557
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2

۱۷۹۳.وقعة صفّين عن تميم :كانَ عَلِيٌّ إذا سارَ إلَى القِتالِ ذَكَرَ اسمَ اللّهِ حينَ يَركَبُ ، ثُمَّ يَقولُ : الحَمدُ للّهِِ عَلى نِعَمِهِ عَلَينا ، وفَضلِهِ العَظيمِ ، «سُبْحَـنَ الَّذِى سَخَّرَ لَنَا هَـذَا وَ مَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ * وَ إِنَّـآ إِلَى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ»۱ ، ثُمَّ يَستَقِبلُ القِبلَةَ ، ويَرفَعُ يَدَيهِ إلَى اللّهِ ، ثُمَّ يَقولُ : اللّهُمَّ إلَيكَ نُقِلَتِ الأَقدامُ ، واُتِعَبتِ الأَبدانُ ، وأفضَتِ القُلوبُ ، ورُفِعَتِ الأَيدي ، وشَخَصَتِ الأَبصارُ ، «رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَـتِحِينَ»۲ ، سيروا عَلى بَرَكَةِ اللّهِ .
ثُمَّ يَقولُ : اللّهُ أكبَرُ ، اللّه أكبر ، لا إلهَ إلّا اللّهُ وَاللّهُ أكبَرُ ، يا اللّهُ ، يا أحَدُ ، يا صَمَدُ ، يا رَبَّ مُحَمَّدٍ ، بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ العَلِيِّ العَظيمِ ، «الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَــلَمِينَ * الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ * مَــلِكِ يَوْمِ الدِّينِ * إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ»۳ ، اللّهُمَّ كُفَّ عَنّا بَأسَ الظّالِمينَ .
فَكانَ هذا شِعارَهُ بِصِفّينَ ۴ .

و : البَدءُ بِالقِتالِ بَعدَ الزَّوالِ

۱۷۹۴.الإمام الصادق عليه السلام :كانَ أميرُ المُؤمِنينَ صَلَواتُ اللّهِ عَلَيهِ لا يُقاتِلُ حَتّى تَزولَ الشَّمسُ ويَقولُ : تُفتَحُ أبوابُ السَّماءِ ، وتُقبِلُ الرَّحمَةُ ، ويَنزِلُ النَّصرُ . ويَقولُ: هُوَ أقرَبُ إلَى اللَّيلِ ، وأجدَرُ أن يَقِلَّ القَتلُ ، ويَرِجعَ الطّالِبُ ، ويُفلِتَ المُنهَزِمُ ۵ .

1.الزخرف : ۱۳ و ۱۴ .

2.الأعراف : ۸۹ .

3.الفاتحة : ۲ ـ ۵ .

4.وقعة صفّين : ص۲۳۰ و۲۳۱ نحوه ، بحار الأنوار : ج۳۲ ص۴۶۰ ح۳۹۷ و ج۱۰۰ ص۳۶ ح۳۱ .

5.الكافي : ج۵ ص۲۸ ح۵ ، علل الشرائع : ص۶۰۳ وص۷۰ وفيه «التوبة» بدل «الرحمة» وكلاهما عن يحيى بن أبي العلاء .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2
556

أحسَنَ فَلِنَفسِهِ ، ومَن أساءَ فَعَلَيها ، وما رَبُّكَ بِظَلّامٍ لِلعَبيدِ ۱۲ .

راجع : ج 3 ص 418 (إقامة الحجّة في ساحة القتال) .
و ج 4 ص 21 (إقامة الحجّة في ساحة القتال) .

ه : الدُّعاءُ إذا أرادَ القِتالَ

۱۷۹۲.الإمام الصادق عليه السلام :إنَّ أميرَ المُؤمِنينَ عليه السلام كانَ إذا أرادَ القِتالَ قالَ هذِهِ الدَّعَواتِ: اللّهُمَّ إنَّكَ أعلَمتَ سَبيلاً مِن سُبُلِكَ ، جَعَلتَ فيهِ رِضاكَ ، وَنَدبتَ إلَيهِ أولِياءَكَ ، وجَعَلتَهُ أشرَفَ سُبُلِكَ عِندَك ثَوابا ، وأكرَمَها لَدَيكَ مَآبا ، وأحَبَّها إلَيكَ مَسلَكا ، ثُمَّ اشتَرَيتَ فيهِ مِنَ المُؤمِنينَ أنفُسَهُم وأموالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقاتِلونَ في سَبيلِ اللّهِ فَيَقتُلونَ ويُقتَلونَ وَعدا عَلَيكَ حَقّا ، فَاجعَلني مِمَّنِ اشتَرى فيهِ مِنكَ نَفسَهُ ثُمَّ وَفى لَكَ بِبَيعِهِ الَّذي بايَعَكَ عَلَيهِ ، غَيرَ ناكِثٍ ولا ناقِضٍ عَهدا ، ولا مُبَدِّلاً تَبديلاً ، بَلِ استيجابا لِمَحَبَّتِكَ ، وتَقَرُّبا بِهِ إلَيكَ ، فَاجعَلهُ خاتِمَةَ عَمَلي ، وصَيِّر فيهِ فَناءَ عُمُري ، وَارزُقني فيهِ لَكَ وبِهِ ۳ مَشهدا توجِبُ لي بِهِ مِنكَ الرِّضا ، وتَحُطُّ بِهِ عَنِّي الخَطايا ، وتَجعَلُني فِي الأَحياءِ المَرزوقينَ بِأَيدِي العُداةِ وَالعُصاةِ ، تَحتَ لِواءِ الحَقِّ ورايَةِ الهُدى ، ماضِيا عَلى نُصرَتِهِم قُدُما ، غَيرَ مُوَلٍّ دُبُرا ، ولا مُحدِثٍ شَكّا ، اللّهُمَّ وأعوذُ بِكَ عِندَ ذلِكَ مِنَ الجُبنِ عِندَ مَوارِدِ الأَهوالِ ، ومِنَ الضَّعفِ عِندَ مُساوَرَةِ ۴ الأَبطالِ ، ومِنَ الذَّنبِ المُحبِطِ لِلأَعمالِ ، فَاُحجِمَ مَن شَكٍّ ، أو أمضِيَ ۵ بِغَيرِ يَقينٍ ، فَيَكون سَعيي في تَبابٍ ، وعَمَلي غَيرَ مَقبولٍ ۶ .

1.إشارة إلى الآية ۴۶ من سورة فصّلت .

2.شرح نهج البلاغة : ج۲ ص۵ .

3.قوله عليه السلام : «وبه مشهدا» عطف على «فيه» ، ولعلّه زيد من النسّاخ أو صُحّف (مرآة العقول : ج۱۸ ص۳۸۴) . وفي تهذيب الأحكام : «وارزقني فيه لك وبك مشهدا» ولعلّه أصوب .

4.ساوَرَه مساوَرَة وسِوارا : واثَبَه ، والإنسان يُساوِر إنسانا : إذا تناول رأسه (لسان العرب : ج۴ ص۳۸۵) .

5.في الطبعة المعتمدة : «مضى» ، والتصحيح من بحار الأنوار نقلاً عن المصدر .

6.الكافي : ج۵ ص۴۶ ح۱ عن ميمون ، تهذيب الأحكام : ج۳ ص۸۱ ح۲۳۷ عن عبد اللّه بن ميمون عن الإمام الصادق عن أبيه عن الإمام زين العابدين عن الإمام عليّ عليهم السلام نحوه ، تفسير العيّاشي : ج۲ ص۱۱۳ ح۱۴۳ عن عبد اللّه بن ميمون القدّاح وفيه إلى «تبديلاً» ، بحار الأنوار : ج۳۳ ص۴۵۲ ح۶۶۴ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 181627
الصفحه من 600
طباعه  ارسل الي