497
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2

المُعروفَ ! تُب وإلّا قَتَلتُكَ .
قالَ : وأقبَلَ النّاسُ مِنَ السِّكَكِ يَسأَلونَ عَن أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام حَتّى وَقَفوا عَلَيهِ ، قالَ : فَاُسقِطَ في يَدِهِ ۱ الشّابُّ ، وقالَ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، اعفُ عَنّي عَفا اللّهُ عَنكَ ، وَاللّهِ لَأَكونَنَّ أرضا تَطَأُني ، فَأَمَرَها بِالدُّخولِ إلى مَنزِلِها وَانكَفَأَ وهوَ يَقولُ : «لا خَيْرَ فِى كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلَا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَـح بَيْنَ النَّاسِ» .
الحَمدُ للّهِِ الَّذي أصلَحَ بي بَينَ مَرأَةٍ وزَوجِها ، يَقولُ اللّهُ تَبارَكَ وتَعالى : «لا خَيْرَ فِى كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلَا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَـح بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَ لِكَ ابْتِغَآءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا»۲۳ .

۱۶۲۸.الكافي عن أسيد بن صَفوانَ صاحبِ رسولِ اللّه صلى الله عليه و آله :لَمّا كانَ اليَومُ الَّذي قُبِضَ فيهِ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام ارتَجَّ المَوضِعُ بِالبُكاءِ ، ودَهِشَ النّاسُ كَيَومَ قُبِضَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله ، وجاءَ رَجُلٌ باكِيا وهوَ مُسرِعٌ مُستَرجِعٌ وهوَ يَقولُ : اليَومَ انقَطَعَت خِلافَةُ النُّبُوَّةِ ، حَتّى وقَفَ عَلى بابِ البَيتِ الَّذي فيهِ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام فَقالَ : رَحِمَكَ اللّهُ يا أبَا الحَسَنِ ، كُنتَ أوَّلَ القَومِ إسلاما وأخلَصَهُم إيمانا . . . الضَّعيفُ الذَّليلُ عِندَكَ قَوِيٌّ عَزيزٌ حَتّى تَأخُذَ لَهُ بِحَقِّهِ ، وَالقَوِيُّ العَزيزُ عِندَكَ ضَعيفٌ ذَليلٌ حَتّى تَأخُذَ مِنهُ الحَقَّ ، والقَريبُ والبَعيدُ عِندَكَ في ذلِكَ سَواءٌ ۴ .

راجع : ص 490 (الإتّصال المباشر بالنّاس) .

1.ما أثبتناه هو الصحيح كما في بحار الأنوار ، وما في المصدر: «في يد الشابّ» .

2.النساء : ۱۱۴ .

3.الاختصاص : ص۱۵۷ ، بحار الأنوار : ج۴۰ ص ۱۱۳ .

4.الكافي : ج۱ ص۴۵۴ ح۴ ، كمال الدين : ص۳۸۸ ـ ۳۹۰ ح۳ ، الأمالي للصدوق : ص۳۱۲ ح۳۶۳ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2
496

اتَّقِ اللّهَ فَإنَّكَ قَد أخَفتَها وأخرَجتَها . فَقالَ الفَتى : وما أنتَ وذاكَ ؟ وَاللّهِ لَاُحرِقَنَّها لِكَلامِكَ !
فَقالَ أميرُ المُؤمِنينَ : آمُرُكَ بِالمَعروفِ وأنهاكَ عَنِ المُنكَرِ تَستَقبِلُني بِالمُنكَرِ ، وتُنِكرُ المَعروفَ ؟ قالَ : فَأَقبَلَ النّاسُ مِنَ الطُّرُقِ ويَقولونَ : سَلامٌ عَلَيكُم يا أميرَ المُؤمِنينَ ، فَسَقَطَ الرَّجُلُ في يَدَيهِ ۱ فَقالَ : يا أميرَ المُؤمِنينَ أقلِني عَثرَتي ، فَوَاللّهِ لَأَكونَنَّ لَها أرضا تَطَأُني ، فأَغمَدَ عَلِيٌّ سَيفَهُ وقالَ : يا أمَةَ اللّهِ ادخُلي مَنزِلَكِ ، ولا تُلجِئي زَوجَكِ إلى مِثلِ هذا وشِبهِهِ ۲ .

۱۶۲۷.الاختصاص :إنَّ سَعيدَ بنَ القَيسِ الهَمدانِيَّ رَآهُ [عَليّا عليه السلام ]يَوما في شِدَّةِ الحَرِّ في فِناءِ حائِطٍ ، فَقالَ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ! بِهذِهِ السّاعَةِ ؟ قالَ : ما خَرَجتُ إلّا لِاُعينَ مَظلوما أو اُغيثَ مَلهوفا . فَبَينا هوَ كَذلِكَ إذ أتَتهُ امرَأَةٌ قَد خَلَعَ قَلبَها ، لا تَدري أينَ تَأخُذُ مِنَ الدُّنيا حَتّى وَقَفَت عَلَيهِ ، فَقالَت : يا أميرَ المُؤمِنينَ ! ظَلَمَني زَوجي وتَعَدّى عَلَيَّ وحَلَفَ لَيَضرِبُني فَاذهَب مَعي إلَيهِ ، فَطَأطَأَ رَأسَهُ ثُمَّ رَفَعَهُ وهُوَ يَقولُ : لا وَاللّهِ ، حَتّى يُؤخَذَ لِلمَظلومِ حَقُّهُ غَيرَ مُتَعتَعٍ ، وأينَ مَنزِلُكِ ؟ قالَت : في مَوضِعِ كَذا وكَذا .
فَانطَلَقَ مَعَها حَتَّى انتَهَت إلى مَنزِلِها ، فَقالَت : هذا مَنزِلي ، قالَ : فَسَلَّمَ، فَخَرَجَ شابٌّ عَلَيهِ إزارٌ مُلَوَّنَةٌ ، فَقالَ: اِتَّقِ اللّهَ فَقَد أخَفتَ زَوجَتَكَ ، فَقالَ : وما أنتَ وذاكَ ؟وَاللّهِ لَاُحرِقَنَّها بِالنّارِ لِكَلامِكَ .
قالَ : وكانَ إذا ذَهَبَ إلى مَكانٍ أخَذَ الدِّرَّةَ بِيَدِهِ ، والسَّيفُ مُعَلَّقٌ تَحتَ يَدِهِ ، فَمَن حَلَّ عَلَيهِ حُكمٌ بِالدِّرَّةِ ضَرَبَهُ ، ومَن حَلَّ عَلَيهِ حُكمٌ بِالسَّيفِ عاجَلَهُ ، فَلَم يَعلَمِ الشّابُّ إلّا وقَد أصلَتَ السَّيفَ وقالَ لَهُ : آمُرُكَ بِالمَعروفِ وأنهاكَ عَنِ المُنكَرِ ، وتَرُد

1.يقال لكلّ من ندم وعجز عن الشيء: قد سُقِط في يده، واُسقِط في يده، لغتان (مجمع البحرين: ج۲ ص۸۵۴).

2.المناقب لابن شهر آشوب : ج۲ ص۱۰۶ ، بحار الأنوار : ج۴۱ ص۵۷ ح۷ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 181674
الصفحه من 600
طباعه  ارسل الي