15
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج4

وخَطَبَهُم أبو أيّوبَ خالِدُ بنُ زَيدٍ الأَنصارِيُّ ، فَقالَ : عِبادَ اللّهِ ! إنّا وإيّاكُم عَلَى الحالِ الاُولَى الَّتي كُنّا عَلَيها ، لَيسَت بَينَنا وبَينَكُم فُرقَةٌ ، فَعَلامَ تُقاتِلونَنا ؟
فَقالوا إنّا لَو بايَعناكُمُ اليَومَ حَكَّمتُم غَداً .
قالَ : فَإِنّي أنشُدُكُمُ اللّهَ أن تُعَجِّلوا فِتنَةَ العامِ مَخافَةَ ما يَأتي في قابِلٍ ۱ .

5 / 3

نُزولُ الإِمامِ عَلى فَرسَخَينِ مِنَ النَّهرَوانِ

۲۷۰۲.الفتوح :سارَ عَلِيٌّ رضى الله عنه حَتّى نَزَلَ عَلى فَرسَخَينِ مِنَ النَّهرَوانِ ، ثُمَّ دَعا بِغُلامِهِ فَقالَ لَهُ : اِركَب إلى هؤُلاءِ القَومِ ، وقُل لَهُم عَنّي : مَا الَّذي حَمَلَكُم عَلَى الخُروجِ عَلَيَّ ، أ لَم أقصِد في حُكمِكُم ؟ أ لَم أعدِل في قَسمِكُم ؟ أ لَم أقسِم فيكُم فَيئَكُم ؟ أ لَم أرحَم صَغيرَكُم ؟ أ لَم اُوَقِّر كَبيرَكُم ؟ أ لَم تَعلَموا أنّي لَم أتَّخِذكُم خَوَلاً ، ولَم أجعَل مالَكُم نَفَلاً ؟ وَانظُر ماذا يَرُدّونَ عَلَيكَ ، وإن شَتَموكَ فَاحتَملِ ، وإيّاكَ أن تَرُدَّ عَلى أحَدٍ مِنهُم شَيئا .
فَأَقبَلَ غُلامُ عَلِيٍّ حَتّى أشرَفَ عَلَى القَومِ بِالنَّهرَوانِ ، فَقالَ لَهُم ما أمَرَهُ بِهِ ، فَقالَت لَهُ الخَوارِجُ : اِرجِع إلى صاحِبِكَ ؛ فَلَسنا نُجيبُهُ إلى شَيءٍ يُريدُه أبَدا ، وإنّا نَخافُ أن يَرُدَّنا بِكَلامِهِ الحَسَنِ كَما رَدَّ إخوانَنا بِحَرَوراءَ عَبدَ اللّهِ بنَ الكَوّاءِ وأصحابَهُ ، وَاللّهِ تَعالى يَقولُ : «بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ»۲ ، ومَولاكَ عَلِيٌّ مِنهُم ، فَارجِع إلَيهِ وخَبِّرهُ بِأَنَّ اجتِماعَنا هاهُنا لِجِهادِهِ ومُحارَبَتِهِ ، لا لِغَيرِ ذلِكَ ۳ .

1.تاريخ الطبري : ج۵ ص۸۳ ، الكامل في التاريخ : ج۲ ص۴۰۴ ، الأخبار الطوال : ص۲۰۷ نحوه .

2.الزخرف : ۵۸ .

3.الفتوح : ج۴ ص۲۶۱ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج4
14

فَنادى بِالرَّحيلِ ۱ .

5 / 2

إشخاصُ الإِمامِ قَيسَ بنَ سَعدٍ إلَيهِم قَبلَ المَسيرِ

۲۷۰۰.تاريخ الطبري عن عبد اللّه بن عوف :لَمّا أرادَ عَلِيٌّ المَسيرَ إلى أهلِ النَّهرِ مِنَالأَنبارِ قَدَّمَ قَيسَ بنَ سَعدِ بنِ عُبادَةَ ، وأمَرَهُ أن يَأتِيَ المَدائِنَ فَيَنزِلَها حَتّى يَأمُرَهُ بِأمرِهِ . ثُمَّ جاءَ مُقبِلاً إلَيهِم ، ووافاهُ قَيسٌ وسَعدُ بنُ مَسعودٍ الثَّقَفِيُّ بِالنَّهرِ ، وبَعَثَ إلى أهلِ النَّهرِ : اِدفَعوا إلَينا قَتَلَةَ إخوانِنا مِنكُم نَقتُلهُم بِهِم ، ثُمَّ أنَا تارِكُكُم وكافٌّ عَنكُم حَتّى ألقى أهلَ الشّامِ ، فَلَعَلَّ اللّهَ يُقَلِّبُ قُلوبَكُم ، ويَرُدُّكُم إلى خَيرٍ مِمّا أنتُم عَلَيهِ مِن أمرِكُم .
فَبَعَثوا إلَيهِ ، فَقالوا : كُلُّنا قَتَلَتُهُم ، وكُلُّنا نَستَحِلُّ دِماءَهُم ودِماءَكُم ۲ .

۲۷۰۱.تاريخ الطبري عن عبد الرحمن بن أبي الكنود :إنَّ قَيسَ بنَ سَعدِ بنِ عُبادَةَ قالَ لَهُم [أهلِ النَّهرَوانِ] : عِبادَ اللّهِ ! أخرِجوا إلَينا طَلِبَتَنا مِنكُم ، وَادخُلوا في هذَا الأَمرِ الَّذي مِنهُ خَرَجتُم ، وعودوا بِنا إلى قِتالِ عَدُوِّنا وعَدُوِّكُم ، فَإِنَّكُم رَكِبتُم عَظيماً مِنَ الأَمرِ ؛ تَشهَدونَ عَلَينا بِالشِّركِ ، وَالشِّركُ ظُلمٌ عَظيمٌ ، وتَسفِكونَ دِماءَ المُسلِمينَ وتَعُدّونَهُم مُشرِكينَ .
فَقالَ عَبدُ اللّهِ بنُ شَجَرَةَ السُّلَمِيُّ : إنَّ الحَقَّ قَد أضاءَ لَنا فَلَسنا نُتابِعُكُم ، أو تَأتونا بِمِثلِ عُمَرَ . فَقالَ : ما نَعلَمُهُ فينا غَيرَ صاحِبِنا ، فَهَل تَعلَمونَهُ فيكُم ؟ وقالَ : نَشَدتُكُم بِاللّهِ في أنفُسِكُم أن تُهلِكوها : فَإِنّي لَأَرَى الفِتنَةَ قَد غَلَبَت عَلَيكُم .

1.تاريخ الطبري : ج۵ ص۸۲ ، الكامل في التاريخ : ج۲ ص۴۰۳ ، أنساب الأشراف : ج۳ ص۱۴۲ ، الإمامة والسياسة : ج۱ ص۱۶۸ كلاهما نحوه وراجع الأخبار الطوال : ص۲۰۷ والبداية والنهاية : ج۷ ص۲۸۸ .

2.تاريخ الطبري : ج۵ ص۸۳ ، الكامل في التاريخ : ج۲ ص۴۰۴ ، مروج الذهب : ج۲ ص۴۱۵ ، الإمامة والسياسة : ج۱ ص۱۶۸ و فيها من «بعث إلى أهل النهر . . .» ، البداية والنهاية : ج۷ ص۲۸۸ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج4
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 203673
الصفحه من 684
طباعه  ارسل الي