553
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج3

ولا تُجارِ مُعاوِيَةَ في باطِلِهِ .
فَأَجابَهُ عَمرُو بنُ العاصِ : أمّا بَعدُ ؛ فَإِنَّ ما فيهِ صَلاحُنا واُلفَتُنَا الإِنابَةُ إلَى الحَقِّ ، وقَد جَعَلنَا القُرآنَ حَكَما بَينَنا ، فَأَجِبنا إلَيهِ . وصَبرَ الرَّجُلُ مِنّا نَفسَهُ عَلى ما حَكَمَ عَلَيهِ القُرآنُ ، وعَذَرَهُ النّاسُ بَعدَ المُحاَجَزةِ . وَالسَّلامُ .
فَكَتَبَ إلَيهِ عَلِيٌّ : أمّا بَعدُ فَإِنَّ الَّذي أعجَبَكَ مِنَ الدُّنيا مِمّا نازَعَتكَ إلَيهِ نَفسُكَ ووَثِقتَ بِهِ مِنها لَمُنقَلِبٌ عَنكَ ، ومُفارِقٌ لَكَ ؛ فَلا تَطمَئِنَّ إلَى الدُّنيا ؛ فَإِنَّها غَرَّارَةٌ . ولَوِ اعتَبَرتَ بِما مَضى لَحَفِظتَ ما بَقِيَ ، وَانتَفَعتَ بِما وُعِظتَ بِهِ . وَالسَّلامُ .
فَأَجابَهُ عَمرٌو : أمّا بَعدُ ؛ فَقَد أنصَفَ مَن جَعَلَ القُرآنَ إماما ، ودَعَا النّاسَ إلى أحكامِهِ . فَاصبِر أبا حَسنٍ ، وأنَا غَيرُ مُنيلِكَ إلّا ما أنالَكَ القُرآنُ ۱ .

14 / 7

مُفاوَضاتُ الحَكَمَينِ

۲۶۱۶.شرح نهج البلاغة عن أبي جناب الكلبي :إنَّ عَمرا وأبا موسى لَمَّا التَقَيا بِدومَةِ الجَندَلِ أخَذَ عَمرٌو يُقَدِّمُ أبا موسى فِي الكَلامِ ، ويَقولُ : إنَّكَ صَحِبتَ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله قَبلي ، وأنتَ أكبَرُ مِنّي سِنّا ، فَتَكَلَّم أنتَ ، ثُمَّ أتَكَلَّمُ أنَا ، فَجَعَلَ ذلِكَ سُنَّةً وعادَةً بَينَهُما ، وإنَّما كانَ مَكرا وخَديعَةً وَاغتِرارا لَهُ أن يُقَدِّمَهُ ؛ فَيَبَدَأ بِخَلعِ عَلِيٍّ ، ثُمَّ يَرى رَأيَهُ .
وقالَ ابنُ دَيزيلَ في كِتابِ «صِفّينَ» :
أعطاهُ عَمرٌو صَدرَ المَجلِسِ ، وكانَ لا يَتَكَلَّمُ قَبلَهُ ، وأعطاهُ التَّقَدُّمَ فِي الصَّلاةِ ، وفِي الطَّعامِ لا يَأكُلُ حَتّى يَأكُلَ ، وإذا خاطَبَهُ فَإِنَّما يُخاطِبُهُ بِأَجَلِّ الأَسماءِ ويَقولُ لَهُ :

1.وقعة صفّين : ص۴۹۸ ؛ شرح نهج البلاغة : ج۲ ص۲۲۷ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج3
552

زُبدَةَ سِقائِهِ في أوَّلِ مَخضِهِ ، لا أرانا إلّا بَعَثنا رَجُلاً لا يُنكِرُ خَلعَكَ .
فَقالَ عَلِيٌّ : يا أحنَفُ ! إنَّ اللّهَ غالِبٌ عَلى أمرِهِ . قالَ : فَمِن ذلِكَ نَجزَعُ يا أميرَ المُؤمِنينَ .
وفَشا أمرُ الأَحنَفِ وأبي موسى فِي النّاسِ ۱ .

14 / 5

وَصِيَّةُ مُعاوِيَةَ لِعَمرِو بنِ العاصِ

۲۶۱۴.البيان والتبيين :قالَ مُعاوِيَةُ لِعَمرِو بنِ العاصِ : يا عَمرُو ! إنَّ أهلَ العِراقِ قَد أكرَهوا عَلِيّا عَلى أبي موسى ، وأنَا وأهلُ الشّامِ راضونَ بِكَ .
وقَد ضُمَّ إلَيكَ رَجُلٌ طَويلُ اللِّسانِ ، قَصيرُ الرَّأيِ ؛ فَأَجِدِ الحَزَّ ، وطَبِّقِ المَفصِلَ ، ولا تَلقِهِ بِرَأيِكَ كُلِّهِ ۲ .

14 / 6

نَصيحَةُ الإِمامِ لِعَمرِو بنِ العاصِ

۲۶۱۵.وقعة صفّين عن شقيق بن سلمة :كَتَبَ عَلِيٌّ إلى عَمرِو بنِ العاصِ يَعِظُهُ ويُرشِدُهُ : أمّا بَعدُ ؛ فَإِنَّ الدُّنيا مَشغَلَةٌ عَن غَيرِها ، ولَم يُصِب صاحِبُها مِنها شَيئا إلّا فَتَحَت لَهُ حِرصا يَزيدُهُ فيها رَغبَةً ، ولَن يَستَغنِيَ صاحِبُها بِما نالَ عَمّا لَم يَبلُغهُ ، ومِن وَراءِ ذلِكَ فِراقُ ما جَمَعَ . وَالسَّعيدُ مَن وُعِظَ بِغَيرِهِ ؛ فَلا تُحبِط ـ أبا عَبدِ اللّهِ ـ أجرَكَ ،

1.وقعة صفّين : ص۵۳۶ ؛ الفتوح : ج۴ ص۲۰۸ ، الإمامة والسياسة : ج۱ ص۱۵۴ وفيه إلى «الأمر فينا» وكلاهما نحوه .

2.البيان والتبيين : ج۱ ص۱۷۲ ، مروج الذهب : ج۲ ص۴۰۶ ، الإمامة والسياسة : ج۱ ص۱۵۴ نحوه وراجع العقد الفريد : ج۳ ص۳۴۰ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج3
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 159074
الصفحه من 670
طباعه  ارسل الي