وبَعَثَ إلَيهِ عَمرٌو أيضاً بِكِتابِ مُعاوَِيةَ إلَيهِ :
أمّا بَعدُ ، فَإِنَّ غِبَّ البَغيِ وَالظُّلمِ عَظيمُ الوَبالِ ، وإنَّ سَفكَ الدَّمِ الحَرامِ لا يَسلَمُ صاحبَهُ مِنَ النِّقمَةِ فِي الدُّنيا ومِنَ التِّبعَةِ الموبِقَةِ فِي الآخِرَةِ ، وإنّا لا نَعلَمُ أحَداً كانَ أعظَمَ عَلى عُثمانَ بَغياً ولا أسوَأَ لَهُ عَيباً ولا أشَدَّ عَلَيهِ خِلافاً مِنكَ ، سَعَيتَ عَلَيهِ فِي السّاعينَ وسَفَكتَ دَمَهُ فِي السّافِكينَ ، ثُمَّ أنتَ تَظُنُّ أنّي عَنكَ نائِمٌ أو ناسٍ لَكَ حَتّى تَأتِيَ فَتَأَمَّرَ عَلى بِلادٍ أنتَ فيها جاري ، وجُلُّ أهلِها أنصارِي يَرَونَ رَأيي ويَرقُبونَ قَولي ويَستَصرِخوني عَلَيكَ ، وقَد بَعَثتُ إلَيكَ قَوماً حِناقاً عَلَيكَ يَستَسقونَ دَمَكَ ويَتَقَرَّبونَ إلَى اللّهِ بِجِهادِكَ ، وقَد أعطَوُا اللّهَ عَهداً لَيَمثِلُنَّ بِكَ ، ولَو لَم يَكُن مِنهُم إلَيكَ ما عَدا قَتلِكَ ما حَذَّرتُكَ ولا أنذَرتُكَ ، ولَأَحبَبتُ أن يَقتُلوكَ بِظُلمِكَ وقَطيعَتِكَ وعُدُوِّكَ عَلى عُثمانَ يَومَ يُطعَنُ بِمَشاقِصِكَ ۱ بَينَ خُشَشائِهِ ۲ وأوداجِهِ ، ولكِن أكرَهُ أن أمثِلَ بِقُرَشِيٍّ ، ولَن يُسَلِّمَكَ اللّهُ مِنَ القِصاصِ أبَداً أينَما كُنتَ . وَالسَّلامُ ۳ .
7 / 2
استِنصارُ مُحَمَّدِ بنِ أبي بَكرٍ
۲۸۲۴.تاريخ الطبري عن عبد اللّه بن حوالة الأزدي :فَطَوى مُحَمَّدٌ كِتابَيهِما وبَعَثَ بِهِما إلى عَلِيٍّ ، وكَتَبَ مَعَهُما : أمّا بَعدُ ، فَإِنَّ ابنَ العاصِ قَد نَزَلَ أدانِيَ أرضِ مِصرَ ، وَاجتَمَعَ إلَيهِ أهلُ البَلَدِ جُلُّهُم مِمَّن كانَ يَرى رَأيَهُم ، وقَد جاءَ في جَيشٍ لَجِبٍ خَرّابٍ ، وقَد رَأَيتُ مِمَّن
1.المِشقص : نصلُ السَّهم إذا كان طويلاً غير عَريض (النهاية : ج۲ ص۴۹۰) .
2.خششائه : هو العَظم الناتِئ خَلْفَ الاُذُن (النهاية : ج۲ ص۳۴) .
3.تاريخ الطبري : ج۵ ص۱۰۰ ، البداية والنهاية : ج۷ ص۳۱۴ نحوه ، شرح نهج البلاغة : ج۶ ص۸۳ ؛ الغارات : ج۱ ص۲۷۷ ، بحار الأنوار : ج۳۳ ص۵۵۷ ح۷۲۲ .