17
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج4

أميرَ المُؤمِنينَ ! فَقالَ : وَاللّهِ ، ما كَذَبتُ ولا كُذِّبتُ .
ثُمَّ خَرَجَ إلَيهِم في أصحابِهِ وقَد قالَ لَهُم : إنَّهُ وَاللّهِ ما يُقتَلُ مِنكُم عَشَرَةٌ ، ولا يُفلِتُ مِنهُم عَشَرَةٌ . فَقُتِلَ مِن أصحابِهِ تِسعَةٌ ، وأفلَتَ مِنهُم ثَمانِيَةٌ ۱ .

۲۷۰۶.كنز العمّال عن أبي سليمان المرعش :لَمّا سارَ عَلِيٌّ إلَى النَّهرَوانِ سِرتُ مَعَهُ ، فَقالَ عَلِيٌّ : وَالَّذي فَلَقَ الحَبَّةَ وبَرَأَ النَّسَمَةَ لا يَقتُلونَ مِنكُم عَشَرَةً ، ولا يَبقى مِنهُم عَشَرَةٌ . فَلَمّا سَمِعَ النّاسُ ذلِكَ حَمَلوا عَلَيهِم ، فَقَتَلوهُم ۲ .

۲۷۰۷.الإرشاد عن جندب بن عبد اللّه الأزدي :شَهِدتُ مَعَ عَلِيٍّ عليه السلام الجَمَلَ وصِفّينَ لا أشُكُّ في قِتالِ مَن قاتَلَهُ ، حَتّى نَزَلنَا النَّهرَوانَ ، فَدَخَلَني شَكٌّ ، وقُلتُ : قُرّاؤُنا وخِيارُنا نَقتُلُهُم ؟ ! إنَّ هذا لَأَمرٌ عَظيمٌ .
فَخَرَجتُ غُدوَةً أمشي ومَعي إداوَةُ ۳ ماءٍ ، حَتّى بَرَزتُ عَنِ الصُّفوفِ ، فَرَكَزتُ رُمحي ، ووَضَعتُ تُرسي إلَيهِ ، وَاستَتَرتُ مِنَ الشَّمسِ ، فَإِنّي لَجالِسٌ حَتّى وَرَدَ عَلَيَّ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام ، فَقالَ لي : يا أخَا الأَزدِ ، أمَعَكَ طَهورٌ ؟ قُلتُ : نَعَم ، فَناوَلتُهُ الإِداوَةَ ، فَمَضى حَتّى لَم أرَهُ ، ثُمَّ أقبَلَ وقَد تَطَهَّرَ فَجَلَسَ في ظِلِّ التُّرسِ ، فَإِذا فارِسٌ يَسأَلُ عَنهُ ، فَقُلتُ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، هذا فارِسٌ يُريدُكَ ، قالَ : فَأَشِر إلَيهِ ، فَأَشَرتُ إلَيهِ ، فَجاءَ ، فَقالَ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، قَد عَبَرَ القَومُ وقد قَطَعُوا النَّهرَ !
فَقالَ : كَلّا ، ما عَبَروا .
قالَ : بَلى ، وَاللّهِ لَقَد فَعَلوا .
قالَ : كَلّا ، ما فَعَلوا .

1.الكامل للمبرّد : ج۳ ص۱۱۰۵ وراجع مروج الذهب : ج۲ ص۴۱۶ .

2.كنز العمّال : ج۱۱ ص۳۲۲ ح۳۱۶۲۵ نقلاً عن يعقوب بن شيبة في كتابه «مسير عليّ» .

3.الإداوة : إناء صغير من جلد يتّخذ للماء كالسطيحة ونحوها (لسان العرب : ج۱۴ ص۲۵) .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج4
16

5 / 4

إخبارُ الإِمامِ بِما سَيَقَعُ فِي الحَربِ

۲۷۰۳.الكامل في التاريخ :إنَّ الخَوارِجَ قَصَدوا جِسرَ النَّهرِ وكانوا غَربَهُ ، فَقالَ لِعَلِيٍّ أصحابُهُ : إنَّهُم قَد عَبَرُوا النَّهرَ !
فَقالَ : لَن يَعبُروا .
فَأَرسَلوا طَليعَةً ، فَعادَ وأخبَرَهُم أنَّهُم عَبَرُوا النَّهرَ ، وكانَ بَينَهُم وبَينَهُ نُطفَةٌ مِنَ النَّهرِ ، فَلِخَوفِ الطَّليعَةِ مِنهُم لَم يَقرَبهُم ، فَعادَ فَقالَ : إنَّهُم قَد عَبَرُوا النَّهرَ .
فَقالَ عَلِيٌّ : وَاللّهِ ما عَبَروهُ ، وإنَّ مَصارِعَهُم لَدونَ الجِسرِ ، ووَاللّهِ لا يُقتَلُ مِنكُم عَشَرَةٌ ، ولا يَسلَمُ مِنهُم عَشَرَةٌ .
وتَقَدَّمَ عَلِيٌّ إلَيهِم فَرَآهُم عِندَ الجِسرِ لَم يَعبُروهُ ، وكانَ النّاسُ قَد شَكّوا في قَولِهِ ، وَارتابَ بِهِ بَعضُهُم ، فَلَمّا رَأَوُا الخَوارِجَ لَم يَعبُروا كَبَّروا ، وأخبَروا عَلِيّا بِحالِهِم .
فَقالَ : وَاللّهِ ، ما كَذَبتُ ولا كُذِّبتُ ۱ .

۲۷۰۴.الإمام عليّ عليه السلامـ لَمّا عَزَمَ عَلى حَربِ الخَوارِجِ ، وقيلَ لَهُ : إنَّ القَومَ عَبَروا جِسرَ النَّهرَوانِ ـ: مَصارِعُهُم دونَ النُّطفَةِ ۲ ، وَاللّهِ ، لا يُفلِتُ مِنهُم عَشَرَةٌ ، ولا يَهلِكُ مِنكُم عَشَرَةٌ ۳ .

۲۷۰۵.الكامل للمبرّد :قَد قالَ عَلِيٌّ وقيلَ لَهُ : إنَّهُم يُريدونَ الجِسرَ ، فَقالَ : لَن يَبلُغُوا النُّطفَةَ . وجَعَلَ النّاسُ يَقولونَ لَهُ في ذلِكَ ، حَتّى كادوا يَشُكّونَ ، ثُمَّ قالوا : قَد رَجَعوا يا

1.الكامل في التاريخ : ج۲ ص۴۰۵ . راجع : ص ۳۵ (استبشار الناس بظهور آية من آيات النبوّة) .

2.قال الشريف الرضي رحمه الله : يعني بالنطفة ماء النهر ، وهي أفصح كناية عن الماء ، وإن كان كثيرا جمّا .

3.نهج البلاغة : الخطبة ۵۹ ، كشف الغمّة : ج۱ ص۲۶۷ ، المناقب لابن شهر آشوب : ج۲ ص۲۶۳ ، إعلام الورى : ج۱ ص۳۳۸ كلّها نحوه وليس فيها «مصارعهم دون النطفة» .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج4
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 203663
الصفحه من 684
طباعه  ارسل الي