439
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2

الاِحتِكارِ ، فَإِنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله مَنَعَ مِنهُ .
وَليَكُن البَيعُ بَيعا سَمحا ، بِمَوازينِ عَدلٍ ، وأسعارٍ لا تُجحِفُ بِالفَريقَينِ مِنَ البائِعِ وَالمُبتاعِ .
فَمَن قارَفَ حُكرَةً بَعدَ نَهيِكَ إيّاهُ فَنَكِّل بِهِ ، وعاقِبهُ في غَيرِ إسرافٍ ۱ .

5 / 8

سِياسَةُ أخذِ الخَراجِ

۱۴۸۰.الإمام عليّ عليه السلامـ في كِتابِهِ إلى اُمَراءِ الخَراجِ ـ: بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ . مِن عَبدِ اللّهِ عَلِيٍّ أميرِ المُؤمِنينَ إلى اُمَراءِ الخَراجِ ، أمّا بَعدُ ، فَإِنَّهُ مَن لَم يَحذَر ما هُوَ صائِرٌ إلَيهِ لَم يُقَدِّم لِنَفسِهِ ولَم يُحرِزها ، ومَنِ اتَّبَعَ هَواهُ وَانقادَ لَهُ عَلى ما يَعرِفُ نَفعَ عاقِبَتِهِ عَمّا قَليلٍ لَيُصبِحَنَّ مِنَ النّادِمينَ .
ألا وإنَّ أسعَدَ النّاسِ فِي الدُّنيا مَن عَدَلَ عَمّا يَعرِفُ ضَرَّهُ ، وإنَّ أشقاهُم مَنِ اتَّبَعَ هَواهُ . فَاعتَبِروا .
وَاعلَموا أنَّ لَكُم ما قَدَّمتُم مِن خَيرٍ ، وما سِوى ذلِكَ وَدِدتُم لَو أنَّ بَينَكُم وبَينَهُ أمَدا بَعيدا ، ويُحَذِّرُكُم اللّهُ نَفسَهُ ، وَاللّهُ رَؤوفٌ ورَحيمٌ بِالعِبادِ . وأنَّ عَلَيكُم ما فَرَّطتُم فيهِ . وإنَّ الَّذي طَلَبتُم لَيَسيرٌ ، وإنَّ ثَوابَهُ لَكَبيرٌ .
ولَو لَم يَكُن فيما نُهِيَ عَنهُ مِنَ الظُّلمِ وَالعُدوانِ عِقابٌ يُخافُ ، كانَ في ثَوابِهِ ما لا عُذرَ لِأَحَدٍ بِتَركِ طَلِبَتِهِ ، فَارحَموا تُرحَموا ، ولا تُعَذِّبوا خَلقَ اللّهِ ، ولا تُكَلِّفوهُم فَوقَ طاقَتِهِم ، وأنصِفُوا النّاسَ مِن أنفُسِكُم ، وَاصبِروا لِحَوائِجِهِم ؛ فَإِنَّكُم خُزّانُ الرَّعِيَّةِ . لا تَتَّخِذُنّ حُجّابا ، ولا تَحجُبُنَّ أحَدا عَن حاجَتِهِ حَتّى يُنهِيَها إلَيكُم ، ولا تَأخُذوا أحَدا

1.نهج البلاغة : الكتاب ۵۳ ، تحف العقول : ص۱۴۰ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2
438

۱۴۷۷.تاريخ الطبري عن يزيد بن عدي بن عثمان :رَأَيتُ عَلِيّا عليه السلام خارِجا مِن هَمدانَ ، فَرَأى فِئَتَينِ يَقتَتِلانِ ، فَفَرَّقَ بَينَهُما ، ثُمَّ مَضى ، فَسَمِعَ صَوتا : ياغَوثاه بِاللّهِ ! فَخَرَجَ يَحضُرُ نَحوَهُ حَتّى سَمِعتُ خَفقَ نَعلِهِ وهوَ يَقولُ : أتاكَ الغَوثُ ، فَإِذا رَجُلٌ يُلازِمُ رَجُلاً ، فَقالَ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، بِعتُ هذا ثَوبا بِتِسعَةِ دَراهِمَ ، وشَرَطتُ عَلَيهِ ألّا يُعطِيَني مَغموزا ۱ ولا مَقطوعا ـ وكانَ شَرطَهُم يَومَئِذٍ ـ فَأَتَيتُهُ بِهذِهِ الدَّراهِمِ لِيُبدِلَها لي ، فَأَبى ، فَلَزِمتُهُ ، فَلَطَمَني !
فَقالَ : أبدِلهُ . فَقالَ : بَيِّنَتُكَ عَلَى اللَّطمَةِ ؟ فَأَتاهُ بِالبَيِّنَةِ . فَأَقعَدَهُ ، ثُمَّ قالَ : دونَكَ فَاقتَصِّ ! فَقالَ : إنّي قَد عَفَوتُ يا أميرَ المُؤمِنينَ . قالَ : إنّما أرَدتُ أن أحتاطَ في حَقِّكَ ، ثُمَّ ضَرَبَ الرَّجُلَ تِسعَ دَرّاتٍ ، وقالَ : هذا حَقُّ السُّلطانِ ۲ .

5 / 7

مَنعُ الاحتِكارِ

۱۴۷۸.الإمام عليّ عليه السلامـ مِن كِتابِهِ إلى رِفاعَةَ ـ: اِنهَ عَنِ الحُكرَةِ ، فَمَن رَكِبَ النَّهيَ فَأَوجِعهُ ، ثُمَّ عاقِبهُ بِإِظهارِ مَا احتَكَرَ ۳ .

۱۴۷۹.عنه عليه السلامـ في عَهدِهِ إلى مالِكٍ الأَشتَرِ ـ: ثُمَّ استَوصِ بِالتُّجّارِ وذَوِي الصِّناعاتِ . . .وَاعلَم ـ مَعَ ذلِكَ ـ أنَّ في كَثيرٍ مِنهُم ضيقا فاحِشا ، وشُحّا قَبيحا ، وَاحتِكارا لِلمَنافِعِ ، وتَحَكُّما في البِياعاتِ ، وذلِكَ بابُ مَضَرَّةٍ لِلعامَّةِ ، وعَيبٌ عَلَى الوُلاةِ ، فَامنَع مِن

1.ليس فيه مغْمَزَة : أي عيب (مجمع البحرين : ج۲ ص۱۳۳۵) .

2.تاريخ الطبري : ج۵ ص۱۵۶ ، الكامل في التاريخ : ج۲ ص۴۴۲ نحوه وفيه «رجلين» بدل «فئتين» .

3.دعائم الإسلام : ج۲ ص۳۶ ح۸۰ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 180970
الصفحه من 600
طباعه  ارسل الي