539
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2

۱۷۴۶.الإمام عليّ عليه السلام :لا تَميلوا بِراياتِكُم ، ولا تُزيلوها ، ولا تَجعَلوها إلّا مَعَ شُجعانِكُم ؛ فَإِنَّ المانِعَ لِلذِّمارِ وَالصّابِرَ عِندَ نُزولِ الحَقائِقِ هُم أهلُ الحِفاظِ . . . وَاعلَموا أنَّ أهلَ الحِفاظِ هُمُ الَّذَينَ يَحُفّونَ بِراياتِهِم ، ويَكتَنِفونَها ، ويَصيرونَ حِفافَيها ، ووَراءَها ، وأمامَها ، ولا يُضَيِّعونَها ، لا يَتَأَخَّرونَ عَنها فَيُسَلِّموها ، ولا يَتَقَدَّمونَ عَلَيها فَيُفرِدوها ۱ .

ب : تَنظيمُ الجَيشِ

۱۷۴۷.دعائم الإسلامـ في عَلِيٍّ عليه السلام ـ: إنَّهُ كانَ إذا زَحَفَ لِلقِتالِ جَعَلَ مَيمَنَةً وَمَيسَرَةً وقَلبا يَكونُ هُوَ فيهِ ، ويَجعَلُ لَها رَوابِطُ ، ويُقَدِّمُ عَلَيها مُقَدّمينَ ، ويَأمُرُهُم بِخَفضِ الأَصواتِ ، وَالدُّعاءِ ، وَاجتِماعِ القُلوبِ ، وشَهرِ السُّيوفِ ، وإظهارِ العِدَّةِ ، ولُزومِ كُلِّ قَومٍ مَكانَهُم ، ورُجوعِ كُلِّ مَن حَمَلَ إلى مَصافِّهِ بَعدَ الحَملَةِ ۲ .

۱۷۴۸.دعائم الإسلامـ في عَلِيٍّ عليه السلام ـ: إنَّهُ كانَ إذا زَحَفَ لِلقِتالِ يُعَبِّئُ الكَتائِبَ ، ويُفَرِّقُ بَينَ القَبائِلِ ، ويُقَدِّمُ عَلى كُلِّ قَومٍ رَجُلاً ، ويُصَفِّفُ الصُّفوفَ ، ويُكَردِسُ الكَراديسَ ۳ ، ثُمَّ يَزحَفُ إلَى القِتالِ ۴ .

۱۷۴۹.الإمام عليّ عليه السلامـ في كَيفِيَّةِ القِتالِ ـ: قَدِّمُوا الرَّجّالَةَ وَالرُّماةَ ؛ فَليَرشُقوا بِالنَّبَلِ ، وَليَتَناوَشِ الجَنبانِ ۵ ، وَاجعَلُوا الخَيلَ الرَّوابِطَ وَالمُنتَجَبَةَ ۶ رِدءا لِلِّواءِ والمُقَدِّمَةِ ، ولا تَنشُزوا ۷ عَن

1.الكافي : ج۵ ص۳۹ ح۴ عن مالك بن أعين ، بحار الأنوار : ج۳۲ ص۵۶۳ ح۴۶۸ وراجع نهج البلاغة : الخطبة ۱۲۴ .

2.دعائم الإسلام : ج۱ ص۳۷۲ .

3.الكردوس : الخيل العظيمة ، وقيل : القطعة من الخيل العظيمة . والكراديس : الفِرَق منهم ، ويقال : كَردسَ القائد خيلَه أي جعلَها كتيبة كتيبة (لسان العرب : ج۶ ص۱۹۵) .

4.دعائم الإسلام : ج۱ ص۳۷۲ .

5.الجَنْب : الناحية (لسان العرب : ج۱ ص۲۷۸) .

6.المنتجَب : المختار من كلّ شيء (لسان العرب : ج۱ ص۷۴۸) .

7.يقال : نَشَزَ من مكانه نُشوزا ؛ إذا ارتفع عنه . ونَشَزَ الرجلُ من امرأته : تَركَها (المصباح المنير : ص۶۰۵) .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2
538

۱۷۴۵.تاريخ دمشق عن ابن عبّاس :عَقِمَ النِّساءُ أن يَأتينَ بِمِثلِ أميرِ المُؤمِنينَ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ ، وَاللّهِ ، ما رَأَيتُ ولا سَمِعتُ رَئيسا يُوزَنُ بِهِ ، لَرَأَيتُهُ يَومَ صِفّينَ وعَلى رَأسِهِ عِمامَةٌ قَد أرخى طَرَفَيها ، كأَنَّ عَينَيهِ سِراجا سَليطٍ ، وهوَ يَقِفُ عَلى شِرذِمَةٍ يَحُضُّهُم ، حَتّى انتَهى إلَيَّ وأنَا في كَنَفٍ مِنَ النّاسِ فَقالَ:
مَعاشِرَ المُسلِمينَ ! استَشعِرُوا الخَشيَةَ ، وغُضُّوا الأَصواتَ ، وتَجَلبَبُوا السَّكينَةَ ، وَاعملوا ۱ الأَسِنَّةَ ، وأقلِقوا ۲ السُّيوفَ قَبلَ السَّلَّةِ ، وَاطعُنوا الرّخرَ ۳ ، ونافِحوا بِالظُّبا ، وصِلُوا السُّيوفَ بِالخُطا ، وَالنِّبالَ بِالرِّماحِ ، فَإِنَّكُم بِعَينِ اللّهِ ومَعَ ابنِ عَمِّ نَبِيِّهِ صلى الله عليه و آله .
عاوِدُوا الكَرّ ، وَاستَحيوا مِنَ الفَرِّ ؛ فَإِنَّهُ عارٌ باقٍ فِي الأَعقابِ وَالأَعناقِ ، ونارٌ يَومَ الحِسابِ . وطيبوا عَن أنفُسِكُم أنفُسا ، وَامشوا إلَى المَوتِ أسححا ۴ . وعَلَيكُم بِهذَا السَّوادِ الأَعظَمِ ، والرِّواقِ المطيّبِ ۵ ، فَاضرِبوا ثَبَجَهُ ۶ ؛ فَإِنَّ الشَّيطانَ راكِبٌ صَعبَةً ، ومُفرِشٌ ذِراعَيهِ ، قَد قَدَّمَ لِلوَثبَةِ يَدا ، وأخَّرَ لِلنُّكوصِ رِجلاً ، فَصَمدا صَمدا حَتّى يَتَجلّى لَكُم عَمودُ الدّينِ: «وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَ اللَّهُ مَعَكُمْ وَ لَن يَتِرَكُمْ أَعْمَــلَكُمْ»۷۸ .

1.في تاريخ دمشق «ترجمة الإمام عليّ عليه السلام » تحقيق محمّد باقر المحمودي : «وأعلِموا» (ج ۳ ص۱۴۵ ح۱۱۹۱) .

2.أقلقَ الشيءَ من مكانه وقَلَقَه : حرّكه (لسان العرب : ج۱۰ ص۳۲۴) .

3.كذا في المصدر ، وفي نهج البلاغة : «واطعنوا الشَّزْرَ» .

4.كذا في المصدر ، وفي نهج البلاغة : «سُجُحا» . ومِشيَة سُجح : أي سهلة (لسان العرب : ج۲ ص۴۷۵) .

5.كذا في المصدر ، وفي نهج البلاغة : «المطنّب» وهو أنسب .

6.ثبَجُه : وسطه ومعظمه (النهاية : ج۱ ص۲۰۶) .

7.محمّد : ۳۵ .

8.تاريخ دمشق : ج۴۲ ص۴۶۰ ، مروج الذهب : ج۲ ص۳۸۹ ، عيون الأخبار لابن قتيبة : ج۱ ص۱۱۰ ؛ نهج البلاغة : الخطبة ۶۶ وفيه من «معاشر المسلمين . . .» ، خصائص الأئمّة عليهم السلام : ص۷۵ ، بشارة المصطفى : ص۱۴۱ كلّها نحوه .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 181666
الصفحه من 600
طباعه  ارسل الي