171
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج3

الأَسرِ ، وهؤُلاءِ أوَّلُ مَن قُتِلَ ظُلما فِي الإِسلامِ وصَبرا .
وقَتَلوا حُكَيمَ بنَ جَبَلَةَ العَبدِيَّ ، وكانَ مِن ساداتِ عَبدِ القَيسِ ، وزُهّادِ ربَيعَةَ ونُسّاكِها ۱ .

۲۱۶۸.تاريخ الطبري عن الزهريـ في ذِكرِ أصحابِ الجَمَلِ ـ: فَقَدِمُوا البَصرَةَ وعَلَيها عُثمانُ بنُ حُنَيفٍ ، فَقالَ لَهُم عُثمانُ : ما نَقَمتُم عَلى صاحِبِكُم ؟
فَقالوا : لَم نَرَهُ أولى بِها مِنّا ، وقَد صَنَعَ ما صَنَعَ .
قالَ : فَإِنَّ الرَّجُلَ أمَّرَني ، فَأَكتُبُ إلَيهِ فَاُعلِمُهُ ما جِئتُم لَهُ ، عَلى أن اُصُلِّيَ بِالنّاسِ حَتّى يِأتِيَنا كِتابُهُ ، فَوَقَفوا عَلَيهِ وكَتَبَ .
فَلَم يَلبثَ إلّا يَومَينِ حَتّى وَثَبوا عَلَيهِ فَقاتَلوهُ بِالزّابوقَةِ عِندَ مَدينَةِ الرِّزقِ ۲ ، فَظَهَروا وأخَذوا عُثمانَ ، فَأَرادوا قَتلَهُ ، ثُمَّ خَشوا غَضَبَ الأَنصارِ ، فَنالوهُ في شَعرِهِ وجَسَدِهِ ۳ .

۲۱۶۹.أنساب الأشراف عن أبي مِخنَف :صاروا [أهلُ البَصرَةِ] فِرقَتَينِ : فِرقَةً مَعَ عائِشَةَ وأصحابِها ، وفِرقَةً مَعَ ابنِ حُنَيفٍ . . . وتَأَهَّبوا لِلقِتالِ ، فَانتَهَوا إلَى الزّابوقَةِ ، وأصبَحَ عُثمانُ بنُ حُنَيفٍ ، فَزَحَفَ إلَيهِم ، فَقاتَلَهُم أشَدَّ قِتالٍ ، فَكَثُرَت بَينَهُمُ القَتلى ، وفَشَت فيهِمُ الجِراحُ .
ثُمَّ إنَّ النّاسَ تَداعَوا إلَى الصُّلحِ ، فَكَتَبوا بَينَهُم كِتابا بِالمُوادَعَةِ إلى قُدومِ عَلِيٍّ ، عَلى أن لا يَعرِضَ بَعضُهُم لِبَعضٍ في سوقٍ ولا مَشرَعَةٍ ، وأنَّ لِعثمانَ بنِ حُنَيفٍ دارَ الإِمارَةِ وبَيتَ المالِ والمَسجِدَ ، وأنَّ طَلحَةَ والزُّبَيرَ يَنزِلانِ ومَن مَعَهُما حَيثُ شاؤوا .

1.مروج الذهب : ج۲ ص۳۶۷ وراجع الكافئة : ص۱۷ ح۱۷ .

2.هي إحدى مسالح العجم بالبصرة قبل أن يختطّها المسلمون(معجم البلدان : ج۳ ص۴۱) .

3.تاريخ الطبري : ج۴ ص۴۶۹ ، الكامل في التاريخ : ج۲ ص۳۱۹ وراجع تاريخ اليعقوبي : ج۲ ص۱۸۱ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج3
170

وقَيسُ بنُ عَيلانَ كُلُّها إلَا الرَّجُلَ وَالرَّجُلَينِ مِنَ القَبيلَةِ كَرِهوا أمرَهُم فَتَوارَوا عَنهُم ، وأرسَلوا إلى هِلالِ بنِ وَكيعٍ التَّميمِيِّ ، فَلَم يَأتِهِم ، فَجاءَهُ طَلحَةُ وَالزُّبَيرُ إلى دارِهِ ، فَتَوارى عَنهُما ، فَقالَت لَهُ اُمُّهُ : ما رَأَيتُ مِثلَكَ ! أتاكَ شَيخا قُرَيشٍ ، فَتَوارَيتَ عَنهُما ! فَلَم تَزَل بِهِ حَتّى ظَهَرَ لَهُما ، وبايَعَهُما ومَعَهُ بَنو عَمرِو بنِ تَميمٍ كُلُّهُم، وبَنو حَنظَلَةَ، إلّا بَني يَربوعٍ ؛ فَإِنَّ عامَّتَهُم كانوا شيعَةً لِعَلِيٍّ عليه السلام ، وبايَعَهُم بَنو دارِمٍ كُلُّهُم، إلّا نَفَرا مِن بَني مُجاشِعٍ ذَوي دينٍ وفَضلٍ .
فَلَمَّا استَوسَقَ لِطَلحَةَ وَالزُّبَيرِ أمرُهُما، خَرَجا في لَيلَةٍ مُظلِمَةٍ ذاتِ ريحٍ ومَطَرٍ ومَعَهُما أصحابُهُما قَد ألبَسوهُمُ الدُّروعَ وظاهَروا فَوقَها بِالثِّيابِ ، فَانتَهَوا إلَى المَسجِدِ وَقتَ صَلاةِ الفَجرِ ، وقَد سَبَقَهُم عُثمانُ بنُ حُنَيفٍ إلَيهِ ، واُقيمَتِ الصَّلاةُ ، فَتَقَدَّمَ عُثمانُ لِيُصَلِّيَ بِهِم ، فَأَخَّرَهُ أصحابُ طَلحَةَ وَالزُّبَيرِ وقَدَّمُوا الزُّبَيرَ ۱ .

۲۱۶۷.مروج الذهبـ في ذِكرِ أصحابِ الجَمَلِ ـ: فَأَتَوُا البَصرَةَ ، فَخَرَجَ إلَيهِم عُثمانُ بنُ حُنَيفٍ فَمانَعَهُم ، وجَرى بَينَهُم قِتالٌ ، ثُمَّ إنَّهُمُ اصطَلَحوا بَعدَ ذلِكَ عَلى كَفِّ الحَربِ إلى قُدومِ عَلِيٍّ .
فَلَمّا كانَ في بَعضِ اللَّيالي بَيَّتوا ۲ عُثمانَ بنَ حُنَيفٍ ، فَأَسَروهُ وضَرَبوهُ ونَتَفوا لِحيَتَهُ ، ثُمَّ إنَّ القَومَ استَرجَعوا وخافوا عَلى مُخَلَّفيهِم بِالمَدينَةِ مِن أخيهِ سَهلِ بنِ حُنَيفٍ وغَيرِهِ مِنَ الأَنصارِ ، فَخَلَّوا عَنهُ .
وأرادوا بَيتَ المالِ ، فَمانَعَهُمُ الخَزّانُ والمَوكَّلونَ بِهِ وهُمُ السَّبابِجَةُ ۳ ، فَقُتِلَ مِنهُم سَبعونَ رَجُلاً غَيرَ مَن جُرِحَ ، وخَمسونَ مِنَ السَّبعينَ ضُرِبَت رِقابُهُم صَبرا مِن بَعد

1.شرح نهج البلاغة : ج۹ ص۳۲۰ ؛ الدرجات الرفيعة : ص۳۸۶ .

2.بَيَّتَ القَومَ والعَدُوَّ: أوقَعَ بهم ليلاً (لسان العرب: ج۲ ص۱۶).

3.السبابِجة : قوم من السند كانوا بالبصرة جلاوزةً وحرّاس السجن (الصحاح : ج۱ ص۳۲۱) .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج3
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 161937
الصفحه من 670
طباعه  ارسل الي