إلى ما كانَ في أيّامِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله وأبي بَكرٍ ، وقَد نُسِيَ ذلِكَ ورُفِضَ وتَخَلَّلَ بَينَ الزَّمانَينِ اثنَتانِ وعِشرونَ سَنَةً ، فَشَقَّ ذلِكَ عَلَيهِم ، وأنكَروهُ وأكبَروهُ حَتّى حَدَثَ ما حَدَثَ مِن نَقضِ البَيعَةِ ومُفارَقَةِ الطّاعَةِ ، وللّهِِ أمرٌ هُوَ بالِغُهُ ۱ .
۱۳۳۷.الإمام عليّ عليه السلامـ في أوَّلِ خُطبَةٍ خَطَبَها بَعدَ بَيعَةِ النّاسِ لَهُ عَلَى الأَمرِ ، وذلِكَ بَعدَ قَتلِ عُثمانَ ـ: أمّا بَعدُ ، فَلا يُرعِيَنَّ مُرعٍ إلّا عَلى نَفسِهِ ، شُغِلَ عَنِ الجَنَّةِ مَنِ النّارُ أمامَهُ ، ساعٍ مُجتَهِدٌ ، وطالِبٌ يَرجو ، ومُقَصَّرٌ فِي النّارِ ، ثلاثَةٌ ، وَاثنانِ : مَلَكٌ طارَ بِجَناحَيهِ ، ونَبِيٌّ أخَذَ اللّهُ بِضَبعَيهِ ۲ ، لا سادِسٌ .
هَلَكَ مَنِ ادَّعى ، ورَدِيَ مَنِ اقتَحَمَ . اليَمينُ وَالشِّمالُ مَضَلَّةٌ ، وَالوُسطَى الجادَّةُ ، مَنهَجٌ عَلَيهِ باقِي ۳ الكِتابِ وَالسُّنَّةِ وآثارِ النُّبُوَّةِ .
إنَّ اللّهَ تَعالى داوى هذِهِ الاُمَّةَ بِدَواءَينِ : السَّوطِ وَالسَّيفِ ، لا هَوادَةَ عِندَ الإِمامِ ، فَاستَتِروا بِبُيوتِكُم ، وأصلِحوا فيما بَينَكُم ، وَالتَّوبَةُ مِن وَرائِكُم ، مَن أبدى صَفحَتَهُ لِلحَقِّ هَلَكَ .
قَد كانَت اُمورٌ لَم تَكونوا عِندي فيها مَعذورينَ ، أما إنّي لَو أشاءُ أن أقولَ لَقُلتُ ، عَفَا اللّهُ عَمّا سَلَفَ ، سَبَقَ الرَّجُلانِ ، وقامَ الثّالِثُ كَالغُرابِ هِمَّتُهُ بَطنُهُ ، وَيلَهُ لَو قُصَّ جَناحاهُ وقُطِعَ رأسُهُ لَكانَ خَيرا لَهُ .
اُنظُروا فَإِن أنكَرتُم فَأَنكِروا ، وإن عَرَفتُم فَبادِروا ، حَقٌّ وباطِلٌ ولِكُلٍّ أهلٌ ، ولَئِن أمِرَ ۴ الباطِلُ لَقَديما فَعَلَ ، ولَئِن قَلَّ الحَقُّ فَلَرُبَّما ولَعَلَّ ، ولَقَلَّ ما أدبَرَ شَيءٌ فَأَقبَلَ ،
1.شرح نهج البلاغة : ج۷ ص۳۶ ؛ بحار الأنوار : ج۳۲ ص۱۶ ح۷ وراجع نهج البلاغة : الخطبة ۲۰۵ والمعيار والموازنة : ص۱۰۹ والأمالي للطوسي : ص۷۲۷ ح۱۵۳۰ .
2.الضَّبْع : وسط العَضُد . وقيل : هو ما تحت الإبط (النهاية : ج۳ ص۷۳) .
3.في هامش المصدر : في «م» و هامش «ش» : «ما في» وهو الصحيح.
4.أمِرَ الشيء : كَثُر وتمّ (لسان العرب : ج۴ ص۳۱) .