عِندِهِ حَتّى صارا إلى عُثمانَ بنِ حُنَيفٍ فَأخبَراهُ الخَبَرَ ، فَأَذِنَ عُثمانُ لِلنّاسِ بِالحَربِ ۱ .
۲۱۶۰.شرح نهج البلاغة عن أبي مخنف :أرسَلَ [ عُثمانُ بنُ حُنَيفٍ ] إلى أبِي الأَسوَدِ الدُّؤَلِيِّ وعِمراَنَ بنِ الحُصَينِ الخُزاعِيِّ ، فَأَمَرَهُما أن يَسيرا حَتّى يَأتِياهُ بِعِلمِ القَومِ ومَا الَّذي أقدَمَهُم ، فَانطَلَقا حَتّى إذا أتَيا حَفَرَ أبي موسى وبِهِ مُعَسكَرُ القَومِ ، فَدَخَلا عَلى عائِشَةَ ، فَنالاها ووَعَظاها وأذكَراها وناشَداهَا اللّهَ ، فَقالَت لَهُما : اِلقَيا طَلحَةَ وَالزُّبَيرَ .
فَقاما مِن عِندِها ولَقِيَا الزُّبَيرَ فَكَلَّماهُ ، فَقالَ لَهُما : إنّا جِئنا لِلطَّلَبِ بِدَمِ عُثمانَ ونَدعُوا النّاسَ إلى أن يَرُدّوا أمرَ الخِلافَةِ شورى ؛ لِيَختارَ النّاسُ لِأَنفُسِهِم . فَقالا لَهُ : إنَّ عُثمانَ لَم يُقتَل بِالبَصرَةِ لِيُطلَبَ دَمُهُ فيها ، وأنتَ تَعلَمُ قَتَلَةَ عُثمانَ مَن هُم وأينَ هُم ، وإنَّكَ وصاحِبَكَ وعائِشَةَ كُنتُم أشَدَّ النّاسِ عَلَيهِ ، وأعظَمَهُم إغراءً بِدَمِهِ ، فَأَقيدوا مِن أنفُسِكُم .
وأمّا إعادَةُ أمرِ الخِلافَةِ شورى ؛ فَكَيفَ وقَد بايَعتُم عَلِيّا طائِعينَ غَيرَ مُكرَهينَ ؟وأنتَ يا أبا عَبدِ اللّهِ لَم يَبعُدِ العَهدُ بِقِيامِكَ دونَ هذَا الرَّجُلِ يَومَ ماتَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله وأنتَ آخذٌ قائِم سَيفِكَ تَقولُ : ما أحَدٌ أحَقَّ بِالخِلافَةِ مِنهُ ، ولا أولى بِها مِنهُ ، وَامتَنَعتَ مِن بَيعَةِ أبي بَكرٍ ، فَأَينَ ذلِكَ الفِعلُ مِن هذَا القَولِ ؟ !
فَقالَ لَهُما : اِذهَبا فَالقَيا طَلحَةَ .
فَقاما إلى طَلحَةَ ، فَوَجَداهُ أخشَنَ المَلمَسِ ، شَديدَ العَريكَةِ ، قَوِيَّ العَزمِ في إثارَةِ الفِتنَةِ وإضرامِ نارِ الحَربِ ، فَانصَرَفا إلى عُثمانَ بنِ حُنَيفٍ فَأخبَراهُ ، وقالَ لَهُ أبُو الأَسوَدِ :
يَابنَ حُنَيفٍ قَد اُتيتَ فَانفِرِ
وطاعِنِ القَومَ وجالِد وَاصبِرِ
وَابرُز لَها مُستَلئِما وشَمِّرِ
فَقالَ ابنُ حُنَيفٍ : إي وَالحَرَمَينِ لَأَفعَلَنَّ ۲ .