165
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج3

۲۱۶۱.الإمامة والسياسة :ذَكَروا أنَّ طَلحَةَ وَالزُّبَيرَ لَمّا نَزَلَا البَصرَةَ ، قالَ عُثمانُ بنُ حُنَيفٍ : نُعذِرُ إلَيهِما بِرَجُلَينِ ، فَدَعا عِمرانَ بنَ الحُصَينِ صاحِبَ رَسولِ اللّهِ ، وأبَا اَلأَسوَدِ الدُّؤَلِيَّ ، فَأَرسَلَهُما إلى طَلحَةَ وَالزُّبَيرِ ، فَذَهَبا إلَيهِما فَنادَيا : يا طَلحَةُ !فَأَجابَهُما .
فَتَكَلَّمَ أبُو الأَسوَدِ الدُّؤَلِيُّ ، فَقالَ : يا أبا مُحَمَّدٍ ! إنَّكُم قَتَلتُم عُثمانَ غَيرَ مُؤامِرينَ لَنا في قَتلِهِ ، وبايَعتُم عَلِيّا غَيرَ مُؤامِرينَ في بَيعَتِهِ ، فَلَم نَغضَب لِعُثمانَ إذ قُتِلَ ، ولَم نَغضَب لِعَلِيٍّ إذ بويِعَ ، ثُمَّ بَدا لَكُم ، فَأَرَدتُم خَلعَ عَلِيٍّ ، ونَحنُ عَلَى الأَمرِ الأَوَّلِ ، فَعَلَيكُمُ المَخرَجُ مِمّا دَخَلتُم فيهِ .
ثُمَّ تَكَلَّمَ عِمرانُ ، فَقالَ : يا طَلحَةُ ! إنَّكُم قَتَلتُم عُثمانَ ولَم نَغضَب لَهُ إذ لَم تَغضَبوا ، ثُمَّ بايَعتُم عَلِيّا، وبايَعنا مَن بايَعتُم ؛ فَإِن كان قَتلُ عَثمانَ صَوابا فَمسيرُكُم لِماذا ؟ وإن كانَ خَطَأً فَحَظُّكُم مِنهُ الأَوفَرُ ، ونَصيبُكُم مِنهُ الأَوفى !
فَقالَ طَلحَةُ : يا هذانِ ! إنَّ صاحِبَكُما لا يَرى أنَّ مَعَهُ في هذَا الأَمرِ غَيرَهُ ، ولَيسَ عَلى هذا بايَعناهُ ، وَايمُ اللّهِ لَيُسفَكَنَّ دَمُهُ .
فَقالَ أبُو الأَسوَدِ : يا عِمرانُ ! أمّا هذا فَقَد صَرَّحَ أنَّهُ إنَّما غَضِبَ لِلمُلكِ .
ثُمَّ أتَيَا الزُّبَيرَ فَقالا : يا أبا عَبدِ اللّهِ ! إنّا أتَينا طَلحَةَ . قالَ الزُّبَيرُ : إنَّ طَلحَةَ وإيّايَ كَروحٍ في جَسَدَينِ ، وإنَّهُ وَاللّهِ ـ يا هذانِ ـ قَد كانَت مِنّا في عُثمانَ فَلَتاتٌ ، احتَجنا فيها إلَى المَعاذيرِ ، ولَوِ استَقبَلَنا مِن أمرِنا مَا استَدبَرَنا نَصَرناهُ ۱ .

1.الإمامة والسياسة : ج۱ ص۸۳ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج3
164

عِندِهِ حَتّى صارا إلى عُثمانَ بنِ حُنَيفٍ فَأخبَراهُ الخَبَرَ ، فَأَذِنَ عُثمانُ لِلنّاسِ بِالحَربِ ۱ .

۲۱۶۰.شرح نهج البلاغة عن أبي مخنف :أرسَلَ [ عُثمانُ بنُ حُنَيفٍ ] إلى أبِي الأَسوَدِ الدُّؤَلِيِّ وعِمراَنَ بنِ الحُصَينِ الخُزاعِيِّ ، فَأَمَرَهُما أن يَسيرا حَتّى يَأتِياهُ بِعِلمِ القَومِ ومَا الَّذي أقدَمَهُم ، فَانطَلَقا حَتّى إذا أتَيا حَفَرَ أبي موسى وبِهِ مُعَسكَرُ القَومِ ، فَدَخَلا عَلى عائِشَةَ ، فَنالاها ووَعَظاها وأذكَراها وناشَداهَا اللّهَ ، فَقالَت لَهُما : اِلقَيا طَلحَةَ وَالزُّبَيرَ .
فَقاما مِن عِندِها ولَقِيَا الزُّبَيرَ فَكَلَّماهُ ، فَقالَ لَهُما : إنّا جِئنا لِلطَّلَبِ بِدَمِ عُثمانَ ونَدعُوا النّاسَ إلى أن يَرُدّوا أمرَ الخِلافَةِ شورى ؛ لِيَختارَ النّاسُ لِأَنفُسِهِم . فَقالا لَهُ : إنَّ عُثمانَ لَم يُقتَل بِالبَصرَةِ لِيُطلَبَ دَمُهُ فيها ، وأنتَ تَعلَمُ قَتَلَةَ عُثمانَ مَن هُم وأينَ هُم ، وإنَّكَ وصاحِبَكَ وعائِشَةَ كُنتُم أشَدَّ النّاسِ عَلَيهِ ، وأعظَمَهُم إغراءً بِدَمِهِ ، فَأَقيدوا مِن أنفُسِكُم .
وأمّا إعادَةُ أمرِ الخِلافَةِ شورى ؛ فَكَيفَ وقَد بايَعتُم عَلِيّا طائِعينَ غَيرَ مُكرَهينَ ؟وأنتَ يا أبا عَبدِ اللّهِ لَم يَبعُدِ العَهدُ بِقِيامِكَ دونَ هذَا الرَّجُلِ يَومَ ماتَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله وأنتَ آخذٌ قائِم سَيفِكَ تَقولُ : ما أحَدٌ أحَقَّ بِالخِلافَةِ مِنهُ ، ولا أولى بِها مِنهُ ، وَامتَنَعتَ مِن بَيعَةِ أبي بَكرٍ ، فَأَينَ ذلِكَ الفِعلُ مِن هذَا القَولِ ؟ !
فَقالَ لَهُما : اِذهَبا فَالقَيا طَلحَةَ .
فَقاما إلى طَلحَةَ ، فَوَجَداهُ أخشَنَ المَلمَسِ ، شَديدَ العَريكَةِ ، قَوِيَّ العَزمِ في إثارَةِ الفِتنَةِ وإضرامِ نارِ الحَربِ ، فَانصَرَفا إلى عُثمانَ بنِ حُنَيفٍ فَأخبَراهُ ، وقالَ لَهُ أبُو الأَسوَدِ :
يَابنَ حُنَيفٍ قَد اُتيتَ فَانفِرِ
وطاعِنِ القَومَ وجالِد وَاصبِرِ

وَابرُز لَها مُستَلئِما وشَمِّرِ
فَقالَ ابنُ حُنَيفٍ : إي وَالحَرَمَينِ لَأَفعَلَنَّ ۲ .

1.الجمل : ص۲۷۳ وراجع تاريخ الطبري : ج۴ ص۴۶۲ ـ ۴۶۶ والكامل في التاريخ : ج۲ ص۳۱۶ وشرح نهج البلاغة : ج۶ ص۲۲۵ .

2.شرح نهج البلاغة : ج۹ ص۳۱۳ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج3
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 159142
الصفحه من 670
طباعه  ارسل الي