369
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2

الفصل الثاني : الإصلاحات العلويّة

2 / 1

صَوتُ العَدالَةِ وصَداها

۱۳۳۶.شرح نهج البلاغة عن أبي جعفر الإِسكافيّ :صَعِدَ [عَلِيٌّ عليه السلام ]المِنبَرَ فِي اليَومِ الثّاني مِن يَومِ البَيعَةِ وهُوَ يَومُ السَّبتِ لِاءِحدى عَشَرَةَ لَيلَةً بَقينَ مِن ذِي الحِجَّةِ ، فَحَمِدَ اللّهَ وأثنى عَلَيهِ ، وذَكَرَ مُحَمَّدا فَصَلّى عَلَيهِ ، ثُمَّ ذَكَرَ نِعمَةَ اللّهِ عَلى أهلِ الإِسلامِ ، ثُمَّ ذَكَرَ الدُّنيا فَزَهَّدَهُم فيها ، وذَكَرَ الآخِرَةَ فَرَغَّبَهُم إلَيها ، ثُمَّ قالَ :
أمّا بَعدُ ، فَإِنَّهُ لَمّا قُبِضَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله استَخلَفَ النّاسُ أبا بَكرٍ ، ثُمَّ استَخلَفَ أبو بَكرٍ عُمَرَ فَعَمِلَ بِطَريقِهِ ، ثُمَّ جَعَلَها شورى بَينَ سِتَّةٍ ، فَأَفضَى الأَمرُ مِنهُم إلى عُثمانَ ، فَعَمِلَ ما أنكَرتُم وعَرَفتُم ، ثُمَّ حُصِرَ وقُتِلَ ، ثُمَّ جِئتُموني طائِعينَ فَطَلَبتُم إلَيَّ ، وإنَّما أنَا رَجُلٌ مِنكُم ، لي ما لَكُم وعَلَيَّ ما عَلَيكُم ، وقَد فَتَحَ اللّهُ البابَ بَينَكُم وبَينَ أهلِ القِبلَةِ ، وأقبَلَتِ الفِتَنُ كَقِطَع اللَّيلِ المُظلِمِ ، ولا يَحمِلُ هذَا الأَمرَ إلّا أهلُ الصَّبرِ وَالبَصَرِ وَالعِلمِ بِمَواقِعِ الأَمرِ ، وإنّي حامِلُكُم عَلى مَنهَجِ نَبِيِّكُم صلى الله عليه و آله ومُنَفِّذٌ فيكُم ما اُمِرتُ بِهِ ، إنِ استَقَمتُم لي وبِاللّهِ المُستَعانُ . ألا إنَّ مَوضِعي مِن رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله بَعدَ وَفاتِهِ كَمَوضِعي مِنهُ أيّامَ حَياتِهِ ، فَامضوا لِما تُؤمَرونَ بِهِ وقِفوا عندَ ما تُنهَونَ عَنهُ ، ولا


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2
368

كُنتُ في فارِعٍ ۱ حِصنِ حَسّانِ بنِ ثابِتٍ وكانَ حَسّانٌ مَعَنا فِي النِّساءِ وَالصِّبيانِ حينَ خَندَقَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله ، قالَت صَفِيَّةُ : فَمَرَّ بِنا رَجُلٌ مِن يَهودَ ، فَجَعَلَ يَطيفُ بِالحِصنِ ، فَقُلتُ لِحَسّانٍ : إنَّ هذَا اليَهودِيَّ بِالحِصنِ كَما تَرى ولا آمِنُهُ أن يَدُلَّ عَلى عَوراتِنا ، وقَد شُغِلَ عَنّا رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله وأصحابُهُ فَقُم إلَيهِ فَاقتُلهُ . فَقالَ : يَغفِرُ اللّهُ لَكِ يا بِنتَ عَبدِ المُطَّلِبِ ، وَاللّهِ لَقَد عَرَفتِ ما أنَا بِصاحِبِ هذا ! قالَت صَفِيَّةُ : فَلَمّا قالَ ذلِكَ ولَم أرَ عِندَهُ شَيئا اِحتَجَزتُ ، وأخَذتُ عَمودا مِنَ الحِصنِ ، ثُمَّ نَزَلتُ مِنَ الحِصنِ إلَيهِ فَضَرَبتُهُ بِالعَمودِ حَتّى قَتَلتُهُ ، ثُمَّ رَجَعتُ إلَى الحِصنِ ، فَقُلتُ : يا حَسّانُ انزِل فَاستَلِبهُ ، فَإِنَّهُ لَم يَمنَعني أن أسلُبَهُ إلّا أنَّهُ رَجُلٌ ! فَقالَ : ما لي بِسَلَبِهِ مِن حاجَةٍ ۲ .

1.فارِع : هو حصن بالمدينة (معجم البلدان : ج۴ ص۲۲۸) .

2.المستدرك على الصحيحين : ج۴ ص۵۶ ح۶۸۶۷ ، السنن الكبرى : ج۶ ص۵۰۲ ح۱۲۷۷۲ ، المعجم الكبير : ج۲۴ ص۳۲۲ ح۸۰۹ ، المعجم الأوسط : ج۴ ص۱۱۶ ح۳۷۵۴ ، السيرة النبويّة لابن هشام : ج۳ ص۲۳۹ ، كنز العمّال : ج۱۳ ص۶۳۲ ح۳۷۶۰۰ نقلاً عن ابن عساكر وكلّها نحوه .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 181662
الصفحه من 600
طباعه  ارسل الي