أن تُقتَلَ في طاعَتِكَ ، فَقالَ لَهُم : تَجَهَّزوا لِلسَّيرِ إلى عَدُوِّنا .
ثُمَّ دَخَلَ مَنزِلَهُ عليه السلام ودَخَلَ عَلَيهِ وُجوهُأصحابِهِ ، فَقالَ لَهُم : اُشيروا عَلَيَّ بِرَجُلٍ صَليبٍ ناصِحٍ يَحشُرُ النّاسَ مِنَ السّوادِ ، فَقالَ سَعدُ بنُ قَيسٍ : عَلَيكَ يا أميرَ المُؤمِنينَ بِالنّاصِحِ الأَريبِ الشُّجاعِ الصَّليبِ مَعقِلِ بنِ قَيسٍ التَّميمِيِّ ، قالَ : نَعَم ، ثُمَّ دَعاهُ فَوَجَّهَهُ وسارَ ، ولَم يَعُد حَتّى اُصيبَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام ۱ .
8 / 5
غارَةُ عَبدِ اللّهِ بنِ مَسعَدَةَ
۲۸۴۹.تاريخ الطبري عن عوانة :وَجَّهَ مُعاوِيَةُ [في سنة 39 ه ] أيضا عَبدَ اللّهِ بنَ مَسعَدَةَ الفَزارِيَّ في ألفٍ وسَبعِمِئَةِ رَجُلٍ إلى تَيماءَ ۲ ، وأمَرَهُ أن يُصَدِّقَ مَن مَرَّ بِهِ مِن أهلِ البَوادي ، وأن يَقتُلَ مَنِ امتَنَعَ مِن عَطائِهِ صَدَقَةَ مالِهِ ، ثُمَّ يَأتِيَ مَكَّةَ وَالمَدينَةَ وَالحِجازَ ، يَفعَلَ ذلِكَ ، وَاجتَمَعَ إلَيهِ بَشَرٌ كَثيرٌ مِن قَومِهِ .
فَلَمّا بَلَغَ ذلِكَ عَلِيّا وَجَّهَ المُسَيِّبَ بنَ نَجَبَةَ الفزارِيَّ ، فَسارَ حَتّى لَحِقَ ابنَ مَسعَدَةَ بِتَيماءَ فَاقتَتَلوا ذلِكَ اليَومَ حَتّى زالَتِ الشَّمسُ قِتالاً شَديدا ، وحَمَلَ المُسَيِّبُ عَلَى ابنِ مَسعَدَةَ فَضَرَبَهُ ثَلاثَ ضَرَباتٍ ، كُلِّ ذلِكَ لا يَلتَمِسُ قَتلَهُ ويَقولُ لَهُ : النَّجاءَ النَّجاءَ ۳ !
فَدَخَلَ ابنُ مَسعَدَةَ وعامَّةُ مَن مَعَهُ الحِصنَ ، وهَرَبَ الباقونَ نَحوَ الشّامِ ، وَانتَهَبَ الأَعرابُ إبِلَ الصَّدَقَةَ الَّتي كانَت مَعَ ابنِ مَسعَدَةَ ، وحَصَرَهُ ومَن كانَ مَعَهُ المُسَيِّبُ ثَلاثَةَ أيّامٍ ، ثُمَّ ألقَى الحَطَبَ عَلَى البابِ ، وألقَى النّيرانَ فيهِ ، حَتَّى احتَرَقَ .
1.الأمالي للطوسي : ص۱۷۳ ح۲۹۳ ، الغارات : ج۲ ص۴۷۹ ؛ شرح نهج البلاغة : ج۲ ص۸۹ كلاهما نحوه .
2.تَيْماء : بليدة في أطراف الشام ، بين الشام ووادي القرى على طريق حاجّ الشام . ولمّا سيطر رسول اللّه صلى الله عليه و آله على وادي القرى صالحه أهل تيماء على البقاء في بلادهم ودفع الجزية (اُنظر معجم البلدان : ج۲ ص۶۷) .
3.أي انجُو بنفسك (اُنظر النهاية : ج۵ ص۲۵) .