173
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج3

فَشَدَّ عَلَيهِ مَروانُ فَأسَرَهُ ، وقَتَلَ أصحابَهُ ۱ .

۲۱۷۱.الجمل ـ في ذِكرِ ماحَدَثَ بَعدَ مُصالَحَةِ عُثمانَ بنِ حُنَيفٍ وأصحابِ الجَمَلِ ـ :طَلَبَ طَلحَةُ وَالزُّبَيرُ غَدرَتَهُ ، حَتّى كانَت لَيلَةٌ مُظلِمَةٌ ذاتُ رِياحٍ ، فَخَرَجَ طَلحَةُ وَالزُّبَيرُ وأصحابُهُما حَتّى أتَوا دارَ الإِمارَةِ وعُثمانُ بنُ حُنَيفٍ غافِلٌ عَنهُم ، وعَلَى البابِ السَّبابِجَةُ يَحرُسونَ بُيوتَ الأَموالِ ـ وكانوا قَوما مِنَ الزُّطِّ ۲ قَدِ استَبصَروا وأكَلَ السُّجودُ جِباهَهُم ، وَائتَمَنَهُم عُثمانُ عَلى بَيتِ المالِ ودارِ الإِمارَةِ ـ فَأَكَبَّ عَلَيهِمُ القَومُ وأخَذوهُم مِن أربعِ جَوانِبِهِم ، ووَضَعوا فِيهِمُ السَّيفَ ، فَقَتَلوا مِنهُم أربَعينَ رَجُلاً صَبرا !يَتَوَلّى مِنهُم ذلِكَ الزُّبَيرُ خاصَّةً ، ثُمَّ هَجَموا عَلى عُثمانَ فَأَوثَقوهُ رِباطا ، وعَمَدوا إلى لِحيَتِهِ ـ وكانَ شَيخا كَثَّ اللِّحَيةِ ـ فَنَتَفوها حَتّى لَم يَبقَ مِنها شَيءٌ ولا شَعرَةٌ واحِدَةٌ ! وقالَ طَلحَةُ : عَذِّبُوا الفاسِقَ ، وَانتِفوا شَعرَ حاجِبَيهِ ، وأشفارَ عَينَيهِ ، وأوثِقوهُ بِالحَديدِ ! ۳

راجع : تاريخ الطبري : ج4 ص469 ، الكامل في التاريخ : ج2 ص319 ،
مروج الذهب : ج2 ص367 ، أنساب الأشراف : ج3 ص26 ،
الإمامة والسياسة : ج1 ص88 ، تاريخ اليعقوبي : ج2 ص181 .

6 / 6

أمرُ عائِشَةَ بِقَتلِ عُثمانَ بنِ حُنَيفٍ

۲۱۷۲.الجمل :قالَ طَلحَةُ وَالزُّبَيرُ لِعائِشَةَ [بَعدَما أخَذا عُثمانَ بنَ حُنَيفٍ] : ما تَأمُرينَ في عُثمانَ ؟ فَإِنَّهُ لِما بِهِ .

1.الإمامة والسياسة : ج۱ ص۸۸ .

2.الزُّطّ : جنس من السودان والهنود (النهاية : ج۲ ص۳۰۲) .

3.الجمل : ص۲۸۱ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج3
172

ثُمَّ انصَرَفَ النّاسُ وألقَوُا السِّلاحَ .
وتَناظَرَ طَلحَةُ وَالزُّبَيرُ ، فَقالَ طَلحَةُ : وَاللّهِ لَئِن قَدِمَ عَلِيٌّ البَصرَةَ لَيَأخُذَنَّ بِأَعناقِنا !فَعَزَما عَلى تَبييتِ ابنِ حُنَيفٍ وهُوَ لا يَشعُرُ ، وواطَآ أصحابَهُما عَلى ذلِكَ ، حَتّى إذا كانَت لَيلَةُ ريحٍ وظُلمَةٍ جاؤوا إلَى ابنِ حُنَيفٍ وهُوَ يُصَلِّي بِالنّاسِ العِشاءَ الآخِرَةَ، فَأَخذوهُ وأمَروا بِهِ فَوُطِئَ وَطأً شَديدا ، ونَتَفوا لِحيَتَهُ وشارِبَيهِ ، فَقالَ لَهُما : إنَّ سَهلاً حَيٌّ بِالمَدينَةِ، وَاللّهِ لَئِن شاكَني شَوكَةٌ لَيَضَعَنَّ السَّيفَ في بَني أبيكُما ؛ يُخاطِبُ بِذلِكَ طَلحَةَ وَالزُّبَيرَ ، فَكَفّا عَنهُ وحَبَساهُ .
وبَعَثا عَبدَ اللّهِ بنَ الزُّبَيرِ في جَماعَةٍ إلى بَيتِ المالِ وعَلَيهِ قَومٌ مِنَ السَّبابِجَةِ يَكونونَ أربَعينَ ، ويُقالُ : أربَعَمِئَةٍ ، فَامتَنَعوا مِن تَسليمِهِ دونَ قُدومِ عَليٍّ ، فَقَتَلوهُم ورَئيسَهُم أبا سَلَمَةَ الزُّطِّيَّ ، وكانَ عَبدا صالِحا ۱ .

۲۱۷۰.الإمامة والسياسة :ذَكَروا أنَّهُ لَمَّا اختَلَفَ القَومُ اصطَلَحوا عَلى أنّ لِعُثمانَ بنِ حُنَيفٍ دارَ الإِمارَةِ ومَسجِدَها وبَيتَ المالِ ، وأن يَنزِلَ أصحابُهُ حَيثُ شاؤوا مِنَ البَصرَةِ ، وأن يَنزِلَ طَلحَةُ وَالزُّبَيرُ وأصحابُهُما حَيثُ شاؤوا حَتّى يَقدِمَ عَلِيٌّ ؛ فَإِنِ اجتَمَعوا دَخَلوا فيما دَخَلَ فيهِ النّاسُ ، وإن يَتَفَرَّقوا يَلحَق كُلُّ قَومٍ بِأَهوائِهِم ، عَلَيهِم بِذلِكَ عَهدُ اللّهِ وميثاقُهُ ، وذِمَّةُ نَبِيِّهِ . وأشهَدوا شُهودا مِنَ الفَريقَينِ جَميعا .
فَانصَرَفَ عُثمانُ ، فَدَخَلَ دارَ الإِمارَةِ ، وأمَرَ أصحابَهُ أن يَلحَقوا بِمَنازِلِهِم ، ويَضَعوا سِلاحَهُم ، وَافتَرَقَ النّاسُ . . . فَمَكَثَ عُثمانُ بنُ حُنَيفٍ فِي الدّارِ أيّاما ، ثُمَّ إنَّ طَلحَةَ وَالزُّبَيرَ ومَروانَ بنَ الحَكَمِ أتَوهُ نِصفَ اللَّيلِ في جَماعَةٍ مَعَهُم ـ في لَيلَةٍ مُظلِمَةٍ سَوداءَ مَطيرَةٍ ـ وعُثمانُ نائِمٌ ، فَقَتَلوا أربَعينَ رَجُلاً مِنَ الحَرَسِ ، فَخَرَجَ عُثمانُ بنُ حُنَيفٍ ،

1.أنساب الأشراف : ج۳ ص۲۶ وراجع تاريخ الطبري : ج۴ ص۴۶۴ و ص۴۶۷ و ص۵۰۶ والكامل في التاريخ : ج۲ ص۳۱۸ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج3
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 161906
الصفحه من 670
طباعه  ارسل الي