الطّاعَةِ ، فَلَم يُنيبوا ولَم يَرجِعوا ، فَأَضرَمَ عَلَيهِمُ الدّارَ فَأَحرَقَهُم فيها وهَدَمَت عَلَيهِم ، فَبُعداً لِمَن طَغى وعَصى ۱ .
8 / 3
غارَةُ النُّعمانِ بنِ بَشيرٍ
۲۸۳۸.تاريخ اليعقوبي :وَجَّهَ مُعاوِيَةُ النُّعمانَ بنَ بَشيرٍ ، فَأَغارَ عَلى مالِكِ بنِ كَعبٍ الأَرحَبِيِّ ، وكانَ عامِلَ عَلِيٍّ عَلى مَسلَحَةِ عَينِ التَّمرِ .
فَنَدَبَ عَلِيٌّ فَقالَ : يا أهلَ الكوفَةِ ! اِنتَدِبوا إلى أخيكُم مالِكِ بنِ كَعبٍ ، فَإِنَّ النُّعمانَ ابنَ بَشيرٍ قَد نَزَلَ بِهِ في جَمعٍ لَيسَ بِكَثيرٍ لَعَلَّ اللّهَ أن يَقطَعَ مِنَ الظّالِمينَ طَرَفا . فَأَبطَؤوا ، ولَم يَخرُجوا ۲ .
۲۸۳۹.الكامل في التاريخ :في هذِهِ السَّنَةِ [39 ه ] فَرَّقَ مُعاوِيَةُ جُيوشَهُ فِي العِراقِ في أطرافِ عَلِيٍّ ، فَوَجَّهَ النُّعمانَ بنَ بَشيرٍ في ألفِ رَجُلٍ إلى عَينِ التَّمرِ ، وفيها : مالِكُ بنُ كَعبٍ مَسلَحةً لِعَلِيٍّ في ألفِ رَجُلٍ ، وكانَ مالِكٌ قَد أذِنَ لِأَصحابِهِ فَأَتُوا الكوفَةَ ولَم يَبقَ مَعَهُ إلّا مِئَةُ رَجُلٍ ، فَلَمّا سَمِعَ بِالنُّعمانِ كَتَبَ إلى أميرِ المُؤمِنينَ يُخبِرُهُ ويَستَمِدُّهُ .
فَخَطَبَ عَلِيٌّ النّاسَ ، وأمَرَهُم بِالخُروجِ إلَيهِ ، فَتَثاقَلوا .
وواقَعَ مالِكٌ النُّعمانَ وجَعَلَ جِدارَ القَريَةِ في ظُهورِ أصحابِهِ ، وكَتَبَ مالِكٌ إلى مِخنَفِ بنِ سُلَيمٍ يَستَعينُهُ ، وهُوَ قَريبٌ مِنهُ ، وَاقتَتَلَ مالِكٌ وَالنُّعمانُ أشَدَّ قِتالٍ ، فَوَجَّهَ مِخنَفٌ ابنَهُ عَبدَ الرَّحمنِ في خَمسينَ رَجُلاً ، فَانتَهَوا إلى مالِكٍ وقَد كَسَروا جُفونَ سُيوفِهِم وَاستَقتَلوا ، فَلَمّا رَآهُم أهلُ الشّامِ انهَزَموا عِندَ المَساءِ ، وظَنّوا أنَّ لَهُم مَدَدا ، وتَبِعَهُم مالِكٌ فَقَتَلَ مِنهُم ثَلاثَةَ نَفَرٍ .