المدخل
دراسة حول المارقين وجذور انحرافهم
إنّ ظهور حركة الخوارج وبالتالي قيام معركة النهروان يُعَدّ من الحوادث المليئة بالعبر في التاريخ الإسلامي وعصر حكومة الإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام ؛ ذلك أنّ طبيعة سلوكهم ، وسابقتهم الدينيّة ، وتمسّكهم القشري بالإسلام ، ثمّ مواجهتهم للإمام عليه السلام ، كلّ ذلك يعتبر من الاُمور المهمّة الحسّاسة في السيرة العلويّة . ويمكننا أن نقف على المخاطر والمحاذير إزاء مواجهة تيّارهم ومحاربتهم ، من خلال كلامٍ رفيعٍ للإمام عليه السلام قال فيه : « . . . إنّي فَقَأتُ عَينَ الفِتنَةِ ؛ ولَم يَكُن لِيَجتَرِئَ عَلَيها أحَدٌ غَيري» ۱ .
أجلْ ، كيف يتسنّى أن تُسلّ السيوف على وجوهٍ قرآنيّة الظاهر ، وجباهٍ ثَفِنَةٍ من كثرة السجود ، ومن ثَمّ قهرها وإبادتها ؟ !
نحن في هذا الموضوع سوف نتوفر ـ وقبل كلّ شيء ـ على دراسة الوضع النفسي والاجتماعي للخوارج اعتمادا عل الوثائق التاريخيّة والحديثيّة ، ونستعرض كيفيّة تبلور أفكارهم ، وما كان لهم من موقف متشدّد مَشُوب باللجاجة والجهل في قبال الإمام عليه السلام .