2 / 4
تَعَذُّرَ بَعضِ الإِصلاحاتِ
۱۳۴۷.الإمام عليّ عليه السلام :لَو قَدِ استَوَت قَدَمايَ مِن هذِهِ المَداحِضِ لَغَيَّرتُ أشياءَ ۱ .
۱۳۴۸.الكافي عن سُلَيم بن قيس :خَطَبَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام فَحَمِدَ اللّهَ وأثنى عَلَيهِ ، ثُمَّ صَلّى عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله ، ثُمَّ قالَ : ألا إنَّ أخوَفَ ما أخافُ عَلَيكُم خَلَّتانِ : اِتِّباعُ الهَوى ، وطولُ الأَمَلِ . أمَّا اتِّباعُ الهَوى : فَيَصُدُّ عَنِ الحَقِّ ، وأمّا طولُ الأَمَلِ : فَيُنسِي الآخِرَةَ ، ألا إنَّ الدُّنيا قَد تَرَحَّلَت مُدبِرَةً ، وإنَّ الآخِرَةَ قَد تَرَحَّلَت مُقبِلَةً ، ولِكُلِّ واحِدَةٍ بَنونَ ، فَكونوا مِن أبناءِ الآخِرَةِ ، ولا تَكونوا مِن أبناءِ الدُّنيا . فَإِنَّ اليَومَ عَمَلٌ ولا حِسابٌ ، وإنَّ غَدا حِسابٌ ولا عَمَلٌ .
وإنَّما بَدءُ وُقوعِ الفِتَنِ مِن أهواءٍ تُتَّبَعُ وأحكامٌ تُبتَدَعُ ، يُخالَفُ فيها حُكمُ اللّهِ ، يَتَوَلّى فيها رِجالٌ رِجالاً ، ألا إنَّ الحَقَّ لَو خَلَص لَم يَكُنِ اختِلافٌ ، ولَو أنَّ الباطِلَ خَلَصَ لَم يُخفَ عَلى ذي حِجىً . لكِنَّهُ يُؤخَذُ مِن هذا ضِغثٌ ۲ ومِن هذا ضِغثٌ فَيَمزَجانِ فَيُجَلَّلانِ مَعا ، فَهُنالِكَ يَستَولِي الشَّيطانُ عَلى أوِليائِهِ ، ونَجَا الذَّينَ سَبَقَت لَهُم مِنَ اللّهِ الحُسنى .
إنّي سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَقولُ : كَيفَ أنتُم إذا لَبَسَتكُم فِتنَةٌ يَربو فيهَا الصَّغيرُ ، ويَهرَمُ فيهَا الكَبيرُ ، يَجرِي النّاسُ عَلَيها ويَتَّخِذونَها سُنَّةً ، فَإِذا غُيِّرَ مِنها شَيءٌ قيلَ : قَد غُيِّرَتِ السُّنَّةُ ، وقَد أتَى النّاسَ مُنكَرا ! ثُمَّ تَشتَدُّ البَلِيَّةُ وتُسبَى الذُّرِّيَّةُ ، وتَدُقُّهُمُ الفِتنَةُ كَما تَدُقُّ النّارُ الحَطَبَ ، وكَما تَدُقُّ الرَّحا بِثِفالِها ۳ ، ويَتَفَقَّهونَ لِغَيرِ اللّهِ ، ويَتَعَلَّمونَ لِغَير
1.نهج البلاغة : الحكمة ۲۷۲ ، غرر الحكم : ح۷۵۷۰ ، عيون الحكم والمواعظ : ص۴۱۵ ح۷۰۶۰ .
2.الضِّغث : قبضة من قضبان مختلفة ، وقيل : هي الحُزمة من الحشيش (لسان العرب : ج۲ ص۱۶۴) .
3.الثِّفال : جلدة تُبسط تحت رَحا اليد ليقع عليها الدقيق ، ويسمّى الحجر الأسفل ثفالاً بها . والمعنى : أنّها [الفتنة ]تدقّهم دقّ الرحا للحبّ إذا كانت مُثفَّلة ، ولا تُثفّل إلّا عند الطحن (النهاية : ج۱ ص۲۱۵) .