555
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج3

الرَّحيمِ ، هذا ما تَقاضى عَلَيهِ فُلانٌ وفُلانٌ ، فَكَتَبَ وبَدَأَ بِعَمرٍو ، فَقالَ لَهُ عَمرٌو : لا اُمَّ لَكَ ! أ تُقَدِّمُني قَبلَهُ كَأَنَّكَ جاهِلٌ بِحَقِّهِ ؟ ! فَبَدَأَ بِاسمِ عَبدِ اللّهِ بنِ قَيسٍ ، وكَتَبَ : تَقاضَيا عَلى أنَّهُما يَشهَدانِ أن لا إلهَ إلَا اللّهُ ، وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ ، وأنَّ مُحَمَّدا عَبدُهُ ورَسولُهُ ، أرسَلَهُ بِالهُدى ودينِ الحَقِّ لِيُظهِرَهُ عَلَى الدّينِ كُلِّهِ ولَو كَرِهَ المُشرِكونَ .
ثُمَّ قالَ عَمرٌو : ونَشهَدُ أنَّ أبا بَكرٍ خَليفَةُ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله عَمِلَ بِكِتابِ اللّهِ وسُنَّةِ رَسولِ اللّهِ حَتّى قَبَضَهُ اللّهُ إلَيهِ ، وقَد أدَّى الحَقَّ الَّذي عَلَيهِ ، قالَ أبو موسى : اُكتُب ، ثُمَّ قالَ في عُمَرَ مِثلَ ذلِكَ ، فَقالَ أبو موسى : اُكتُب .
ثُمَّ قالَ عَمرٌو : وَاكتُب : وأنَّ عُثمانَ وَلِيُّ هذَا الأَمرِ بَعدَ عُمَرَ عَلى إجماعٍ مِنَ المُسلِمينَ وشورى مِن أصحابِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ورضِىً مِنهُم ، وأنَّهُ كانَ مُؤمِنا ، فَقالَ أبو موسَى الأَشعَرِيُّ : لَيسَ هذا مِمّا قَعَدنا لَهُ ، قالَ عَمرٌو : وَاللّهِ لابُدَّ مِن أن يَكونَ مُؤمِنا أو كافِرا ، فَقالَ أبو موسى : كانَ مُؤمِنا ، قالَ عَمرٌو : فَمُرهُ يَكتُب قالَ أبو موسى : اُكتُب ، قالَ عمرٌو : فَظالِما قُتِلَ عُثمانُ أو مَظلوما ، قالَ أبو موسى : بَل قُتِلَ مَظلوما ، قالَ عَمرٌو : أفَلَيسَ قَد جَعَلَ اللّهُ لِوَلِيِّ المَظلومِ سُلطانا يَطلُبُ بِدَمِهِ ؟ قالَ أبو موسى : نَعَم ، قالَ عَمرٌو : فَهَل تَعلَمُ لِعُثمانَ وَلِيّا أولى مِن مُعاوِيَةَ ؟ قالَ أبو موسى : لا ، قالَ عَمرٌو : أ فَلَيسَ لِمُعاوِيَةَ أن يَطلُبَ قاتِلَهُ حَيثُما كانَ حَتّى يَقتُلَهُ أو يَعجِزَ عَنهُ ؟ قالَ أبو موسى : بَلى ، قالَ عَمرٌو لِلكاتِبِ : اُكتُب ، وأمَرَهُ أبو موسى فَكَتَبَ ، قالَ عَمرٌو : فَإِنّا نُقيمُ البَيِّنَةَ أنَّ عَلِيّا قَتَلَ عُثمانَ ، قالَ أبو موسى : هذا أمرٌ قَد حَدَثَ فِي الإِسلامِ ، وإنَّمَا اجتَمَعَنا لِغَيرِهِ ، فَهَلُمَّ إلى أمرٍ يُصلِحُ اللّهُ بِهِ أمرَ اُمَّةِ مُحَمَّدٍ ، قالَ عَمرٌو : وما هُوَ ؟ قالَ أبو موسى : قَد عَلِمتَ أنَّ أهلَ العِراقِ لا يُحِبّونَ مُعاوِيَةَ أبَدا ، وأنَّ أهلَ الشّامِ لا يُحِبّونَ عَلِيّا أبَدا ؛ فَهَلُمَّ نَخلَعُهُما جَميعا ونَستَخلِفُ عَبدَ اللّهِ بنَ عُمَرَ ! وكانَ عَبدُ اللّهِ بنُ عُمَرَ عَلى بِنتِ أبي موسى ۱ .

1.مروج الذهب : ج۲ ص۴۰۷ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج3
554

يا صاحِبَ رَسولِ اللّهِ ، حَتَّى اطمَأَنَّ الَيهِ وظَنَّ أنَّهُ لا يَغُشُّهُ ۱ .

۲۶۱۷.تاريخ الطبري عن الزهريـ في بَيانِ ما جَرى بَينَ الحَكَمَينِ ـ: قالَ عَمرٌو : يا أبا موسى ، أأَنتَ عَلى أن نُسَمِّيَ رَجُلاً يَلي أمرَ هذِهِ الاُمَّةِ ؟ فَسَمِّهِ لي ؛ فَإِن أقدِر عَلى أن اُتابِعَكَ فَلَكَ عَلَيَّ أن اُتابِعَكَ ، وإلّا فَلي عَلَيكَ أن تُتابِعَني !
قالَ أبو موسى : اُسَمّي لَكَ عَبدَ اللّهِ بنَ عُمَرَ . وكانَ ابنُ عُمَرَ فيمَنِ اعتَزَلَ .
قالَ عَمرٌو : إنّي اُسَمّي لَكَ مُعاوِيَةَ بنَ أبي سُفيانَ ، فَلَم يَبرَحا مَجلِسَهُما حَتَّى استَبّا ۲ .

۲۶۱۸.تاريخ الطبري عن أبي جناب الكلبيـ في ذِكرِ خَبرِ اجتِماعِ الحَكَمَينِ ـ: قالَ أبو موسى : أما وَاللّهِ ، لَئِنِ استَطَعتُ لَاُحيِيَنَّ اسمَ عُمَرَ بنِ الخَطّابِ .
فَقالَ لَهُ عَمرٌو : إن كُنتَ تُحِبُّ بَيعَةَ ابنِ عُمَرَ ، فَما يَمنَعُكَ مِن ابني وأنتَ تَعرِفُ فَضلَهُ وصَلاحَهُ !
فَقالَ : إنَّ ابنَكَ رَجُلُ صِدقٍ ، ولكِنَّكَ قَد غَمَستَهُ في هذِهِ الفِتنَةِ ۳ .

۲۶۱۹.مروج الذهب :دَعا عَمرٌو بِصَحيفَةٍ وكاتِبٍ ، وكانَ الكاتِبُ غُلاما لِعَمرٍو ، فَتَقَدَّمَ إلَيهِ لِيَبدَأَ بِهِ أوَّلاً دونَ أبي موسى ؛ لِما أرادَ مِنَ المَكرِ بِهِ ، ثُمَّ قالَ لَهُ بِحَضرَةِ الجَماعَةِ :
اُكتُب ؛ فَإِنَّكَ شاهِدٌ عَلَينا ، ولا تَكتُب شَيئا يَأمُرُكَ بِهِ أحَدُنا حَتّى تَستَأمِرَ الآخَرَ فيهِ ، فَإِذا أمَرَكَ فَاكتُب ، وإذا نَهاكَ فَانتَهِ حَتّى يَجتَمِعَ رَأيُنا ، اكتُب : بِسمِ اللّهِ الرَّحمن

1.شرح نهج البلاغة : ج۲ ص۲۵۴ ، ينابيع المودّة : ج۲ ص۲۴ ؛ وقعة صفّين : ص۵۴۴ نحوه ، بحار الأنوار : ج۳۳ ص۳۰۰ .

2.تاريخ الطبري : ج۵ ص۵۸ وراجع وقعة صفّين : ص۵۴۰ .

3.تاريخ الطبري : ج۵ ص۶۸ ، الكامل في التاريخ : ج۲ ص۳۹۶ ، الأخبار الطوال : ص۱۹۹ نحوه ؛ وقعة صفّين : ص۵۴۱ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج3
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 194851
الصفحه من 670
طباعه  ارسل الي