«لَقَد كانَ إلِيَّ حَبيبا ، وَكانَ لي رَبيبا ۱ ، فَعِندَ اللّهِ نَحتَسِبُهُ وَلَدا ناصِحا ، وَعامِلاً كادِحا ، وَسَيفا قاطِعا ، وَرُكنا دافِعا» ۲ .
۲۸۲۷.تاريخ الطبري عن محمّد بن يوسف بن ثابت الأنصاري عن شيخ من أهل المدينة :خَرَجَ مُحَمَّدٌ في ألفَي رَجُلٍ ، وَاستَقبَلَ عَمرُو بنُ العاصِ كِنانَةَ وهُوَ عَلى مُقَدَّمَةِ مُحَمَّدٍ ، فَأَقبَلَ عَمرٌو نَحوَ كِنانَةَ ، فَلَمّا دَنا مِن كِنانَةَ سَرَّحَ الكَتائِبَ كَتيبَةً بَعدَ كَتيبَةٍ ، فَجَعَلَ كِنانَةُ لا تَأتيهِ كَتيبةٌ مِن كَتائِبِ أهلِ الشّامِ إلّا شَدَّ عَلَيها بِمَن مَعَهُ ، فَيَضرِبُها حَتّى يُقَرِّبَها لِعَمرِو بنِ العاصِ ، فَفَعَلَ ذلِكَ مِرارا ، فَلَمّا رَأى ذلِكَ عَمرٌو بَعَثَ إلى مُعاوِيَةَ بنِ حُدَيجٍ السَّكوني ، فأتاهُ في مِثلِ الدَّهمِ ۳ ، فَأَحاطَ بِكَنانَةَ وأصحابِهِ ، وَاجتَمَعَ أهلُ الشّامِ عَلَيهِم مِن كُلِّ جانِبٍ ، فَلَمّا رَأى ذلِكَ كِنانَةُ بنُ بِشرٍ نَزَلَ عَن فَرَسِهِ ، ونَزَلَ أصحابَهُ وكِنانَةَ يَقولُ : «وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تَمُوتَ إِلَا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَـبًا مُّؤَجَّلاً وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الْأَخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِى الشَّـكِرِينَ»۴ ، فَضارَبَهُم بِسَيفِهِ حَتَّى استُشهِدَ .
وأقبَلَ عَمرُو بنُ العاصِ نَحوَ مُحَمَّدِ بنِ أبي بَكرٍ ، وقَد تَفَرَّقَ عَنهُ أصحابُهُ لَمّا بَلَغَهُم قَتلُ كِنانَةَ ، حَتّى بَقِيَ وما مَعَهُ أحَدٌ مِن أصحابِهِ ، فَلَمّا رَأى ذلِكَ مُحَمَّدٌ خَرَجَ يَمشي فِي الطَّريقِ حَتَّى انتَهى إلى خِربَةٍ في ناحِيَةِ الطَّريقِ ، فَأَوى إلَيها ، وجاءَ عَمرُو ابنُ العاصِ حَتّى دَخَلَ الفُسطاطَ ، وخَرَجَ مُعاوِيَةُ بنُ حُدَيجٍ في طَلَبِ مُحَمَّدٍ . . . حَتّى دَخَلوا عَلَيهِ ، فَاستَخرَجوهُ ، وقَد كادَ يَموتُ عَطَشا ، فَأَقبَلوا بِهِ نَحوَ فُسطاطِ مصر . . .
قالَ لَهُ مُعاوِيَةُ : أ تَدري ما أصنَعُ بِكَ ؟ اُدخِلُكَ في جَوفِ حِمارٍ ، ثُمَّ اُحرِقُه