الجِهادِ ، وقالَ : سيروا إلى قَتَلَةِ المُهاجِرينَ وَالأَنصارِ قُدُما ؛ فَإِنَّهُم طالَما سَعَوا في إطفاءِ نورِ اللّهِ ، وحَرَّضوا عَلى قِتالِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ومَن مَعَهُ .
ألا إنَّ رَسولَ اللّهِ أمَرَني بِقِتالِ القاسِطينَ ؛ وهُم هؤُلاءِ الَّذينَ سِرنا إلَيهِم ، وَالنّاكِثينَ ؛ وهُم هؤُلاءِ الَّذينَ فَرَغنا مِنهُم ، وَالمارِقينَ ؛ ولَم نَلقَهُم بَعدُ .
فَسيروا إلَى القاسِطينَ ؛ فَهُم أهَمَّ عَلَينا مِنَ الخَوارِجِ ، سيروا إلى قَومٍ يُقاتِلونَكُم كَيما يَكونوا جَبّارينَ ، يَتَّخِذُهُم النّاسُ أربابا ، ويَتَّخِذونَ عِبادَ اللّهِ خَوَلاً ۱ ، ومالَهُم دُوَلاً .
فَأَبَوا إلّا أن يَبدَؤوا بِالخَوارِجِ ، فَسارَ عَلِيٌّ إلَيهِم ۲ .
۲۶۹۷.تاريخ الطبري عن أبي الصلت التيمي :بَلَغَ عَلِيّا أنَّ النّاسَ يَقولونَ : لَو سارَ بِنا إلى هذِهِ الحَرَورِيَّةِ فَبَدَأنا بِهِم ، فَإِذا فَرَغنا مِنهُم وَجَّهَنا مِن وَجهِنا ذلِكَ إلَى المُحِلّينَ . فَقامَ في النّاسِ ، فَحَمِدَ اللّهَ وأثنى عَلَيهِ ، ثُمَّ قالَ : أمّا بَعدُ ، فَإِنَّهُ قَد بَلَغَني قَولُكُم : لَو أنَّ أميرُ المُؤمِنينَ سارَ بِنا إلى هذِهِ الخارِجَةِ الَّتي خَرَجَت عَلَيهِ فَبَدَأنا بِهِم ، فَإِذا فَرَغنا مِنهُم وَجَّهَنا إلَى المُحِلّينَ ، وإنَّ غَيرَ هذِهِ الخارِجَةِ أهَمُّ إلَينا مِنهُم ، فَدَعوا ذِكرَهُم ، وسيروا إلى قَومٍ يُقاتِلونَكُم كَيما يَكونوا جَبّارينَ مُلوكا ، ويَتَّخِذوا عِبادَ اللّهِ خَوَلاً .
فَتَنادى النّاسُ مِن كُلِّ جانِبٍ : سِر بِنا يا أميرَ المُؤمِنينَ حَيثُ أحبَبتَ ۳ .
۲۶۹۸.الإمامة والسياسة :قامَ عَلِيٌّ فيهِم [أهلِ الكوفَةِ ]خَطيبا ، فَقالَ : أمّا بَعدُ ، فَقَد بَلَغَني قَولُكُم : لَو أنَّ أميرَ المُؤمِنينَ سارَ بِنا إلى هذِهِ الخارِجَةِ الَّتي خَرَجَت عَلَينا ، فَبَدَأنا
1.خَوَلاً : أي خَدَماً وعبيداً، يعني أنّهم يستخدمونهم ويستعبدونهم (النهاية : ج۲ ص۸۸) .
2.مروج الذهب : ج۲ ص۴۱۵ ، مسند ابن حنبل : ج۱ ص۱۹۸ ح۷۰۶ وفيه «عن زيد بن وهب : لمّا خرجت الخوارج بالنهروان قام عليّ رضى الله عنهفي أصحابه فقال : إنّ هؤلاء القوم قد سفكوا الدم الحرام ، وأغاروا في سَرْح الناس ، وهم أقرب العدوّ إليكم ، وإن تسيروا إلى عدوّكم أنا أخاف أن يخلفكم هؤلاء في أعقابكم» .
3.تاريخ الطبري : ج۵ ص۸۰ ، الكامل في التاريخ : ج۲ ص۴۰۲ .