199
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج3

يا عَجَباً لِطَلحَةَ ! ألَّبَ عَلَى ابنِ عَفّانَ حَتّى إذا قُتِلَ أعطاني صَفَقَةَ يَمينِهِ طائِعاً ، ثُمَّ نَكَثَ بَيعَتي ، وطَفِقَ يَنعَى ابنَ عَفّانَ ظالِماً ، وجاءَ يَطلُبُني ـ يَزعُمُ ـ بِدَمِهِ ، وَاللّهِ ، ما صَنَعَ في أمرِ عُثمانَ واحِدَةً مِن ثَلاثٍ : لَئِن كانَ ابنُ عَفّانَ ظالِماً ـ كَما كانَ يَزعُمُ ـ حينَ حَصَرَهُ وألَّبَ عَلَيهِ ، إنَّهُ لَيَنبَغي أن يُؤازِرَ قاتِليهِ وأن يُنابِذَ ناصِريهِ ! وإن كانَ في تِلكَ الحالِ مَظلوماً ، إنَّهُ لَيَنبَغي أن يَكونَ مَعَهُ ! وإن كانَ في شَكٍّ مِنَ الخَصلَتَينِ ، لَقَد كانَ يَنبَغي أن يَعَتزِلَهُ ويَلزَمَ بَيتَهُ ويَدَعَ النّاسَ جانِباً ! فَما فَعَلَ مِن هذِهِ الخِصالِ واحِدَةً ، وها هُوَ ذا قَد أعطاني صَفَقَةَ يَمينِهِ غَيرَ مَرَّةٍ ثُمَّ نَكَثَ بَيعَتَهُ ! اللّهُمَّ فَخُذهُ ولا تُمهِلهُ .
ألا وإنَّ الزُّبَيرَ قَطَعَ رَحِمي وقَرابَتي ، ونَكَثَ بَيعَتي ، ونَصَبَ لِيَ الحَربَ وهُوَ يَعلَمُ أنَّهُ ظالِمٌ لي ! اللّهُمَّ فَاكفِنيهِ بِما شِئتَ ۱ .

8 / 5

تَحذيرُ شَبابِ قُرِيشٍ مِنَ الحَربِ

۲۲۰۳.الجمل عن صفوان :لَمّا تَصافَّ النّاسُ يَومَ الجَمَلِ صاحَ صائِحٌ مِن أصحابِ أميرِ المُؤمِنينَ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ : يا مَعاشِرَ شَبابِ قُرَيشٍ ! أراكُم قَد لَجَجتُم وغُلِبتُم عَلى أمرِكُم هذا ، وإنّي أنشُدُكُمُ اللّهَ أن تَحقِنوا دِماءَكُم ولا تَقتُلوا أنفُسَكُم ، اِتَّقُوا الأَشتَرَ النَّخَعِيَّ وجُندُبَ بنَ زُهيرٍ العامِرِيَّ ، فَإِنَّ الأَشتَرَ نَشَرَ دِرعَهُ حَتّى يَعفُوَ أثَرُهُ ، وإنَّ جُندَباً يَخرِمُ دِرعَهُ حَتّى يُشَمَّرَ عَنهُ ، وفي رايَتِهِ عَلامَةٌ حَمراءُ ، فَلَمَّا التَقَى النّاسُ أقبَلَ الأَشتَرُ وجُندَبٌ قِبالَ الجَمَلِ يَرفُلانِ فِي السِّلاحِ حَتّى قَتَلا عَبدَ الرَّحمنِ بنَ عَتّابِ بنِ أسيدٍ ومَعبَدَ بنَ زُهَيرِ بنِ خَلَفِ بنِ اُمَيَّةَ ، وعَمَدَ جُندُبٌ لِابنِ الزُّبَيرِ فَلَمّا عَرَفَهُ قالَ : أترُكُكَ لِعائِشَةَ . . .

1.الأمالي للطوسي : ص۱۶۹ ح۲۸۴ وراجع نهج البلاغة : الخطبة ۱۷۴ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج3
198

قالَ الضَّبِّيُّ : ومَن أخوهُ ؟
قالَت : رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله .
قالَ : فَلا أراني اُقاتِلُ رَجُلاً هُوَ أخو رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله . فَنَبَذَ خِطامَ راحِلَتِها مِن يَدِهِ ومالَ إلَيهِ ۱ .

8 / 4

خُطبَةُ الإِمامِ لَمّا رَجَعَت رُسُلُهُ

۲۲۰۲.الأمالي للطوسي عن إسماعيل بن رجاء الزبيدي :لَمّا رَجَعَت رُسُلُ أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام مِن عِندِ طَلحَةَ وَالزُّبَيرِ وعائِشَةَ ، يُؤذِنونَهُ بِالحَربِ ، قامَ فَحَمِدَ اللّهَ وأثنى عَلَيهِ ، وصَلّى عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، ثُمَّ قالَ :
يا أيُّهَا النّاسُ ! إنّي قَد راقَبتُ هؤُلاءِ القَومَ كَيما يَرعَووا أو يَرجِعوا ، وقَد وَبَّختُهُم بِنَكثِهِم وعَرَّفتُهُم بَغيَهُم ، فَلَيسوا يَستَجيبونَ ، ألا وقَد بَعَثوا إلَيَّ أن أبرُزَ لِلطِّعانِ ، وأصبِرَ لِلجِلادِ ، فَإِنَّما مَنَّتكَ نَفسُكَ مِن أبنائِنَا الأَباطيلَ ۲ ، هَبِلَتهُمُ الهَبولُ ۳ ، قَد كُنتُ وما اُهَدَّدُ بِالحَربِ ولا اُرَهَّبُ بِالضَّربِ ، وأنَا عَلى ما وَعَدَني رَبّي مِنَ النَّصرِ وَالتَّأييدِ وَالظَّفَرِ ، وإنّي لَعَلى يَقينٍ مِن رَبّي ، وفي غَيرِ شُبهَةٍ مِن أمري .
أيُّهَا النّاسُ ! إنَّ المَوتَ لا يَفوتُهُ المُقيمُ ، ولا يُعجِزُهُ الهارِبُ ، لَيسَ عَنِ المَوتِ مَحيصٌ ، مَن لَم يَمُت يُقتَل ، إنَّ أفضَلَ المَوتِ القَتلُ ، وَالَّذي نَفسُ ابنِ أبي طالِبٍ بِيَدِهِ لِأَلفُ ضَربَةٍ بِالسَّيفِ أهوَنُ عَلَيَّ مِن مَوتٍ عَلى فِراشٍ !

1.المحاسن والمساوئ : ص۴۹ .

2.هكذا في المصدر، وفي بحار الأنوار : «من أنباء الأباطيل».

3.هَبِلَتْهم الهَبُول : أي ثَكِلَتْهم الثَّكُول ؛ وهي من النساء التي لا يَبْقى لها وَلَدٌ (النهاية : ج۵ ص۲۴۰) .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج3
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 193786
الصفحه من 670
طباعه  ارسل الي