39
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج3

قالَ عليه السلام : فَمَا الَّذي كَرِهتُما مِن أمري حَتّى رَأَيتُما خِلافي ؟
قالا : خِلافَكَ عُمَرَ بنَ الخَطّابِ فِي القَسمِ ، وَانتِقاصَنا حَقَّنا مِنَ الفَيءِ ؛ جَعَلتَ حَظَّنا فِي الإِسلامِ كَحَظِّ غَيرِنا مِمّا أفاءَ اللّهُ عَلَينا بِسُيوفِنا مِمَّن هُوَ لَنا فَيءٌ فَسَوَّيتَ بَينَنا وبَينَهُم ۱ .

۲۰۲۴.الجمل :صارا [طَلحَةُ وَالزَّبَيرُ] إلى أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام ، فَخَطَبَ إلَيهِ طَلحَةُ وِلايَةَ العِراقِ ، وطَلَبَ مِنهُ الزُّبَيرُ وِلايَةَ الشّامِ . فَأَمسَكَ عليه السلام عَن إجابَتِهِما في شَيءٍ مِن ذلِكَ . فَانصَرَفا وهُما ساخِطانِ مِنهُ ، فَعَرَفا ما كانَ غَلَبَ في ظَنِّهِما قَبلُ مِن رَأيِهِ عليه السلام ، فَتَرَكاهُ يَومَينِ أو ثَلاثَةَ أيّامٍ ، ثُمَّ صارا إلَيهِ وَاستَأذَنا عَلَيهِ ، فَأَذِنَ لَهُما ، وكانَ في عُلِّيَّةٍ ۲ في دارِهِ ، فَصَعِدا إلَيهِ وجَلَسا عِندَهُ بَينَ يَدَيهِ ، وقالا : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، قَد عَرَفتَ حالَ هذِهِ الأَزمِنَةِ وما نَحنُ فيهِ مِنَ الشِّدَّةِ ، وقَد جِئناكَ لِتَدفَعَ إلَينا شَيئا نُصلِحُ بِهِ أحوالَنا ، ونَقضي بِهِ حُقوقا عَلَينا !
فَقالَ عليه السلام : قَد عَرَفتُما مالِي بِيَنبُعَ ۳ ، فَإِن شِئتُما كَتَبتُ لَكُما مِنهُ ما تَيَسَّرَ ! !
فَقالا : لا حاجَةَ لَنا في مالِكَ بِيَنبُعَ .
فَقالَ لَهُما : فَما أصنَعُ ؟
فَقالا لَهُ : أعطِنا مِن بَيتِ المالِ شَيئا فيهِ لَنا كِفايَةٌ .
فَقالَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام : سُبحانَ اللّهِ ! وأَيُّ يَدٍ لي في بَيتِ المالِ ! ذلِكَ لِلمُسلِمينَ ، وأنَا خازِنُهُم وأمينٌ لَهُم ، فَإِن شِئتُما رَقَيتُ المِنبَرَ وسَأَلتُهُم ذلِكَ مِمّا شِئتُما ، فَإِن أذِنوا فيهِ فَعَلتُ . وأنّى لي بِذلِكَ وهُوَ لِكافَّةِ المُسلِمينَ ؛ شاهِدِهِم وغائِبِهِم ! ! لكِنّي اُبلى ¨

1.الأمالي للطوسي : ص۷۳۱ ح۱۵۳۰ ، بحار الأنوار : ج۳۲ ص۳۰ ح۹ .

2.العُلِّيَّة: الغُرفة. وقال بعضهم: العِلِّيَّة ـ بالكسر ـ (الصحاح: ج۶ ص۲۴۳۷).

3.يَنْبُع : بليدة بالقرب من المدينة ، بها عيون وحضر وحصن(تقويم البلدان : ص۸۹) .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج3
38

۲۰۲۲.الإمام عليّ عليه السلامـ في خُطبَةٍ لَهُ عِندَ خُروجِهِ لِقتالِ أهلِ البَصرَةِ وفيها يَذُمُّ الخارِجينَ عَلَيهِ ـ: ما لي ولِقُرَيشٍ ! وَاللّهِ لَقَد قاتَلتُهُم كافِرينَ ، ولَاُقاتِلَنَّهُم مَفتونينَ ، وإنّي لَصاحِبُهُم بِالأَمسِ كَما أنَا صاحِبُهُمُ اليَومَ . وَاللّهِ ما تَنقِمُ مِنّا قُرَيشٌ إلّا أنَّ اللّهَ اختارَنا عَلَيهِم ، فَأَدخَلناهُم في حَيِّزِنا ، فَكانوا كَما قالَ الأَوَّلُ :

أدَمتَ لَعَمري شُربَكَ المَحضَ صابِحا
وأكلَكَ بِالزُّبدِ المُقَشَّرَةَ البُجرا

ونَحنُ وَهَبناكَ العَلاءَ ولَم تكُن
عَلِيّا وحُطنا حَولَكَ الجُردَ وَالسُّمرا۱

راجع : ج 2 ص 385 (تعذّر بعض الإصلاحات) .
و ج 5 ص 65 (الخليل بن أحمد) .

5 / 4

الحِرصُ

۲۰۲۳.الأمالي للطوسي عن مالك بن أوس :بَعَثَ [عَلِيٌّ عليه السلام ] إلى طَلحَةَ وَالزُّبَيرِ فَدَعاهُما ، ثُمَّ قالَ لَهُما : أ لَم تَأتِياني وتُبايِعاني طائِعَينِ غَيرَ مُكرَهَينِ ، فَما أنكَرتُم ! أ جَورٌ في حُكمٍ ، أوِ استِئثارٌ في فَيءٍ؟ ! قالا : لا . قالَ عليه السلام : أو في أمرٍ دَعَوتُماني إلَيهِ مِن أمرِ المُسلِمينَ فَقَصَرتُ عَنهُ؟ ! قالا : مَعاذَ اللّهِ .

1.نهج البلاغة : الخطبة ۳۳ ، الإرشاد : ج۱ ص۲۴۸ ، الكافئة : ص۲۰ ح۱۹ كلاهما نحوه ، بحار الأنوار : ج۳۲ ص۱۱۳ ح۸۹ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج3
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 161789
الصفحه من 670
طباعه  ارسل الي