441
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2

ـ قالَ : ولَم يَكُنِ السَّوادُ يَسكُنُهُ المُصَلّونَ ـ فَقالَ لي بَينَ أيديهِم : لَتَستَوفي خَراجَهُم ، ولا يَجِدونَ فيكَ رُخصَةً ، ولا يَجِدونَ فيكَ ضَعفا . ثُمَّ قالَ لي : إذا كانَ عِندَ الظُّهرِ فَرُح إلَيَّ . فَرُحتُ إلَيهِ ، فَلَم أجِد عَلَيهِ حاجِبا يَحجُبُني دونَهُ ، وَجَدتُهُ جالِسا وعِندَهُ قَدَحٌ وكوزٌ فيهِ ماءٌ ، فَدَعا مطيّبه ۱ ، فَقُلتُ في نَفسي : لَقَد أمَنَني حَتّى يُخرِجَ إلَيَّ جَوهَرا ۲ ـ إذ لا أدري ما فيها ، فَإِذا عَلَيها خاتَمٌ ، فَكَسَرَ الخاتَمَ فَإِذا فيها سَويقٌ ، فَأَخرَجَ مِنهُ وصَبَّ في القَدَحِ ، فَصَبَّ عَلَيهِ ماءً ، فَشَرِبَ وسَقاني .
فَلَم أصبِر أن قُلتُ لَهُ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، أ تَصنَعُ هذَا بِالعِراقِ ؟ ! ! طَعامُ العِراقِ أكثَرُ مِن ذلِكَ ! !
قالَ : أما وَاللّهِ ما أختِم عَلَيهِ بُخلاً عَلَيهِ ، ولكِنّي أبتاعُ قَدرَ ما يَكفيني ، فَأَخافُ إن نمى ۳ فَيَصنَعُ فيهِ مِن غَيرِهِ ، فَإِنَّما حِفظي لِذلِكَ ، وأكرَهُ أن اُدخِلَ بَطني إلّا طَيِّبا . وإنّي لَم أستَطِع أن أقولَ لَكَ إلَا الَّذي قُلتُ لَكَ بَينَ أيديهِم ، إنَّهُم قَومٌ خُدَّعٌ ، ولكِنّي آمُرُكَ الآنَ بِما تَأخُذُهُم بِهِ ، فَإِن أنتَ فَعَلتَ وإلّا أخَذَكَ اللّهُ بِهِ دوني ، فَإن يَبلُغني عَنكَ خِلافَ ما أمَرتُكَ عَزَلتُكَ ! فَلا تَبيعَنَّ ۴ لَهُم رِزقا يَأكُلونَهُ ، ولا كِسوَةَ شِتاءٍ ولا صَيفٍ ، ولا تَضرِبَنَّ رَجُلاً مِنهُم سَوطا في طَلَبِ دِرهَمٍ ، ولا تُقَبِّحُهُ في طَلَبِ دِرهَمٍ ؛ فَإِنّا لَم نُؤمَر بِذلِكَ ، ولا تَبيعَنَّ لَهُم دابَّةً يَعمَلونَ عَلَيها ، إنَّما اُمِرنا أن نَأخُذَ مِنهُمُ العَفوَ .
قالَ : قُلتُ : إذا أجيؤُكَ كَما ذَهَبتُ ! قالَ : وإن فَعَلتَ .

1.كذا ، وفي حلية الأولياء : «بطينة» وفي هامشه : «كذا في «ز» وفي «ج» بظبية ، ولعلّه الصحيح ، والظبية : جراب صغير أو هي شبه الخريطة والكيس» .

2.في المصدر : «جوهر» ، والصحيح ما أثبتناه كما في حلية الأولياء .

3.كذا في المصدر ، وفي حلية الأولياء : «فأخاف أن يغنى فيُصنع من غيره» وهي أظهر .

4.في الطبعة المعتمدة : «يتبعنّ» وهو تصحيف ، والتصحيح من تاريخ دمشق «ترجمة الإمام عليّ عليه السلام » تحقيق محمّد باقر المحمودي (ج۳ ص۱۹۹ ح۱۲۴۹) .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2
440

بِأَحَدٍ ، إلّا كَفيلاً عَمَّن كَفَلَ عَنهُ ، وَاصبِروا أنفُسَكُم عَلى ما فيهِ الاِغتِباطُ ، وإيّاكُم وتَأخيرَ العَمَلِ ، ودَفعَ الخَيرِ ؛ فَإِنَّ في ذلِكَ النَّدمَ . وَالسَّلامُ ۱ .

۱۴۸۱.الكافي عن مهاجر عَن رَجُلٍ مِن ثَقيفٍ :اِستَعمَلَني عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ عليه السلام عَلى بانِقيا ۲ وسَوادٍ مِن سَوادِ الكوفَةِ ، فَقالَ لي ـ وَالنّاسُ حُضورٌ ـ : اُنظُر خَراجَكَ فَجُدَّ فيهِ ، ولا تَترُك مِنهُ دِرهَما ، فَإِذا أرَدتَ أن تَتَوَجَّهَ إلى عَمَلِكَ فَمُرَّ بي .
قالَ : فَأَتَيتُهُ ، فَقالَ لي : إنَّ الَّذي سَمِعتَ مِنّي خُدعَةٌ ، إيّاكَ أن تَضرِبَ مُسلِما أو يَهودِيّا أو نَصرانِيّا في دِرهَمِ خَراجٍ ، أو تَبيعَ دَابَّةَ عَمَلٍ في دِرهَمٍ ، فَإِنَّما اُمِرنا أن نَأخُذَ مِنهُمْ العَفوَ ۳ .

۱۴۸۲.السنن الكبرى عن عبد الملك بن عمير :أخبَرَني رَجُلٌ مِن ثَقيفٍ قالَ : اِستَعمَلَني عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ رضى الله عنه عَلى بُزُرجَسابورَ ۴ ، فَقالَ : لا تَضرِبَنَّ رَجُلاً سَوطا في جِبايَةِ دِرهَمٍ ، ولا تَبيعَنَّ لَهُم رِزقا ، ولا كِسوَةَ شِتاءٍ ولا صَيفٍ ، ولا دَابَّةً يَعتَمِلونَ عَلَيها ، ولا تُقِم رَجُلاً قائِما في طَلَبِ دِرهَمٍ .
قالَ : قُلتُ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، إذا أرجِعُ إلَيكَ كَما ذَهَبتُ مِن عِندِكَ ! قالَ : وإن رَجَعتَ كَما ذَهَبتَ ، وَيحَكَ إنَّما اُمِرنا أن نَأخُذَ مِنهُم العَفوَ ـ يَعني الفَضلَ ـ ۵ .

۱۴۸۳.تاريخ دمشق عن عبدالمَلِك بن عُمَير:حَدَّثَني رَجُلٌ مِن ثَقيفٍ أنَّ عَلِيّا اِستَعمَلَهُ عَلى عُكبَرا ۶

1.وقعة صفّين : ص۱۰۸ ؛ المعيار والموازنة : ص۱۲۲ نحوه وراجع نهج البلاغة : الكتاب ۵۱ .

2.بانقيا : ناحية من نواحي الكوفة (معجم البلدان : ج۱ ص۳۳۱) .

3.الكافي : ج۳ ص۵۴۰ ح۸ ، تهذيب الأحكام : ج۴ ص۹۸ ح۲۷۵ عن إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر عن رجل من ثقيف ، كتاب من لا يحضره الفقيه : ج۲ ص۲۴ ح۱۶۰۵ .

4.بُزُرْجَسابور : من طساسيج بغداد (معجم البلدان : ج۱ ص۴۱۰) .

5.السنن الكبرى : ج۹ ص۳۴۵ ح۱۸۷۳۶ ، اُسد الغابة : ج۴ ص۹۸ ح۳۷۸۹ وفيه «مدرج سابور» بدل «بُزُرْجسابور» ، كنز العمّال : ج۴ ص۵۰۱ ح۱۱۴۸۸ نقلاً عن سنن سعيد بن منصور وفيه «برج سابور» .

6.عُكبَرَا : بليدة على دجلة فوق بغداد بعشرة فراسخ بينها وبين بعقوبة ، وقد بناها شابور ذو الأكتاف ويطلقون عليها أيضا «بزرج شابور» (راجع تقويم البلدان : ص۳۰۱) .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 180966
الصفحه من 600
طباعه  ارسل الي