119
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج4

وقامَ بِحَوائِجِهِ ، ثُمَّ أتاهُ بِقَعبٍ ۱ فيهِ عَسَلٌ قَد صَيَّرَ فيهِ السَّمَّ ، فَسَقاهُ إيّاهُ ، فَماتَ الأَشتَرُ بِالقُلزُمِ ، وبِها قَبرُهُ ، وكانَ قَتلُهُ وقَتلُ مُحَمَّدَ بنِ أبي بَكرٍ في سَنَةِ (38) ۲ .

۲۸۰۳.مروج الذهب :وَلّى عَلِيٌّ عليه السلام الأشتَرَ مِصرَ ، وأنفَذَهُ إلَيها في جَيشٍ ، فَلَمّا بَلَغَ ذلِكَ مُعاوِيَةَ دَسَّ إلى دِهقانٍ كانَ بِالعَريشِ ، فَأَرغَبَهُ ، وقالَ : اُترُك خَراجَكَ عِشرينَ سَنَةً وَاحتَل لِلأَشتَرِ بِالسَّمِّ في طَعامِهِ .
فَلَمّا نَزَلَ الأَشتَرُ العَريشَ ، سَأَلَ الدِّهقانُ : أيُّ الطَّعامِ وَالشَّرابِ أحَبُّ إلَيهِ ؟ قيلَ لَهُ : العَسَلُ ، فَأَهدى لَهُ عَسَلاً ، وقالَ : إنَّ مِن أمرِهِ وشَأنِهِ كَذا وكَذا ، ووَصفَهُ لِلأَشتَرِ ، وكانَ الأَشتَرُ صائِما ، فَتَناوَلَ مِنهُ شَربَةً ، فَما استَقَرَّت في جَوفِهِ حَتّى تَلِفَ ، وأتى مَن كانَ مَعَهُ عَلَى الدِّهقانِ ومَن كانَ مَعَهُ . وقيلَ : كانَ ذلِكَ بِالقُلزُمِ ، وَالأَوَّلُ أثبَتُ .
فَبَلَغَ ذلِكَ عَلِيّا عليه السلام ، فَقالَ : لِليَدَينِ وَالفَمِ . وبَلَغَ ذلِكَ مُعاوِيَةَ ، فَقالَ : إنَّ للّهِِ جُندا مِنَ العَسَلِ ۳ .

۲۸۰۴.تاريخ الطبري عن يزيد بن ظبيان الهمداني :بَعَثَ مُعاوِيَةُ إلَى الجايِستارِ ـ رَجُلٍ مِن أهلِ الخَراجِ ـ فَقالَ لَهُ : إنَّ الأَشتَرَ قَد وُلِّيَ مِصرَ ، فَإِن أنتَ كَفَيتَنيهِ لَم آخُذ مِنكَ خَراجا ما بَقيتَ ، فَاحتَل لَهُ بِما قَدَرتَ عَلَيهِ .
فَخَرَجَ الجايِستارُ حَتّى أتَى القُلزُمَ وأقامَ بِهِ ، وخَرَجَ الأَشتَرُ مِنَ العِراقِ إلى مِصرَ ، فَلَمَّا انتَهى إلَى القُلزُمِ استَقبَلَهُ الجايِستارُ ، فَقالَ : هذا مَنزِلٌ وهذا طَعامٌ وعَلَفٌ ، وأنَا رَجُلٌ مِن أهلِ الخَراجِ ، فَنَزَلَ بِهِ الأَشتَرُ ، فَأَتاهُ الدِّهقانُ بِعَلَفٍ وطَعامٍ ، حَتّى إذا طَعِمَ أتاهُ بِشَربَةٍ مِن عَسَلٍ قَد جَعَلَ فيها سَمّا فَسَقاهُ إيّاهُ ، فَلَمّا شَرِبَها ماتَ .

1.القَعب : القدح الضخم الغليظ الجافي (لسان العرب : ج۱ ص۶۸۳) .

2.تاريخ اليعقوبي : ج۲ ص۱۹۴ .

3.مروج الذهب : ج۲ ص۴۲۰ ، عيون الأخبار لابن قتيبة : ج۱ ص۲۰۱ عن عوانة بن الحكم نحوه .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج4
118

اللّهُ إرشادَكَ وتَوفيقَكَ أن تَتَذَكَّرَ ما كانَ مِن كُلِّ ما شاهَدتَ مِنّا ، فَتَكونَ وِلايَتُكَ هذِهِ» مِن حُكومَةٍ عادِلَةٍ ، أو سُنَّةٍ فاضِلَةٍ ، أو أثَرٍ عَن نَبِيِّكَ صلى الله عليه و آله ، أو فَريضَةٍ في كِتابِ اللّهِ ، فَتَقتَدِيَ بِما شاهَدتَ مِمّا عَمِلنا بِهِ مِنها ، وتَجتَهِدَ نَفسَكَ فِي اتِّباعِ ما عَهِدتُ إلَيكَ في عَهدي ، وَاستَوثَقتُ مِنَ الحُجَّةِ لِنَفسي لِكَيلا تَكونَ لَكَ عِلَّةٌ عِندَ تَسَرُّعِ نَفسِكَ إلى هَواها . «فَلَيسَ يَعصِمُ مِنَ السّوءِ ولا يُوَفِّقُ لِلخَيرِ إلّا اللّهُ جَلَّ ثَناؤُهُ .
وقَد كانَ مِمّا عَهِدَ إلَيَّ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله في وِصايَتِهِ تَحضيضاً عَلَى الصَّلاةِ وَالزَّكاةِ وما مَلَكَت أيمانُكُم ، فَبِذلِكَ أختِمُ لَكَ ما عَهِدتُ ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ العَلِيِّ العَظيمِ» .
وأنَا أسأَلُ اللّهَ سَعَةَ رَحمَتِهِ ، وعَظيمَ مَواهِبِهِ وقُدرَتِهِ عَلى إعطاءِ كُلِّ رَغبَةٍ أن يُوَفِّقَني وإيّاكَ لِما فيهِ رِضاهُ ؛ مِنَ الإِقامَةِ عَلَى العُذرِ الواضِحِ إلَيهِ وإلى خَلقِهِ ، مَعَ حُسنِ الثَّناءِ فِي العِبادِ ، وحُسنِ الأَثَرِ فِي البِلادِ ، وتَمامِ النِّعمَةِ ، وتَضعيفِ الكَرامَةِ ، وأن يَختِمَ لي ولَكَ بِالسَّعادَةِ وَالشَّهادَةِ ، وإنّا إلَيهِ راغِبونَ . وَالسَّلامُ عَلى رَسولِ اللّهِ وعَلى آلِهِ الطَّيِّبينَ الطّاهِرينَ ، وسَلَّمَ كَثيرا ۱ .

6 / 5

مَكرُ مُعاوِيَةَ في قَتلِ الأَشتَرِ

۲۸۰۲.تاريخ اليعقوبي :لَمّا بَلَغَ مُعاوَيَةَ أنَّ عَلِيّا قَد وَجَّهَ الأَشتَرَ عَظُمَ عَلَيهِ ، وعَلِمَ أنَّ أهلَ اليَمَنِ أسرَعُ إلَى الأَشتَرِ مِنهُم إلىَ كُلِّ أحَدٍ ، فَدَسَّ لَهُ سَمّا ، فَلَمّا صارَ إلَى القُلزُمِ ـ مِنَ الفُسطاطِ عَلى مَرحَلَتَينِ ـ نَزَلَ مَنزِلَ رَجُلٍ مِن أهلِ المَدينَةِ يُقالُ لَهُ . . . ۲ فَخَدَمَهُ ،

1.تحف العقول : ص۱۲۶ ، نهج البلاغة : الكتاب ۵۳ ، دعائم الإسلام : ج۱ ص۳۵۰ وذكر أنّ هذا العهد هو ممّا عهد به النبيّ صلى الله عليه و آله لعليّ عليه السلام وكلاهما نحوه ، بحار الأنوار : ج۷۷ ص۲۴۰ ح۱ .

2.بياض في الأصل.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج4
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 204578
الصفحه من 684
طباعه  ارسل الي