3 / 15
الجَمعُ بَينَ الشِّدَّةِ وَاللِّينِ
  ۱۴۱۶.الإمام عليّ عليه السلامـ في كِتابِهِ إلى بَعضِ عُمّالِهِ ـ: أمّا بَعدُ ، فَإِنَّ دَهاقينَ ۱ أهلِ بَلَدِكَ شَكَوا مِنكَ غِلظَةً وقَسوَةً ، وَاحتِقارا وجَفوَةً ، ونَظَرتُ فَلَم أرَهُم أهلاً لِأَن يُدنَوا لِشِركِهِم ، ولا أن يُقصَوا ويُجفَوا لِعَهدِهِم ، فَالبَس لَهُم جِلبابا مِنَ اللّينِ تَشوبُهُ بِطَرَفٍ مِنَ الشِّدَّةِ ، وداوِل لَهُم بَينَ القَسوَةِ وَالرَّأفَةِ ، وَامزُج لَهُم بَينَ التَّقريبِ وَالإِدناءِ ، وَالإِبعادِ وَالإِقصاءِ ، إن شاءَ اللّهُ ۲ .
  ۱۴۱۷.تاريخ اليعقوبي :كَتَبَ عَلِيٌّ إلى عُمَرَ بنِ مَسلَمَةَ الأَرحَبِيِّ : أمّا بَعدُ ، فَإِنَّ دَهاقينَ عَمَلِكَ شَكَوا غِلظَتَكَ ، ونَظَرتُ في أمرِهِم فَما رَأَيتُ خَيرا ، فَلتَكُن مَنزِلَتُكَ بَينَ مَنزِلَتَينِ : جِلبابِ لِينٍ ، بِطَرَفٍ مِنَ الشِّدَّةِ ، في غَيرِ ظُلمٍ ولا نَقصٍ ؛ فَإِنَّهُم أحيَونا صاغِرينَ ، فَخُذ ما لَكَ عِندَهُم وهُم صاغِرونَ ، ولا تَتَّخِذ مِن دونَ اللّهِ وَليّا ، فَقَد قالَ اللّهُ عَزَّ وَجَلَّ : «لَا تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا»۳ وقالَ جَلَّ وَعَزَّ في أهلِ الكِتابِ : «لَا تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَـرَى أَوْلِيَآءَ» وقالَ تَبارَكَ وتَعالى : «وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ»۴ وقَرِّعهُم بِخَراجِهِم ، وقابِل في وَرائِهِم ، وإِيّاكَ ودِماءَهُم . وَالسَّلامُ ۵ .
  ۱۴۱۸.الإمام عليّ عليه السلامـ في كِتابِهِ إلى بَعضِ عُمّالِهِ ـ: أمّا بَعدُ ، فَإِنَّكَ مِمَّن أستَظهِرُ بِهِ عَلى إقامَة
 
                        1.الدِّهقان : رئيس القرية ومُقدَّم التُّنّاء وأصحاب الزراعة ، وهو معرَّب (النهاية : ج۲ ص۱۴۵) .
2.نهج البلاغة : الكتاب ۱۹ ، بحار الأنوار : ج۳۳ ص۴۸۹ ح۶۹۴ ؛ أنساب الأشراف : ج۲ ص۳۹۰ نحوه ، وذكر أنّه عليه السلام كتبه إلى عمرو بن سلمة الأرحبي ، وفيه «في غير ما أن يظلموا ، ولا ينقض لهم عهد ، ولكن تفرّغوا لخراجهم ، ويقاتل من ورائهم ، ولا يؤخذ منهم فوق طاقتهم ، فبذلك أمرتك ، واللّه المستعان . والسلام» بدل «وداول لهم . . . » .
3.آل عمران : ۱۱۸ .
4.المائدة : ۵۱ .
5.تاريخ اليعقوبي : ج۲ ص۲۰۳ .