157
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج3

وقد استطاع في عهد عثمان ، وفي ذروة هيمنة الخليفة أن يسيطر على الكوفة ويُثير أهلها ضدّ عثمان . وفي ضوء ذلك يكون الاحتمال الأقوى هو أنّ الأشتر كان الموفد الأخير ، وأنّه سار إلى هناك لحسم الاُمور .
أمّا الرواية التي أشارت إلى أنّه كان أوّل المبعوثين ، وأنّه قد فشل في مهمّته فهي رواية سيف بن عمر الذي يلاحظ بوضوح عداؤه الصريح للأشتر في مواضع لاحصر لها من كتاب تاريخ الطبري .
وذكرت مصادر اُخرى أنّ الأشتر نفسه أعرب عن رغبته في المسير إلى الكوفة ۱ . لأنّ أبا موسى كان واليا لعثمان على الكوفة ، وأنّ الإمام قد رام عزله ولكنّه أبقاه في منصبه هذا نزولاً عند رغبة مالك الأشتر . وقد يُفهم أنّ عمله هذا قد جاء رغبة منه في التكفير عن خطئه الأوّل .

نُكتَةٌ جَديرَةٌ بِالمُلاحَظَةِ :

ذكرت بعض المصادر أسماء اُخرى لمبعوثي الإمام عليه السلام ممّا نستريب بصحته ، وهم كالآتي :

أ : عَبدُ اللّهِ بنُ عَبّاسٍ

ورد اسم عبد اللّه بن عبّاس بصفته مبعوثا آخر للإمام عليّ عليه السلام إلى الكوفة ، إلّا أنّه لم ترد أيّة تفاصيل عن دوره هناك . ولكن من المستبعد أن يذهب ابن عبّاس مبعوثا لأمير المؤمنين عليه السلام إلى الكوفة ولا تأتي المصادر التاريخيّة على ذكر كلامه ؛ فالرجل كان معروفا بقوّة الاستدلال ورصانة المنطق .
بيد أنّ بعض المصادر أشارت إلى مرافقة ابن عبّاس لمحمّد بن أبى بكر ، فيما

1.الجمل : ص۲۵۱ ؛ تاريخ الطبري : ج۴ ص۴۸۶ ، الكامل في التاريخ : ج۲ ص۳۲۹ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج3
156

ج : الإِمامُ الحَسَنُ و عَمّارُ بنُ ياسِرٍ

يمكن الجزم بأنّ الإمام الحسن عليه السلام وعمّار بن ياسر كانا من جملة المندوبين الذين أرسلهم أمير المؤمنين عليه السلام إلى الكوفة . فبعدما عجز الموفَدون الآخرون عن إقناع أبي موسى الأشعري وأهالي الكوفة بالنهوض والالتحاق بالإمام عليه السلام بعث هذين الرجلين إلى هناك . وقد أوردت كتب التاريخ والحديث نصوص خطبهما في الكوفة واحتجاجاتهما مع أبي موسى الأشعري .
وفي نهاية المطاف سارا برفقة جيش الكوفة والتحقوا بجيش الإمام عليّ عليه السلام . وقد عزت بعض المصادر التاريخيّة إرسال جيش الكوفة إلى دور هذين الرجلين ۱ . بينما تحدّثت مصادر اُخرى عن مسير مالك الأشتر إلى هناك وطرده لأبي موسى الأشعري من قصر الإمارة ۲ .

د : مالِكُ الأَشتَرُ

ورد اسم مالك الأشتر بصفته مبعوثا للإمام عليه السلام إلى الكوفة ، واعتبرته معظم المصادر هو آخر المبعوثين ، وقالت : إنّ جهوده قد أثمرت في استنفار أهالي الكوفة وإرسال جيش منهم لمؤازرة الإمام (راجع النصّ السابق) .
وذكرت مصادر اُخرى بأنّ الأشتر قد اُوفد إلى الكوفة في مستهلّ الأمر ، ولكنّ جهوده باءت بالفشل ۳ .
وتجدر الإشارة إلى أنّ الأشتر كانت له وجاهة لا نظير لها بين أهالي الكوفة .

1.أنساب الأشراف : ج۳ ص۳۲ ؛ الجمل : ص۲۶۱ و ۲۶۲ .

2.تاريخ الطبري : ج۴ ص۴۸۶ ، الكامل في التاريخ : ج۲ ص۳۲۹ ، شرح نهج البلاغة : ج۱۴ ص۱۷ .

3.تاريخ الطبري : ج۴ ص۴۸۲ من طريق سيف بن عمر ، الكامل في التاريخ : ج۲ ص۳۲۷ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج3
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 161814
الصفحه من 670
طباعه  ارسل الي