417
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2

الدّينِ ، وأقمَعُ بِهِ نَخوَةَ الأَثيمِ ، وأسُدُّ بِهِ لَهاةَ الثَّغرِ المَخوفِ . فَاستَعِن بِاللّهِ عَلى ما أهَمَّكَ ، وَاخلِطِ الشِّدَّةَ بِضِغثٍ مِنَ اللّينِ ، وَارفُق ما كانَ الرِّفقُ أرفَقَ ، وَاعتَزِم بِالشِّدَّةِ حينَ لا تُغني عَنكَ إلّا الشِّدَّةُ . وَاخفِض لِلرَّعِيَّةِ جَناحَكَ ، وَابسُط لَهُم وَجهَكَ ، وألِن لَهُم جانِبَكَ . وآسِ بَينَهُم فِي اللَّحظَةِ والنَّظرَةِ ، وَالإِشارَةِ وَالتَّحِيَّةِ ؛ حَتّى لا يَطمَعَ العُظَماءُ في حَيفِكَ ، ولا يَيأَسَ الضُّعَفاءُ مِن عَدلِكَ . وَالسَّلامُ ۱ .

1.نهج البلاغة : الكتاب ۴۶ ، الأمالي للمفيد : ص۸۰ ح۴ نحوه ، وفيه أنّه عليه السلام كتبه إلى الأشتر بعد قتل محمّد بن أبي بكر وهو غير صحيح ظاهرا لأنّ شهادة محمّد بن أبي بكر وقعت بعد شهادة مالك الأشتر ، نهج البلاغة : الكتاب ۲۷ ، تحف العقول : ص۱۷۷ وليس فيهما صدره إلى « لا تغني عنك إلّا الشدّة » وفيهما «أنّه عليه السلام كتبه إلى محمّد بن أبي بكر» .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2
416

3 / 15

الجَمعُ بَينَ الشِّدَّةِ وَاللِّينِ

۱۴۱۶.الإمام عليّ عليه السلامـ في كِتابِهِ إلى بَعضِ عُمّالِهِ ـ: أمّا بَعدُ ، فَإِنَّ دَهاقينَ ۱ أهلِ بَلَدِكَ شَكَوا مِنكَ غِلظَةً وقَسوَةً ، وَاحتِقارا وجَفوَةً ، ونَظَرتُ فَلَم أرَهُم أهلاً لِأَن يُدنَوا لِشِركِهِم ، ولا أن يُقصَوا ويُجفَوا لِعَهدِهِم ، فَالبَس لَهُم جِلبابا مِنَ اللّينِ تَشوبُهُ بِطَرَفٍ مِنَ الشِّدَّةِ ، وداوِل لَهُم بَينَ القَسوَةِ وَالرَّأفَةِ ، وَامزُج لَهُم بَينَ التَّقريبِ وَالإِدناءِ ، وَالإِبعادِ وَالإِقصاءِ ، إن شاءَ اللّهُ ۲ .

۱۴۱۷.تاريخ اليعقوبي :كَتَبَ عَلِيٌّ إلى عُمَرَ بنِ مَسلَمَةَ الأَرحَبِيِّ : أمّا بَعدُ ، فَإِنَّ دَهاقينَ عَمَلِكَ شَكَوا غِلظَتَكَ ، ونَظَرتُ في أمرِهِم فَما رَأَيتُ خَيرا ، فَلتَكُن مَنزِلَتُكَ بَينَ مَنزِلَتَينِ : جِلبابِ لِينٍ ، بِطَرَفٍ مِنَ الشِّدَّةِ ، في غَيرِ ظُلمٍ ولا نَقصٍ ؛ فَإِنَّهُم أحيَونا صاغِرينَ ، فَخُذ ما لَكَ عِندَهُم وهُم صاغِرونَ ، ولا تَتَّخِذ مِن دونَ اللّهِ وَليّا ، فَقَد قالَ اللّهُ عَزَّ وَجَلَّ : «لَا تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا»۳ وقالَ جَلَّ وَعَزَّ في أهلِ الكِتابِ : «لَا تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَـرَى أَوْلِيَآءَ» وقالَ تَبارَكَ وتَعالى : «وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ»۴ وقَرِّعهُم بِخَراجِهِم ، وقابِل في وَرائِهِم ، وإِيّاكَ ودِماءَهُم . وَالسَّلامُ ۵ .

۱۴۱۸.الإمام عليّ عليه السلامـ في كِتابِهِ إلى بَعضِ عُمّالِهِ ـ: أمّا بَعدُ ، فَإِنَّكَ مِمَّن أستَظهِرُ بِهِ عَلى إقامَة

1.الدِّهقان : رئيس القرية ومُقدَّم التُّنّاء وأصحاب الزراعة ، وهو معرَّب (النهاية : ج۲ ص۱۴۵) .

2.نهج البلاغة : الكتاب ۱۹ ، بحار الأنوار : ج۳۳ ص۴۸۹ ح۶۹۴ ؛ أنساب الأشراف : ج۲ ص۳۹۰ نحوه ، وذكر أنّه عليه السلام كتبه إلى عمرو بن سلمة الأرحبي ، وفيه «في غير ما أن يظلموا ، ولا ينقض لهم عهد ، ولكن تفرّغوا لخراجهم ، ويقاتل من ورائهم ، ولا يؤخذ منهم فوق طاقتهم ، فبذلك أمرتك ، واللّه المستعان . والسلام» بدل «وداول لهم . . . » .

3.آل عمران : ۱۱۸ .

4.المائدة : ۵۱ .

5.تاريخ اليعقوبي : ج۲ ص۲۰۳ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 186080
الصفحه من 600
طباعه  ارسل الي