139
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج3

أمّا بَعدُ ؛ يا أميرَ المُؤمِنينَ ! فَإِنّي قَدِمتُ بِكِتابِكَ عَلَى امرِئٍ عاقٍّ شاقٍّ ، بَعيدِ الرُّحمِ ۱ ، ظاهِرِ الغِلِّ وَالشِّقاقِ ، وقَد بَعَثتُ إلَيكَ بِهذَا الكِتابِ مَعَ المُحِلِّ بنِ خَليفَةَ أخي طَيِّىٍ، وهُوَ مِن شيعَتِكَ وأنصارِكَ ، وعِندَهُ عِلمُ ما قِبَلِنا ، فَاسأَلهُ عَمّا بَدا لَكَ ، وَاكتُب إلَيَّ بِرَأيِكَ أتَّبِعهُ ، وَالسَّلامُ .
فَلَمّا قَدِمَ الكِتابُ إلى عَلِيٍّ عليه السلام وقَرَأَهُ ، دَعَا الحَسَنَ ابنَهُ ، وعَمّارَ بنَ ياسِرٍ ، وقَيسَ بنَ سَعدٍ فَبَعَثَهُم إلى أبي موسى ، وكَتَبَ مَعَهُم :
مِن عَبدِ اللّهِ عَلِيٍّ أميرِ المُؤمِنينَ إلى عَبدِ اللّهِ بنِ قَيسٍ: أمّا بَعدُ ؛ يَابنَ الحائِكِ ! ! وَاللّهِ إنّي كُنتُ لَأَرى أنَّ بُعدَكَ مِن هذَا الأَمرِ ـ الَّذي لَم يَجعَلكَ اللّهُ لَهُ أهلاً ، ولا جَعَلَ لَكَ فيهِ نَصيبا ـ سَيَمنَعُكَ مِن رَدِّ أمري ، وقَد بَعثَتُ إلَيكَ الحَسنَ وعَمّارا وقَيسا ، فَأَخلِ لَهُمُ المِصرَ وأهلَهُ ، وَاعتَزِل عَمَلَنا مَذموما مَدحوراً ، فَإِن فَعَلتَ وإلّا فَإِنّي أمَرتُهُم أن يُنابِذوكَ عَلى سَواءٍ ، إنَّ اللّهَ لا يُحِبُّ الخائِنينَ ، فَإِن ظَهَروا عَلَيكَ قَطَّعوكَ إربا إربا ، وَالسَّلامُ عَلى مَن شَكَرَ النِّعمَةَ ورَضِيَ بِالبَيعَةِ ، وعَمِلَ للّهِِ رَجاءَ العاقِبَةِ ۲ .

5 / 3

إرسالُ الإِمامِ ابنَهُ إلَى الكوفَةِ

۲۱۵۰.تاريخ الطبري عن أبي ليلى :بَعَثَ عَلِيٌّ الحَسَنَ بنَ عَلِيٍّ وعَمّارَ بنَ ياسِرٍ يَستَنفِرانِ النّاسَ ، وبَعَثَ قَرَظَةَ بنَ كَعبٍ الأَنصارِيَّ أميرا عَلَى الكوفَةِ ، وكَتَبَ مَعَهُ إلى أبي موسى :
أمّا بَعدُ ؛ فَقَد كُنتُ أرى أنَّ بُعدَكَ مِن هذَا الأَمرِ الَّذي لَم يَجعَلِ اللّهُ عَزَّوجَلَّ لَكَ مِنهُ نَصيبا سَيَمنَعُكَ مِن رَدِّ أمري ، وقَد بَعَثتُ الحَسَنَ بنَ عَلِيٍّ وعمّارَ بنَ ياسِرٍ يَستَنفِران

1.الرُّحم: العطف والرحمة. يقال: ما أقرب رُحمَ فلان؛ إذا كان ذا مرحمة وبِرٍّ (لسان العرب: ج۱۲ ص۲۳۱).

2.الجمل : ص۲۴۰ ، بحار الأنوار : ج۳۲ ص۸۵ ؛ شرح نهج البلاغة : ج۱۴ ص۸ و ۹ نحوه وراجع فتح الباري : ج۱۳ ص۵۸ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج3
138

فَدَعا أبو موسَى السّائِبَ بنَ مالِكٍ الأشعَرِيَّ ، فَقالَ لَهُ : ماتَرى ؟ قالَ : أرى أن تَتَّبِعَ ما كَتَبَ بِهِ إِلَيكَ . قالَ : لكِنّي لا أرى ذلِكَ ! فَكَتَبَ هاشِمٌ إلى عَلِيٍّ : إنّي قَد قَدِمتُ عَلى رَجُلٍ غالٍّ مُشاقٍّ ظاهِرِ الغِلِّ والشَّنَآنِ . وبَعَثَ بِالكِتابِ مَعَ المُحِلِّ بنِ خَليفَةَ الطّائِيِّ ۱ .

۲۱۴۹.الجمل :خَرَجَ [الإمامُ عَلِيٌّ عليه السلام ] في سَبعِمِئَةِ رَجُلٍ مِنَ المُهاجِرينَ وَالأَنصارِ . . . ثُمَّ دَعا هاشِمَ بنَ عُتبَةَ المِرقالَ ، وكَتَبَ مَعَهُ كِتابا إلى أبي موسَى الأَشعَرِيِّ ـ وكانَ بِالكوفَةِ مِن قِبَلِ عُثمانَ ـ وأمَرَهُ أن يوصِلَ الكِتابَ إلَيهِ لِيَستَنفِرَ النّاسَ مِنها إلَى الجِهادِ مَعَهُ ، وكانَ مَضمونُ الكِتابِ :
بِسمِ اللّهِالرَّحمنِ الرَّحيمِ ، مِن عَلِيٍّ أميرِ المُؤمِنينَ إلى عَبدِ اللّهِ بنِ قَيسٍ .
أمّا بَعدُ ؛ فَإِنّي أرسَلتُ إلَيكَ هاشِمَ بنَ عُتبَةَ (المِرقالَ) لِتُشخِصَ مَعَهُ مَن قِبَلَكَ مِنَ المُسلِمينَ لِيَتَوَجَّهوا إلى قَومٍ نَكَثوا بَيعَتي ، وقَتَلوا شيعَتي ، وأحدَثوا في هذِهِ الاُمَّةِ الحَدَثَ العَظيمَ ، فَأَشخِص بِالنّاسِ إلَيَّ مَعَهُ حينَ يَقدَمُ عَلَيكَ ۲ ولا تَحبِسهُ ؛ فَإِنّي لَم اُقِرَّكَ فِي المِصرِ الَّذي أنتَ فيهِ إلّا أن تَكونَ مِن أعواني وأنصاري عَلى هذَا الأَمرِ ، وَالسَّلامُ .
فَقَدِمَ هاشِمٌ بِالكِتابِ عَلى أبي موسَى الأَشعَرِيِّ ، فَلَمّا وَقَفَ عَلَيهِ دَعَا السّائِبَ بنَ مالِكٍ الأَشعَرِيَّ ، فَأَقرَأَهُ الكِتابِ ، وقالَ لَهُ : ماتَرى ؟ فقالَ السّائِبُ : اِتَّبِع ما كَتَبَ بِهِ إلَيكَ ، فَأَبى أبو موسى ذلِكَ ، وكَسَرَ الكِتابَ ومَحاهُ ، وبَعَثَ إلى هاشِمِ بنِ عُتبَةَ يُخِوِّفُهُ وَيَتَوَعَّدُهُ بِالسِّجنِ ، فَقالَ السّائِبُ بنُ مالِكٍ : فَأَتَيتُ هاشِما فَأَخبَرتُهُ بِأَمرِ أبي موسى ، فَكَتَبَ هاشِمٌ إلى عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليه السلام :

1.تاريخ الطبري : ج۴ ص۴۹۹ .

2.في المصدر: «يقدم الكتاب عليك»، والصواب ماأثبتناه كما في بحار الأنوار.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج3
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 159145
الصفحه من 670
طباعه  ارسل الي