457
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج3

الأَسَلِ ، وقَد فُتِّحَت أبوابُ السَّماءِ ، وتَزَيَّنَتِ الحورُ العِين

اليَومَ ألقَى الأَحِبَّهْ
مُحَمَّدا وحِزبَهْ

فَلَم يَرجِعا وقُتِلا ۱ .

۲۵۰۷.تاريخ الطبري عن حبّة بن جوين العرني :اِنطَلَقتُ أنَا وأبو مَسعودٍ إلى حُذَيفَةَ ـ بِالمَدائِنِ ۲ ـ فَدَخَلنا عَلَيهِ ، فَقالَ : مَرحَبا بِكُما ، ما خَلَّفتُما مِن قَبائِلِ العَرَبِ أحَدا أحَبَّ إلَيَّ مِنكُما . فَأَسنَدتُهُ إلى أبي مَسعودٍ ، فَقُلنا : يا أبا عَبدِ اللّهِ ، حَدِّثنا ؛ فَإِنّا نَخافُ الفِتَنَ .
فَقالَ : عَلَيكُما بِالفِئَةِ الَّتي فيهَا ابنُ سُمَيَّةَ ؛ إنّي سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَقولُ : تَقتُلُهُ الفِئَةُ الباغِيَةُ ، النّاكِبَةُ عَنِ الطَّريقِ ، وإنَّ آخِرَ رِزقِهِ ضَياحٌ مِن لَبَنٍ .
قالَ حَبَّةُ : فَشَهِدتُهُ يَومَ صِفّينَ وهُوَ يَقولُ : اِيتوني بِآخِرِ رِزقٍ لي مِنَ الدُّنيا . فَاُتِيَ بِضَياحٍ مِن لَبَنٍ في قَدَحٍ أروَحٍ لَهُ حَلقَةٌ حَمراءُ ، فَما أخطَأَ حُذَيفَةُ مِقياسَ شعَرَةٍ ، فَقالَ :

اليَومَ ألقَى الأَحِبَّهْ
مُحَمَّدا وحِزبَهْ

وَاللّهِ ، لَو ضَرَبونا حَتّى يَبلُغوا بِنا سَعَفاتِ هَجَرَ لَعَلِمنا أنّا عَلَى الحَقِّ وأنَّهُم عَلَى الباطِلِ ، وجَعَلَ يَقولُ : الموتُ تَحتَ الأَسَلِ ، وَالجَنَّةُ تَحتَ البارِقَةِ ۳ .

1.تاريخ الطبري : ج۵ ص۴۰ ، البداية والنهاية : ج۷ ص۲۷۰ وراجع شرح الأخبار : ج۱ ص۴۰۸ ح۳۶۰ .

2.المَدَائِن : أصل تسميتها هي : المدائن السبعة ، وكانت مقرّ ملوك الفرس . وهي تقع على نهر دجلة من شرقيّها تحت بغداد على مرحلة منها . وفيها إيوان كسرى . فُتحت هذه المدينة في (۱۴ ه . ق ) على يد المسلمين (راجع تقويم البلدان : ص۳۰۲).

3.تاريخ الطبري : ج۵ ص۳۸ ، الكامل في التاريخ : ج۲ ص۳۸۱ ؛ كشف الغمّة : ج۱ ص۲۵۹ كلاهما نحوه وراجع المناقب للخوارزمي : ص ۲۳۳ ح۲۴۰ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج3
456

سَلَكَ وادِيا وسَلَكَ النّاسُ وادِيا غَيرَهُ فَاسلُك مَعَ عَلِيٍّ ؛ فَإِنَّهُ لَن يُدلِيَكَ في رَدىً ، ولَن يُخرِجَكَ مِن هُدىً . يا عَمّارُ ، مَن تَقَلَّدَ سَيفا أعانَ بِهِ عَلِيّا عَلى عَدُوِّهِ قَلَّدَهُ اللّهُ يَومَ القِيامَةِ وِشاحَينِ ۱ مِن دُرٍّ ، ومَن تَقَلَّدَ سَيفا أعانَ بِهِ عَدُوَّ عَلِيٍّ قَلَّدَهُ اللّهُ يَومَ القِيامَةِ وِشاحَينَ مِن نارٍ» ۲ .

۲۵۰۵.الفتوحـ فيما قَالَهُ عَمّارُ بنُ ياسِرٍ لِعَمرِو بنِ العاصِ ـ: لَقَد أمَرَني رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله أن اُقاتِلَ النّاكِثينَ ، فَقَد فَعَلتُ ، وأمَرَني أن اُقاتِلَ القاسِطينَ ، فَأَنتُم هُم ، وأمَّا المارِقونَ فَلا أدري اُدرِكُهُم أم لا .
أيُّها الأَبتَرُ !أ لَستَ تَعلَمُ أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله قالَ : مَنُ كُنتُ مَولاهُ فَعَلِيٌّ مَولاهُ ، اللّهُمَّ والِ مَن والاهُ ، وعادِ مَن عاداهُ ، وَانصُر مَن نَصَرَهُ ، وَاخذُل مَنَ خَذَلَهُ ! فَأَنَا مَولى للّهِِ ولِرَسولِهِ ، وعَلِيٌّ مَولايَ مِن بَعدِهِ ، وأنتَ فلاَ مَولى لَكَ ۳ .

۲۵۰۶.تاريخ الطبري عن أبي عبد الرحمن السلمي :رَأَيتُ عَمّارا لا يَأخُذُ وادِيا مِن أودِيَةِ صِفّينَ إلّا تَبِعَهُ مَن كانَ هُناكَ مِن أصحابِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله ، ورَأَيتُهُ جاءَ إلَى المِرقالِ هاشِمِ بنِ عُتبَةَ ـ وهُوَ صاحِبُ رايَةِ عَلِيٍّ ـ فَقالَ : يا هاشِمُ ، أعَوَرا وجُبنا ! لا خَيرَ في أعوَرَ لا يَغشَى البَأسَ ، فَإِذا رَجُلٌ بَينَ الصَّفَّينِ قالَ : هذا وَاللّهِ لَيَخلُفَنَّ إمامَهُ ، ولَيَخذُلَنَّ جُندَهُ ، ولَيَصبِرَنَّ جُهدَهُ ، اركَب يا هاشِمُ ، فَرَكِبَ ومَضى هاشِمٌ يَقولُ :

أعوَرُ يَبغي أهلَهُ مَحَلّا
قَد عالَجَ الحَياةَ حَتّى مَلّا

لابُدَّ أن يَفُلَّ أو يُفَلّا
وعَمّارٌ يَقولُ : تَقَدَّم يا هاشِمُ ؛ الجَنَّةُ تَحتَ ظِلالِ السُّيوفِ ، وَالموتُ في أطراف

1.الوِشاح : أصل الوِشاح : شيء ينسج من أديم عريضا ، ويرصّع بالجواهر (مجمع البحرين : ج۳ ص۱۹۳۸) .

2.تاريخ بغداد : ج۱۳ ص۱۸۷ ح۷۱۶۵ ، تاريخ دمشق : ج۴۲ ص۴۷۲ ، البداية والنهاية : ج۷ ص۳۰۷ .

3.الفتوح : ج۳ ص۷۷ ، شرح نهج البلاغة : ج۸ ص۲۱ ؛ وقعة صفّين : ص۳۳۸ ، بحار الأنوار : ج۳۳ ص۳۰ ح۳۸۰ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج3
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 192063
الصفحه من 670
طباعه  ارسل الي