71
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2

مِن أهلِهِ ، فَوَجَّهَهُ بِهِ ، فَهَلِ استَصغَرَ اللّهُ سِنَّهُ ! !
فَقالَ عُمَرُ لِابنِ عَبّاسٍ : أمسِك عَلَيَّ ، وَاكتُم ، فَإِن سَمِعتُها مِن غَيرِكَ لَم أنَم بَينَ لابَتَيها ۱ .

ب : الحَسَد

۱۰۱۶.الأخبار الموفّقيّات عن ابن عبّاسـ في جَوابِ عُثمانَ ـ: أمّا صَرفُ قَومِنا عَنَّا الأَمرَ فَعَن حَسَدٍ قَد وَاللّهِ عَرَفتَهُ ، وبَغيٍ قَد وَاللّهِ عَلِمتَهُ ، فَاللّهُ بَينَنا وبَينَ قَومِنا !
وأمّا قَولُكَ : إنّك لا تَدري أدَفَعوهُ عَنّا أم دَفَعونا عَنهُ ! فَلَعَمري إنَّك لَتَعرِفُ أنَّهُ لَو صارَ إلَينا هذَا الأمرُ ما زِدنا بِهِ فَضلاً إلى فَضلِنا ، ولا قَدرا إلى قَدرِنا ، وإنّا لَأَهلُ الفَضلِ ، وأهلُ القَدرِ ، وما فَضَلَ فاضِلٌ إلّا بِفَضلِنا ، ولا سَبَقَ سابِقٌ إلّا بِسَبقِنا ، ولَولا هَدَينا مَا اهتَدى أحَدٌ ، ولا أبصَروا مِن عَمىً ، ولا قَصَدوا مِن جَورٍ ۲ .

۱۰۱۷.الأمالي للمفيد عن أبي الهَيثَم بن التَّيِّهانـ قَبلَ حَربِ الجَمَلِ ـ: يا أميرَ المُؤمِنينَ ، إنَّ حَسَدَ قُرَيشٍ إيّاكَ عَلى وَجهَينِ : أمّا خِيارُهُم فَحَسَدوكَ مُنافَسَةً فِي الفَضلِ ، وَارتِفاعا فِي الدَّرَجَةِ . وأمّا أشرارُهُم فَحَسَدوكَ حَسَدا ، أحبَطَ اللّهُ بِهِ أعمالَهُم ، وأثقَلَ بِهِ أوزارَهُم . وما رَضوا أن يُساووكَ حَتّى أرادوا أن يَتَقَدَّموكَ ، فَبَعُدَت عَلَيهِمُ الغايَةُ ، وأسقَطَهُمُ المِضمارُ ، وكُنتَ أحَقَّ قُرَيشٍ بِقُرَيشٍ ، نَصَرتَ نَبِيَّهُم حَيّا ، وقَضَيتَ عَنهُ الحُقوقَ مَيِّتا ، وَاللّهِ ما بَغيُهُم إلّا عَلى أنفُسِهِم ، ونَحنُ أنصارُكَ وأعوانُكَ ، فَمُرنا بِأَمرِكَ ۳ .

راجع : ص 93 (رأي عمر فيمن رشّحهم للخلافة) .
و ج 7 ص 153 (قريش) .

1.فرائد السمطين : ج۱ ص۳۳۴ ح۲۵۸ .

2.الأخبار الموفّقيّات : ص۶۰۶ ، شرح نهج البلاغة : ج۹ ص۹ .

3.الأمالي للمفيد : ص۱۵۵ ح۶ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2
70

فَتَخَلَّفَ مَعَهُ عَبدُ اللّهِ بنُ عَبّاسٍ ، ومَضَيتُ مَعَ عَلِيٍّ عليه السلام ، وأبطَأَ عَلَينَا ابنُ عَبّاسٍ ، ثُمَّ لَحِقَ بِنا .
فَقالَ لَهُ عَلِيٌّ عليه السلام : ما وَراؤَكَ ؟
قالَ : يا أبَا الحَسَنِ ! اُعجوبَةٌ مِن عَجائِبِ أميرِ المُؤمِنينَ اُخبِرُكَ بِها وَاكتُم عَلَيَّ ! !
قالَ : فَهَلُمَّ . قالَ : لَمّا أن وَلَّيتَ قالَ عُمَرُ ـ وهوَ يَنظُرُ إلى أثَرِكَ ـ : آه ، آه ، آه .
فَقُلتُ : مِمَّ تَأَوَّهُ يا أميرَ المُؤمِنينَ ؟ !
قالَ : مِن أجلِ صاحِبِكَ يَابنَ عَبّاسٍ وقَد اُعطِيَ ما لَم يُعطَهُ أحَدٌ مِن آلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله ، ولَولا ثَلاثٌ هُنَّ فيهِ ما كانَ لِهذَا الأَمرِ مِن أحَدٍ سِواهُ ! !
قُلتُ : ما هُنَّ يا أميرَ المُؤمِنينَ ؟
قالَ : كِثرَةُ دُعابَتِهِ ، وبُغضُ قُرَيشٍ لَهُ ، وصِغَرُ سِنِّهِ ! !
قالَ : فَما رَدَدتَ عَلَيهِ ؟
قالَ : داخَلَني ما يَدخُلُ ابنَ العَمِّ لِابنِ عَمِّهِ ، فَقُلتُ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ! أمّا كَثرَةُ دُعابَتِهِ : فَقَد كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله يُداعِبُ فَلا يَقولُ إلّا حَقّا ، وأينَ أنتَ حَيثُ كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَقولُ ـ ونَحنُ حَولَهُ صِبيانٌ وكُهولٌ وشُيوخٌ وشُبّانٌ ويَقولُ ـ لِلصَّبِيِّ : «سناقا ، سناقا» ، ولِكُلِّ ما يَعلَمهُ اللّهُ يَشتَمِلُ عَلى قَلبِهِ !
وأمّا بُغضُ قُرَيشٍ لَهُ ، فَوَاللّهِ ما يُبالي بِبُغضِهِم لَهُ بَعدَ أن جاهَدَهُم في اللّهِ حينَ أظهَرَ اللّهُ دِينَهُ ، فَقَصَمَ أقرانَها ، وكَسَرَ آلِهَتَها ، وأثكَلَ نِساءَها ؛ لامَهُ مَن لامَهُ .
وأمّا صِغَرُ سِنِّهِ ، فَقَد عَلِمتَ أنَّ اللّهَ تَعالى حَيثُ أنزَلَ عَلَيهِ : «بَرَآءَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ»۱ فَوَجَّهَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله صاحِبَهُ لِيُبَلِّغَ عَنهُ ، فَأَمَرَهُ اللّهُ أن لا يُبَلِّغَ عَنهُ إلّا رَجُل

1.التوبة : ۱ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 228081
الصفحه من 600
طباعه  ارسل الي