أمّا بَعدُ ؛ يا أميرَ المُؤمِنينَ ! فَإِنّي قَدِمتُ بِكِتابِكَ عَلَى امرِئٍ عاقٍّ شاقٍّ ، بَعيدِ الرُّحمِ ۱ ، ظاهِرِ الغِلِّ وَالشِّقاقِ ، وقَد بَعَثتُ إلَيكَ بِهذَا الكِتابِ مَعَ المُحِلِّ بنِ خَليفَةَ أخي طَيِّىٍ، وهُوَ مِن شيعَتِكَ وأنصارِكَ ، وعِندَهُ عِلمُ ما قِبَلِنا ، فَاسأَلهُ عَمّا بَدا لَكَ ، وَاكتُب إلَيَّ بِرَأيِكَ أتَّبِعهُ ، وَالسَّلامُ .
فَلَمّا قَدِمَ الكِتابُ إلى عَلِيٍّ عليه السلام وقَرَأَهُ ، دَعَا الحَسَنَ ابنَهُ ، وعَمّارَ بنَ ياسِرٍ ، وقَيسَ بنَ سَعدٍ فَبَعَثَهُم إلى أبي موسى ، وكَتَبَ مَعَهُم :
مِن عَبدِ اللّهِ عَلِيٍّ أميرِ المُؤمِنينَ إلى عَبدِ اللّهِ بنِ قَيسٍ: أمّا بَعدُ ؛ يَابنَ الحائِكِ ! ! وَاللّهِ إنّي كُنتُ لَأَرى أنَّ بُعدَكَ مِن هذَا الأَمرِ ـ الَّذي لَم يَجعَلكَ اللّهُ لَهُ أهلاً ، ولا جَعَلَ لَكَ فيهِ نَصيبا ـ سَيَمنَعُكَ مِن رَدِّ أمري ، وقَد بَعثَتُ إلَيكَ الحَسنَ وعَمّارا وقَيسا ، فَأَخلِ لَهُمُ المِصرَ وأهلَهُ ، وَاعتَزِل عَمَلَنا مَذموما مَدحوراً ، فَإِن فَعَلتَ وإلّا فَإِنّي أمَرتُهُم أن يُنابِذوكَ عَلى سَواءٍ ، إنَّ اللّهَ لا يُحِبُّ الخائِنينَ ، فَإِن ظَهَروا عَلَيكَ قَطَّعوكَ إربا إربا ، وَالسَّلامُ عَلى مَن شَكَرَ النِّعمَةَ ورَضِيَ بِالبَيعَةِ ، وعَمِلَ للّهِِ رَجاءَ العاقِبَةِ ۲ .
5 / 3
إرسالُ الإِمامِ ابنَهُ إلَى الكوفَةِ
۲۱۵۰.تاريخ الطبري عن أبي ليلى :بَعَثَ عَلِيٌّ الحَسَنَ بنَ عَلِيٍّ وعَمّارَ بنَ ياسِرٍ يَستَنفِرانِ النّاسَ ، وبَعَثَ قَرَظَةَ بنَ كَعبٍ الأَنصارِيَّ أميرا عَلَى الكوفَةِ ، وكَتَبَ مَعَهُ إلى أبي موسى :
أمّا بَعدُ ؛ فَقَد كُنتُ أرى أنَّ بُعدَكَ مِن هذَا الأَمرِ الَّذي لَم يَجعَلِ اللّهُ عَزَّوجَلَّ لَكَ مِنهُ نَصيبا سَيَمنَعُكَ مِن رَدِّ أمري ، وقَد بَعَثتُ الحَسَنَ بنَ عَلِيٍّ وعمّارَ بنَ ياسِرٍ يَستَنفِران