مُنصَرِفا ، وشَنَّ حُجرُ بنُ عَدِيٍّ ومَن مَعَهُ الغارَةَ في تِلكَ البِلادِ يَومَينِ ولَيلَتَينِ ۱ .
۲۸۵۴.الإمام عليّ عليه السلامـ بَعدَما أغارَ الضَّحّاكُ بنُ قَيسٍ عَلَى القُطقُطانَةِ ، فَبَلَغَ عَلِيّا إقبالُهُ وأنَّهُ قَد قَتَلَ ابنَ عُمَيسٍ ـ: يا أهلَ الكوفَةِ ! اُخرُجوا إلى جَيشٍ لَكُم قَد اُصيبَ مِنهُ طَرَفٌ ، وإلَى الرَّجُلِ الصّالِحِ ابنِ عُمَيسٍ ۲ فَامنَعوا حَريمَكُم وقاتِلوا عَدُوَّكُم ، فَرَدّوا رَدّا ضَعيفا . فَقالَ :
يا أهلَ العِراقِ ! وَدِدتُ أنَّ لي بِكُم بِكُلِّ ثَمانِيَةٍ مِنكُم رَجُلاً مِن أهلِ الشّامِ ، ووَيلٌ لَهُم ! قاتَلوا مَعَ تَصَبَّرِهِم عَلى جَورٍ . وَيحَكُم ! اُخرُجوا مَعي ، ثُمَّ فِرّوا عَنّي إن بَدا لَكُم ، فَوَاللّهِ إنّي لَأَرجو شَهادَةً ، وإنَّها لَتَدورُ عَلى رَأسي مَعَ ما لي مِنَ الرَّوحِ العَظيمِ في تَركِ مُداراتِكُم كَما تُدارَى البِكارُ الغُمرَةُ ۳ ، أوِ الثِّيابُ المُتَهَتِّكَةُ ، كُلَّما حِيصَت ۴ مِن جانِبٍ تَهَتَّكَت مِن جانِبٍ ۵ .
۲۸۵۵.الإرشادـ لَمّا بَلَغَ عَلِيّا عليه السلام غارَةُ الضَّحّاكِ بنِ قَيسٍ وقَتلُهُ ابنَ عُمَيسٍ ـ: يا أهلَ الكوفَةِ ! اُخرُجوا إلَى العَبدِ الصّالِحِ وإلى جَيشٍ لَكُم قَد اُصيبَ مِنهُ طَرَفٌ ، اُخرُجوا فَقاتِلوا عَدُوَّكُم ، وَامنَعوا حَريمَكُم إن كُنتُم فاعِلينَ .
قالَ : فَرَدّوا عَلَيهِ رَدّا ضَعيفا ، ورَأى مِنهُم عَجزا وفَشَلاً .
فَقالَ : وَاللّهِ لَوَدِدتُ أنَّ لي بِكُلِّ ثَمانِيَةٍ مِنكُم رَجُلاً مِنهُم ، وَيحَكُم ! اُخرُجوا مَعي ثُمَّ فِرّوا عَلَيَّ إن بَدا لَكُم ، فَوَاللّهِ ما أكرَهُ لِقاءَ رَبّي عَلى نِيَّتي وبَصيرَتي ، وفي ذلِكَ رَوحٌ لي عَظيمٌ ، وفَرَجٌ مِن مُناجاتِكُم ومُقاساتِكُم ومُداراتِكُم مِثلَ ما تُدارَى البِكار
1.تاريخ اليعقوبي : ج۲ ص۱۹۶ .
2.في المصدر : «ابن عميش» ، والصحيح ما أثبتناه .
3.الغُمر : الجاهل الغرّ الذي لم يجرّب الاُمور (النهاية : ج۳ ص۳۸۵) .
4.حاصَ الثوبَ: خاطَه (النهاية: ج۱ ص۴۶۱).
5.تاريخ اليعقوبي : ج۲ ص۱۹۵ .