385
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2

2 / 4

تَعَذُّرَ بَعضِ الإِصلاحاتِ

۱۳۴۷.الإمام عليّ عليه السلام :لَو قَدِ استَوَت قَدَمايَ مِن هذِهِ المَداحِضِ لَغَيَّرتُ أشياءَ ۱ .

۱۳۴۸.الكافي عن سُلَيم بن قيس :خَطَبَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام فَحَمِدَ اللّهَ وأثنى عَلَيهِ ، ثُمَّ صَلّى عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله ، ثُمَّ قالَ : ألا إنَّ أخوَفَ ما أخافُ عَلَيكُم خَلَّتانِ : اِتِّباعُ الهَوى ، وطولُ الأَمَلِ . أمَّا اتِّباعُ الهَوى : فَيَصُدُّ عَنِ الحَقِّ ، وأمّا طولُ الأَمَلِ : فَيُنسِي الآخِرَةَ ، ألا إنَّ الدُّنيا قَد تَرَحَّلَت مُدبِرَةً ، وإنَّ الآخِرَةَ قَد تَرَحَّلَت مُقبِلَةً ، ولِكُلِّ واحِدَةٍ بَنونَ ، فَكونوا مِن أبناءِ الآخِرَةِ ، ولا تَكونوا مِن أبناءِ الدُّنيا . فَإِنَّ اليَومَ عَمَلٌ ولا حِسابٌ ، وإنَّ غَدا حِسابٌ ولا عَمَلٌ .
وإنَّما بَدءُ وُقوعِ الفِتَنِ مِن أهواءٍ تُتَّبَعُ وأحكامٌ تُبتَدَعُ ، يُخالَفُ فيها حُكمُ اللّهِ ، يَتَوَلّى فيها رِجالٌ رِجالاً ، ألا إنَّ الحَقَّ لَو خَلَص لَم يَكُنِ اختِلافٌ ، ولَو أنَّ الباطِلَ خَلَصَ لَم يُخفَ عَلى ذي حِجىً . لكِنَّهُ يُؤخَذُ مِن هذا ضِغثٌ ۲ ومِن هذا ضِغثٌ فَيَمزَجانِ فَيُجَلَّلانِ مَعا ، فَهُنالِكَ يَستَولِي الشَّيطانُ عَلى أوِليائِهِ ، ونَجَا الذَّينَ سَبَقَت لَهُم مِنَ اللّهِ الحُسنى .
إنّي سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَقولُ : كَيفَ أنتُم إذا لَبَسَتكُم فِتنَةٌ يَربو فيهَا الصَّغيرُ ، ويَهرَمُ فيهَا الكَبيرُ ، يَجرِي النّاسُ عَلَيها ويَتَّخِذونَها سُنَّةً ، فَإِذا غُيِّرَ مِنها شَيءٌ قيلَ : قَد غُيِّرَتِ السُّنَّةُ ، وقَد أتَى النّاسَ مُنكَرا ! ثُمَّ تَشتَدُّ البَلِيَّةُ وتُسبَى الذُّرِّيَّةُ ، وتَدُقُّهُمُ الفِتنَةُ كَما تَدُقُّ النّارُ الحَطَبَ ، وكَما تَدُقُّ الرَّحا بِثِفالِها ۳ ، ويَتَفَقَّهونَ لِغَيرِ اللّهِ ، ويَتَعَلَّمونَ لِغَير

1.نهج البلاغة : الحكمة ۲۷۲ ، غرر الحكم : ح۷۵۷۰ ، عيون الحكم والمواعظ : ص۴۱۵ ح۷۰۶۰ .

2.الضِّغث : قبضة من قضبان مختلفة ، وقيل : هي الحُزمة من الحشيش (لسان العرب : ج۲ ص۱۶۴) .

3.الثِّفال : جلدة تُبسط تحت رَحا اليد ليقع عليها الدقيق ، ويسمّى الحجر الأسفل ثفالاً بها . والمعنى : أنّها [الفتنة ]تدقّهم دقّ الرحا للحبّ إذا كانت مُثفَّلة ، ولا تُثفّل إلّا عند الطحن (النهاية : ج۱ ص۲۱۵) .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2
384

العَدلُ فَالجَورُ عَلَيهِ أضيَقُ ۱ .

۱۳۴۶.شرح نهج البلاغة :هذِهِ الخُطبَةُ ذَكَرَهَا الكَلبِيُّ مَروِيَّةً مَرفوعَةً إلى أبي صالحٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ أنَّ عَلِيّا عليه السلام خَطَبَ فِي اليَومِ الثّاني مِن بَيعَتِهِ بِالمَدينَةِ ، فَقالَ :
ألا إنَّ كُلَّ قَطيعَةٍ أقطَعَها عُثمانُ ، وكُلَّ مالٍ أعطاهُ مِن مالِ اللّهِ ، فَهُوَ مَردودٌ في بَيتِ المالِ ، فَإِنَّ الحَقَّ القَديم لا يُبطِلُهُ شَيءٌ ، ولَو وَجَدتُهُ وقَد تُزُوِّجَ بِهِ النِّساءُ ، وفُرِّقَ فِي البُلدانِ ، لَرَدَدتُهُ إلى حالِهِ ؛ فَإِنَّ فِي العَدلِ سَعَةً ، ومَن ضاقَ عَنهُ الحَقُّ فَالجَورُ عَلَيهِ أضيَقُ .
وتَفسيرُ هذَا الكَلامِ أنَّ الوالِيَ إذا ضاقَت عَلَيهِ تَدبيراتُ اُمورِهِ فِي العَدلِ ، فَهِيَ فِي الجَورِ أضيَقُ عَلَيهِ ؛ لِأَنَّ الجائِرَ في مَظَنَّةِ أن يُمنَعَ ويُصَدَّ عَن جَورِهِ .
قالَ الكَلبِيُّ : ثُمَّ أمَرَ عليه السلام بِكُلِّ سِلاحٍ وُجِدَ لِعُثمانَ في دارِهِ مِمّا تَقَوّى بِهِ عَلَى المُسلِمينَ فَقُبِضَ ، وأمَرَ بِقَبضِ نَجائِبَ كانَت في دارِهِ مِن إ بِلِ الصَّدَقَةِ فَقُبِضَت ، وأمَرَ بِقَبضِ سَيفِهِ ودِرعِهِ ، وأمَرَ ألّا يُعرَضَ لِسِلاحٍ وُجِدَ لَهُ لم يُقاتِل بِهِ المُسلِمونَ ، وبِالكَفِّ عَن جَميعِ أموالِهِ الَّتي وُجِدَت في دارِهِ وفي غَيرِ دارِهِ ، وأمَرَ أن تُرتَجَعَ الأَموالُ الَّتي أجازَ بِها عُثمانُ حَيثُ اُصيبَت أو اُصيبَ أصحابُها .
فَبَلَغَ ذلِكَ عَمرَو بنَ العاصِ ، وكانَ بِأَيلَةَ مِن أرضِ الشّامِ ، أتاها حَيثُ وَثَبَ النّاسُ عَلى عُثمانَ فَنَزَلَها ، فَكَتَبَ إلى مُعاوِيَةَ : ما كُنتَ صانِعا فَاصنَع ، إذ قَشَرَكَ ابنُ أبي طالِبٍ مِن كُلِّ مالٍ تَملِكُهُ كَما تُقشَرُ عَنِ العَصا لِحاها ۲ .

1.نهج البلاغة : الخطبة ۱۵ ، المناقب لابن شهر آشوب : ج۲ ص۱۱۰ ، دعائم الإسلام : ج۱ ص۳۹۶ ، شرح الأخبار : ج۱ ص۳۷۳ ح۳۱۶ كلاهما نحوه .

2.شرح نهج البلاغة : ج۱ ص۲۶۹ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 181645
الصفحه من 600
طباعه  ارسل الي