الفِئَةُ الباغِيَةُ» ۱ ، وقال : «لَيسَ يَنبَغي لِعَمّارٍ أن يُفارِقَ الحَقَّ ، ولَن تَأكُلَ النّارُ مِنهُ شَيئا» ۲ ، وقال : «إذَا اختَلَفَ النّاسُ كانَ ابنُ سُمَيَّةَ مَعَ الحَقِّ . . .» ۳ .
وحاول الكثيرون أن يروا عمّارا ، ويسمعوا كلامه ؛ كي يستزيدوا من التعرّف على حقّانيّة أمير المؤمنين عليه السلام من خلال كلام هذا الشيخ الجليل الفتيّ القلب . . . الذي ينبع حديثه من أعماق قلبه ، من أجل أن يتثبّتوا من مواضع أقدامهم .
ولمّا تجندل ذلك الشيخ المتفاني ذو القدّ الممشوق ، وتضمّخ بدمه ، وشرب كأس المنون . . . كبر ذلك على كلا الجيشين . ورأى مثيرو الفتنة ومسعّرو الحرب ما أخبر به رسول اللّه صلى الله عليه و آله باُمّ أعينهم ، وإذ شقّ عليهم وصمة «الفئة الباغية» فلابدّ أن يحتالوا بتنميق فتنة اُخرى وخديعة ثانية ؛ ليحولوا دون تضعضع جندهم ، وهذا ما فعله معاوية ۴ .
فقد إمامنا العظيم ـ صلوات اللّه عليه ـ أخلص أصحابه وأفضلهم ، وقُطع عضده المقتدر ، واغتمّت نفسه المقدّسة وضاق صدره ، فقال : رَحِمَ اللّهُ عَمّارا يَومَ أسلَمَ ، ورَحِمَ اللّهُ عَمّارا يَومَ قُتِلَ ، ورَحِمَ اللّهُ عَمّارا يَومَ يُبعَثُ حَيّا . ۵
۲۵۰۴.تاريخ بغداد عن أبي أيّوب :سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَقولُ لِعَمّارٍ : يا عَمّارُ ، تَقتُلُكَ الفِئَةُ الباغِيَةُ ، وأنتَ إذ ذاكَ مَعَ الحَقِّ وَالحَقُّ مَعَكَ ، يا عَمّارَ بنَ ياسِرٍ ، إن رَأَيتَ عَلِيّا قَد
1.وقعة صفّين : ص۳۳۵ .
2.وقعة صفّين : ص۳۳۵ عن عمرو بن العاص .
3.المعجم الكبير : ج۱۰ ص۹۶ ح۱۰۰۷۱ ، دلائل النبوّة للبيهقي : ج۶ ص۴۲۲ ، البداية والنهاية : ج۷ ص۲۷۱ .
4.تاريخ الطبري : ج۵ ص۴۱ ، العقد الفريد : ج۳ ص۳۳۷ ، الفتوح : ج۳ ص۱۵۹ ، شرح نهج البلاغة : ج۲۰ ص۳۳۴ ح۸۳۵ ؛ وقعة صفّين : ص۳۴۳ .
5.الطبقات الكبرى : ج۳ ص۲۶۲ ، تاريخ دمشق : ج۴۳ ص۴۷۶ كلاهما عن محمّد بن عمر وغيره ، كنزالعمّال : ج۱۳ ص۵۳۹ ح۳۷۴۱۱ .