ اللّهُ ، وإنَّ عَلِيّا مَن قَد عَلِمتُم ، وما نَعرِفُ مَكانَ أحَدٍ أحمَلَ لِهذَا

1.الحميل : الكفيل (النهاية : ج۱ ص۴۴۲) .

2.تاريخ الطبري : ج۴ ص۴۲۸ .

3.في المصدر : «يزيد» ، والصحيح ما أثبتناه كما في كتب الرجال .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2
352

أمّا قَولُ مَن زَعَمَ أنَّ عَبدَ اللّهِ بنَ عُمَرَ وأبا مَسعودٍ الأَنصارِيَّ وسَعدَ بنَ أبي وقَّاصٍ وأبا موسَى الأَشعَرِيَّ ومُحَمَّدَ بنَ مَسلَمَةَ الأَنصارِيَّ واُسامَةَ بنَ زَيدٍ قَعَدوا عَن بَيعَتِهِ ، فَإِنَّ هذا قَولُ مَن يَجحَدُ حَقيقَةَ تِلكَ الأَحوالِ . . . .
[ثُمَّ قالَ ـ بَعدَ أن ذَكَرَ أسبابَ اعتِزالِهِم] : فَبِهذِهِ الأَسبابِ وما جانَسَها كانَ اعتِزالُ مَنِ اعتَزَلَ عَنِ القِتالِ مَعَ عَلِيٍّ رضى الله عنه ، وقِتالِ مَن قاتَلَهُ ۱ .

۱۳۱۸.الجمل عن أبي مِخنَف :إنَّ أميرَ المُؤمِنينَ عليه السلام لَمّا هَمَّ بِالمَسيرِ إلَى البَصرَةِ ، بَلَغَهُ عَن سَعدِ بنِ أبي وَقّاصٍ وَابنِ مَسلَمَةَ واُسامَةَ بنِ زَيدٍ وَابنِ عُمَرَ تَثاقُلٌ عَنهُ ، فَبَعَثَ إلَيهِم . فَلَمّا حَضَروا قالَ لَهُم : قَد بَلَغَني عَنكُم هَناتٌ كَرِهتُها ، وأنَا لا اُكرِهُكُم عَلَى المَسيرِ مَعي ، أ لَستُم عَلى بَيعَتي ؟
قالوا : بَلى .
قال : فَمَا الَّذي يُقعِدُكُم عَن صُحبَتي ؟
فَقالَ لَهُ سَعدٌ : إنّي أكرَهُ الخُروجَ في هذَا الحَربِ ؛ لِئَلّا اُصيبَ مُؤمِنا ، فَإِن أعطَيتَني سَيفا يَعرِفُ المُؤمِنَ مِنَ الكافِرِ ، قاتَلتُ مَعَكَ !
وقالَ لَهُ اُسامَةُ : أنتَ أعَزُّ الخَلقِ عَلَيَّ ، ولكِنّي عاهَدتُ اللّهَ أن لا اُقاتِلَ أهلَ لا إلهَ إلَا اللّهُ . . .
وقالَ عَبدُ اللّهِ بنُ عُمَرَ : لَستُ أعرِفُ في هذَا الحَربِ شَيئا ، أسأَلُكَ ألّا تَحمِلَني عَلى ما لا أعرِفُ .
فَقالَ لَهُم أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام : لَيسَ كُلُّ مَفتونٍ مُعاتَبا ، أ لَستُم عَلى بَيعَتي ؟ قالوا : بَلى . قالَ : اِنصَرِفوا فَسَيُغنِي اللّهُ تَعالى عَنكُم ۲ .

1.المستدرك على الصحيحين : ج۳ ص۱۲۴ ح۴۵۹۶ و ص ۱۲۷ ح۴۶۰۵ .

2.الجمل : ص۹۵ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 186076
الصفحه من 600
طباعه  ارسل الي