465
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2

فَلَمّا خَرَجَ عليه السلام قالَ لَهُ قَنبَرٌ : يا مَولايَ ، رَأَيتُ اللَّيلَةَ شَيئا عَجيبا قَد عَلِمتُ سَبَبَ بَعضِهِ وهُوَ حَملُكَ لِلزّادِ طَلَبا لِلثَّوابِ ، أمّا طَوافُكَ بِالبَيتِ عَلى يَدَيكَ ورِجلَيكَ وَالبَعبَعَةُ فَما أدري سَبَبَ ذلِكَ !
فَقالَ عليه السلام : يا قَنبَرُ ، إنّي دَخَلتُ عَلى هؤلُاءِ الأَطفالِ وهُم يَبكونَ مِن شِدَّةِ الجوعِ ، فَأَحبَبتُ أن أخرُجَ عَنهُم وهُم يَضحَكونَ مَعَ الشِّبَعِ ، فَلَم أجِد سَبَبا سِوى ما فَعَلتُ ۱ .

5 / 14

النَّهيُ عَنِ الجودِ بِأَموالِ العامَّةِ

۱۵۳۶.الإمام عليّ عليه السلام :جودُ الوُلاةِ بِفَيءِ المُسلِمينَ جَورٌ وخَترٌ ۲۳ .

۱۵۳۷.عنه عليه السلامـ مِن كَلامٍ لَهُ كَلَّمَ بِهِ عَبدَ اللّهِ بن زَمعَةَ ، وهُوَ مِن شيعَتِهِ ، وذلِكَ أنَّهُ قَدِمَ عَلَيهِ في خِلافَتِهِ يَطلُبُ مِنهُ مالاً ـ: إنَّ هذَا المالَ لَيسَ لي ولا لَكَ ، وإنَّما هُوَ فَيءٌ لِلمُسلِمينَ وجَلبُ أسيافِهِم ؛ فَإِن شَرِكتَهُم في حَربِهِم كانَ لَكَ مِثلُ حَظِّهِم ، وإلّا فَجَناةُ ۴ أيديهِم لا تَكونُ لِغَيرِ أفواهِهِم ۵ .

۱۵۳۸.دعائم الإسلام :إنَّهُ [عَلِيّاً عليه السلام ] جَلَسَ يَقسِمُ مالاً بَينَ المُسلِمينَ ، فَوَقَفَ بِهِ شَيخٌ كَبيرٌ فَقالَ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، إنّي شَيخٌ كَبيرٌ كَما تَرى ، وأنَا مُكاتَبٌ ۶ ، فَأَعِنّي مِن هذَا المالِ . فَقالَ : وَاللّهِ ، ما هُوَ بِكَدِّ يَدي ولا تُراثي مِنَ الوالِدِ ، ولكِنَّها أمانَةٌ اُرعيتُها فَأَنَا

1.كشف اليقين : ص۱۳۶ ح۱۲۹ .

2.الخَتْر : الغَدْر (النهاية : ج۲ ص۹) .

3.غرر الحكم : ح۴۷۲۵ .

4.جَنَى الثَمَرةَ ونحوها وتَجَنّاها : تناولها من شجرتها . والجَنَى : ما يُجْنَى من الشجر ، واحدته جَناة ، وقيل : الجَناةُ كالجَنَى (لسان العرب : ج۱۴ ص۱۵۵) .

5.نهج البلاغة : الخطبة ۲۳۲ ، المناقب لابن شهر آشوب : ج۲ ص۱۱۰ ، غرر الحكم : ح۳۷۰۲ نحوه .

6.الكِتابة : أن يُكاتِب الرجلُ عبدَه على مال يؤدِّيه إليه مُنَجَّماً ، فإذا أدّاه صار حُرّاً (النهاية : ج۴ ص۱۴۸) .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2
464

تُعَلِّلينَ ۱ الصِّبيانَ لِأَخبِزَ أنَا . فَقالَت : أنَا بِالخُبزِ أبصَرُ وعَلَيهِ أقدَرُ ، ولكِن شَأنَكَ وَالصِّبيانَ ؛ فَعَلِّلهُم حَتّى أفرُغَ مِنَ الخُبزِ . فَعَمَدَت إلَى الدَّقيقِ فَعَجَنَتهُ ، وعَمَدَ عَلِيٌّ عليه السلام إلَى اللَّحمِ فَطَبَخَهُ ، وجَعَلَ يُلقِمُ الصِّبيانَ مِنَ اللَّحمِ وَالتَّمرِ وغَيرِهِ ، فَكُلَّما ناوَلَ الصِّبيانَ مِن ذلِكَ شَيئا قالَ لَهُ : يا بُنَيَّ ، اجعَل عَلِيَّ بنَ أبي طالِبٍ في حِلٍّ مِمّا مَرَّ في أمرِكَ . فَلَمَّا اختَمَرَ العَجينُ قالَت : يا عَبدَ اللّهِ ، سَجِّرِ التَّنّورَ . فَبادَرَ لِسَجرِهِ ، فَلَمّا أشعَلَهُ ولَفحَ في وَجهِهِ جَعَلَ يَقولُ : ذُق يا عَلِيُّ ! هذا جَزاءُ مَن ضَيَّعَ الأَرامِلَ وَاليَتامى . فَرَأَتهُ امرَأَةٌ تَعرِفهُ فَقالَت : وَيحَكِ ! هذا أميرُ المُؤمِنينَ . قالَ : فَبادَرَتِ المَرأَةُ وهِيَ تَقولُ : وا حَيايَ مِنكَ يا أميرَ المُؤمِنينَ !فَقالَ : بَل وا حَيايَ مِنكِ يا أمَةَ اللّهِ فيما قَصَّرتُ في أمرِكِ ! ۲

۱۵۳۵.كشف اليقين :رُوِيَ أنَّهُ [عَلِيّاً عليه السلام ] اجتازَ لَيلَةً عَلَى امرَأَةٍ مِسكينَةٍ لَها أطفالٌ صِغارٌ يَبكونَ مِنَ الجوعِ ، وهِيَ تُشاغِلُهُم وتُلهيهِم حَتّى يَناموا ، وكانَت قَد أشعَلَت نارا تَحتَ قِدرٍ فيها ماءٌ لا غَيرَ ، وأوهَمَتهُم أنَّ فيها طَعاما تَطبَخُهُ لَهُم ، فَعَرَفَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام حالَها ، فَمَشى عليه السلام ومَعَهُ قَنبَرٌ إلى مَنزِلِهِ ، فَأَخرَجَ قَوصَرَةَ ۳ تَمرٍ وجِرابَ ۴ دَقيقٍ وشَيئا مِنَ الشَّحمِ وَالأَرُزِّ وَالخُبزِ ، وحَمَلَهُ عَلى كَتِفِهِ الشَّريفِ ، فَطَلَبَ قَنبَرٌ حَملَهُ فَلَم يَفعَل .
فَلَمّا وَصَلَ إلى بابِ المَرأَةِ استَأذَنَ عَلَيها ، فَأَذِنَت لَهُ فِي الدُّخولِ ، فَأَرمى شَيئا مِنَ الأَرُزِّ فِي القِدرِ ومَعَهُ شَيءٌ مِنَ الشَّحمِ ، فَلَمّا فَرَغَ مِن نَضجِهِ عَرَّفَهُ لِلصِّغارِ ۵ وأمَرَهُم بِأَكلِهِ ، فَلَمّا شَبِعوا أخَذَ يَطوفُ بِالبَيتِ ويُبَعبِع لَهُم ، فَأَخَذوا فِي الضِّحكِ .

1.عَلَّلَهُ بطعامٍ وحديثٍ ونحوهما : شَغَلَهُ بهما (لسان العرب : ج۱۱ ص۴۶۹) .

2.المناقب لابن شهر آشوب : ج۲ ص۱۱۵ ، بحار الأنوار : ج۴۱ ص۵۲ . وراجع : ج ۵ ص ۴۱۶ (إمام المستضعفين) .

3.هي وعاءٌ من قَصَب يُعمَل للتمر ، ويُشَدَّد ويُخفَّف (لسان العرب : ج۴ ص۱۲۱) .

4.هو وِعاءٌ من إهاب [ : جلد] الشاء لا يُوعَى فيه إلّا يابس (لسان العرب : ج۱ ص۲۶۱) .

5.هكذا في المصدر وفي هامشه ما يلي: في نسخة : « فلمّا فرغ من طبخه قرّبه للصغار » .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 181606
الصفحه من 600
طباعه  ارسل الي