139
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج4

ما ضَيَّعتُم ، فَاقرَؤوهُ عَلى شيعَتي وكونوا عَلَى الحَقِّ أعواناً .
وهذِهِ نُسخَةُ الكِتابِ :
مِن عَبدِ اللّهِ عَلِيٍّ أميرِ المُؤمِنينَ إلى مَن قَرَأَ كِتابي هذا مِنَ المُؤمِنينَ وَالمُسلِمينَ ، السَّلامُ عَلَيكُم ، فَإِنّي أحمَدُ إلَيكُم اللّهَ الَّذي لا إلهَ إلّا هُوَ .
أمّا بَعدُ ، فَإِنَّ اللّهَ بَعَثَ مُحَمَّداً صلى الله عليه و آله نَذيراً لِلعالَمينَ ، وأميناً عَلَى التَّنزيلِ ، وشَهيداً عَلى هذِهِ الاُمَّةِ ، وأنتُم مَعاشِرُ العَرَبِ يَومَئِذٍ عَلى شَرِّ دينٍ وفي شَرِّ دارٍ ، مُنيخونَ عَلى حِجارَةٍ خَشِنٍ ، وحَيّاتٍ صُمٍّ ۱ ، وشَوكٍ مَبثوثٍ فِي البِلادِ ، تَشرَبونَ الماءَ الخَبيثَ ، وتَأكُلونَ الطَّعامَ الجَشيبَ ۲ ، وتَسفِكونَ دِماءَكُم ، وتَقتُلونَ أولادَكُم ، وتَقطَعونَ أرحامَكُم ، وتَأكُلونَ أموالَكُم بَينَكُم بِالباطِلِ ، سُبُلُكُم خائِفَةٌ ، وَالأَصنامُ فيكُم مَنصوبَةٌ ، وَالآثامُ بِكُم مَعصوبَةٌ ، ولا يُؤمِنُ أكثَرُهُم بِاللّهِ إلّا وهُم مُشرِكونَ ، فَمَنَّ اللّهُ عَزَّ وجَلَّ عَلَيكُم بِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله فَبَعَثَهُ إلَيكُم رَسولاً مِن أنفُسِكُم ، وقالَ فيما أنزَلَ مِن كِتابِهِ : «هُوَ الَّذِى بَعَثَ فِى الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُواْ عَلَيْهِمْ ءَايَـتِهِ وَ يُزَكِّيهِمْ وَ يُعَلِّمُهُمُ الْكِتَـبَ وَ الْحِكْمَةَ وَ إِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِى ضَلَـلٍ مُّبِينٍ»۳ وقالَ : «لَقَدْ جَآءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ»۴ وقالَ : «لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ»۵ وقال : «ذَ لِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَآءُ وَ اللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ»۶ .

1.ما لا يَقْبَلُ الرُّقْيَةَ ؛ كأنّه قد صمّ عن سماعها (لسان العرب : ج۱۲ ص۳۴۴) .

2.هو الغليظُ الخشِنُ من الطعام . وقيل : غير المأدوم ، وكلّ بشع الطعم جَشبٌ (النهاية : ج۱ ص۲۷۲) .

3.الجمعة : ۲ .

4.التوبة : ۱۲۸ .

5.آل عمران : ۱۶۴ .

6.الجمعة : ۴ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج4
138

اُولُو الجَورِ وَالظُّلمِ الَّذينَ صَدّوا عَن سَبيلِ اللّهِ ، وبَغَوا الإِسلامَ عِوَجاً . ألا وإنَّ مُحَمَّدَ بنَ أبي بَكرٍ قَدَ استُشهِدَ ، فَعِندَاللّهِ نَحتَسِبُهُ .
أما وَاللّهِ إن كانَ ما عَلِمتُ لَمِمَّن يَنتَظِرُ القَضاءَ ، ويَعمَلُ لِلجَزاءِ ، ويُبغِضُ شَكلَ الفاجِرِ ، ويُحِبُّ هُدَى المُؤمِنِ ، إنّي وَاللّهِ ما ألومُ نَفسي عَلَى التَّقصيرِ ، وإنّي لِمُقاساةِ الحَربِ لَجِدٌّ خَبيرٌ ، وإنّي لَأَقدَمُ عَلَى الأَمرِ وأعرِفُ وَجهَ الحَزمِ ، وأقومُ فيكُم بِالرَّأيِ المُصيبِ ، فَأَستَصرِخُكُم مُعلِنا ، واُناديكُم نِداءَ المُستَغيثِ مُعرِبا ، فَلا تَسمَعونَ لي قَولاً ، ولا تُطيعونَ لي أمرا ، حَتّى تَصيرَ بِيَ الاُمورُ إلى عَواقِبِ المَساءَةِ ، فَأَنتُمُ القَومُ لا يُدرَكُ بِكُمُ الثَّأرُ ، ولا تُنقَضُ بِكُمُ الأَوتارُ ، دَعَوتُكُم إلى غِياثِ إخوانِكُم مُنذُ بِضعٍ وخَمسينَ لَيلَةً فَتَجَرجَرتُم جَرجَرَةَ الجَمَلِ الأَشدَقِ ، وتَثاقَلتُم إلَى الأَرضِ تَثاقُلَ مَن لَيسَ لَهُ نِيَّةٌ في جِهادِ العَدُوِّ ، ولَا اكتِسابِ الأَجرِ ، ثُمَّ خَرَجَ إلَيَّ مِنكُم جُنَيدٌ مُتَذانِبٌ «كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنظُرُونَ»۱ فَاُفٍّ لَكُم ! ۲

7 / 10

رِسالَةُ الإِمامِ المَفتوحَةُ إلى اُمَّةِ الإِسلامِ بَعدَ احتِلالِ مِصرَ

۲۸۳۵.الغارات عن عبد الرحمن بن جندب عن أبيه :دَخَلَ عَمرُو بنُ الحَمِقِ وحُجرُ بنُ عَدِيٍّ وحَبَّةُ العُرَنِيُّ وَالحارِثُ الأَعوَرُ وعَبدُ اللّهِ بنِ سَبَأٍ عَلى أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام بَعدَمَا افتُتِحَت مِصرُ وهُوَ مَغمومٌ حَزينٌ فَقالوا لَهُ : بَيِّن لَنا ما قَولُكَ في أبي بَكرٍ وعُمَرَ ؟
فَقالَ لَهُم عَلِيٌّ عليه السلام : وهَل فَرَغتُم لِهذا ؟ ! وهذِهِ مِصرُ قَدِ افتُتِحَت وشيعَتي بِها قَد قُتِلَت ، أنَا مُخرِجٌ إلَيكُم كِتاباً اُخبِرُكُم فيهِ عَمّا سَأَلتُم وأسأَلُكُم أن تَحفَظوا مِن حَقّى
¨

1.الأنفال : ۶ .

2.تاريخ الطبري : ج۵ ص۱۰۸ ، الأخبار الموفّقيّات : ص۳۴۸ ح۲۰۲ ، الكامل في التاريخ : ج۲ ص۴۱۴ ؛ الغارات : ج۱ ص۲۹۵ ـ ۲۹۸ وراجع أنساب الأشراف : ج۳ ص۱۷۲ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج4
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 165204
الصفحه من 684
طباعه  ارسل الي