وقامَ بِحَوائِجِهِ ، ثُمَّ أتاهُ بِقَعبٍ ۱ فيهِ عَسَلٌ قَد صَيَّرَ فيهِ السَّمَّ ، فَسَقاهُ إيّاهُ ، فَماتَ الأَشتَرُ بِالقُلزُمِ ، وبِها قَبرُهُ ، وكانَ قَتلُهُ وقَتلُ مُحَمَّدَ بنِ أبي بَكرٍ في سَنَةِ (38) ۲ .
۲۸۰۳.مروج الذهب :وَلّى عَلِيٌّ عليه السلام الأشتَرَ مِصرَ ، وأنفَذَهُ إلَيها في جَيشٍ ، فَلَمّا بَلَغَ ذلِكَ مُعاوِيَةَ دَسَّ إلى دِهقانٍ كانَ بِالعَريشِ ، فَأَرغَبَهُ ، وقالَ : اُترُك خَراجَكَ عِشرينَ سَنَةً وَاحتَل لِلأَشتَرِ بِالسَّمِّ في طَعامِهِ .
فَلَمّا نَزَلَ الأَشتَرُ العَريشَ ، سَأَلَ الدِّهقانُ : أيُّ الطَّعامِ وَالشَّرابِ أحَبُّ إلَيهِ ؟ قيلَ لَهُ : العَسَلُ ، فَأَهدى لَهُ عَسَلاً ، وقالَ : إنَّ مِن أمرِهِ وشَأنِهِ كَذا وكَذا ، ووَصفَهُ لِلأَشتَرِ ، وكانَ الأَشتَرُ صائِما ، فَتَناوَلَ مِنهُ شَربَةً ، فَما استَقَرَّت في جَوفِهِ حَتّى تَلِفَ ، وأتى مَن كانَ مَعَهُ عَلَى الدِّهقانِ ومَن كانَ مَعَهُ . وقيلَ : كانَ ذلِكَ بِالقُلزُمِ ، وَالأَوَّلُ أثبَتُ .
فَبَلَغَ ذلِكَ عَلِيّا عليه السلام ، فَقالَ : لِليَدَينِ وَالفَمِ . وبَلَغَ ذلِكَ مُعاوِيَةَ ، فَقالَ : إنَّ للّهِِ جُندا مِنَ العَسَلِ ۳ .
۲۸۰۴.تاريخ الطبري عن يزيد بن ظبيان الهمداني :بَعَثَ مُعاوِيَةُ إلَى الجايِستارِ ـ رَجُلٍ مِن أهلِ الخَراجِ ـ فَقالَ لَهُ : إنَّ الأَشتَرَ قَد وُلِّيَ مِصرَ ، فَإِن أنتَ كَفَيتَنيهِ لَم آخُذ مِنكَ خَراجا ما بَقيتَ ، فَاحتَل لَهُ بِما قَدَرتَ عَلَيهِ .
فَخَرَجَ الجايِستارُ حَتّى أتَى القُلزُمَ وأقامَ بِهِ ، وخَرَجَ الأَشتَرُ مِنَ العِراقِ إلى مِصرَ ، فَلَمَّا انتَهى إلَى القُلزُمِ استَقبَلَهُ الجايِستارُ ، فَقالَ : هذا مَنزِلٌ وهذا طَعامٌ وعَلَفٌ ، وأنَا رَجُلٌ مِن أهلِ الخَراجِ ، فَنَزَلَ بِهِ الأَشتَرُ ، فَأَتاهُ الدِّهقانُ بِعَلَفٍ وطَعامٍ ، حَتّى إذا طَعِمَ أتاهُ بِشَربَةٍ مِن عَسَلٍ قَد جَعَلَ فيها سَمّا فَسَقاهُ إيّاهُ ، فَلَمّا شَرِبَها ماتَ .