تَخرُج مِنها ؛ فَوَاللّهِ لَئِن خَرَجتَ مِنها لا تَرجِعُ إلَيها ، ولا يَعودُ إلَيها سُلطانُ المُسلِمينَ أبَدا ، فَسَبّوهُ فَقالَ : دَعُوا الرَّجُلَ ؛ فَنِعمَ الرَّجُلُ مِن أصحابِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله . وسارَ حَتَّى انتَهى إلَى الرَّبَذَةِ فَبَلَغَهُ مَمَرُّهُم ، فَأَقامَ حينَ فاتوهُ يَأتَمِرُ بِالرَّبَذَةِ ۱ .
۲۱۳۵.الجمل :ثُمَّ خَرَجَ في سَبعِمِئَةِ رَجُلٍ مِنَ المُهاجِرينَ وَالأَنصارِ ، وَاستَخلَفَ عَلَى المَدينَةِ تَمّامَ بنَ العَبّاسِ ، وبَعَثَ قُثَمَ بنَ العَبّاسِ إلى مَكَّةَ ، ولَمّا رَأى أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام التَّوَجُّهَ إلَى المَسيرِ طالِبا لِلقَومِ رَكِبَ جَمَلاً أحمَرَ وقادَ كُمَيتا ۲ وسارَ وهُوَ يَقولُ :
سيروا أبابيلَ وحُثُّوا السَّيرا
كَي نَلحَقَ التَّيمِيَّ وَالزُّبَيرا
إذ جَلَبَا الشَّرَّ وعافَا الخَيرا
يا رَبِّ أدخِلهُم غَدا سُعَيرا
وسارَ مُجِدّا فِي السَّيرِ حَتّى بَلَغَ الرَّبَذَةَ ، فَوَجَدَ القَومَ قَد فاتوا ، فَنَزَلَ بِها قَليلاً ثُمَّ تَوَجَّهَ نَحوَ البَصرَةِ ، وَالمُهاجِرونَ وَالأَنصارُ عَن يَمينِهِ وشِمالِهِ ، مُحدِقونَ بِهِ مَعَ مَن سَمِعَ بِمَسيرِهِم ، فَاتَّبَعَهُم حَتّى نَزَلَ بِذي قارٍ فَأَقامَ بِها ۳ .
4 / 4
كِتابُ الإِمامِ إلى أهلِ الكوفَةِ عِندَ المَسيرِ مِنَ المَدينَةِ
۲۱۳۶.الإمام عليّ عليه السلامـ مِن كِتابٍ لَهُ إلى أهلِ الكوفَةِ عِندَ مَسيرِهِ مِن المَدينَةِ إلَى البَصرَةِ ـ: مِن عَبدِ اللّهِ عَليٍّ أميرِ المُؤمِنينَ إلى أهلِ الكوفَةِ ؛ جَبهَةِ الأَنصارِ ، وسَنامِ العَرَبِ .
أمّا بَعدُ ؛ فَإِنّي اُخبِرُكُم عَن أمرِ عُثمانَ حَتّى يَكونَ سَمعُهُ كَعِيانِهِ : إنَّ النّاسَ طَعَنوا عَلَيهِ ، فَكُنتُ رَجُلاً مِنَ المُهاجِرينَ اُكثِرُ استِعتابَهُ ، واُقِلُّ عِتابَهُ ، وكانَ طَلحَةُ وَالزُّبَير