169
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج4

العَمِدَةُ أوِ الثِّيابُ المُتَهَتِّرَةُ ، كُلَّما خِيطَت مِن جانِبٍ تَهَتَّكَت مِن جانِبٍ عَلى صاحِبِها ۱ .

۲۸۵۶.الإمام عليّ عليه السلامـ مِن كَلامٍ لَهُ بَعدَ غارَةِ الضَّحّاكِ بنِ قَيسٍ صاحِبِ مُعاوِيَةَ عَلَى الحاجِّ بَعدَ قِصَّةِ الحَكَمَينِ وفيها يَستَنهِضُ أصحابَهُ لِما حَدَثَ فِيالأَطرافِ ـ: أيُّهَا النّاسُ المُجتَمِعَةُ أبدانُهُم ، المُختَلِفَةُ أهواؤُهُم ، كَلامُكُم يُوهِي الصُّمَّ الصَّلابِ ، وفِعلُكُم يُطمِعُ فيكُمُ الأَعداءَ ؛ تَقولونَ فِي المَجالِسِ كَيتَ وكَيتَ ، فَإِذا جاءَ القِتالُ قُلتُم : حِيدي حَيادِ ۲ .
ما عَزَّت دَعوَةُ مَن دَعاكُم ، ولَا استَراحَ قَلبُ مَن قاساكُم ، أعاليلُ بِأَضاليلَ ، وسَأَلتُمونِيَ التَّطويلَ ، دِفاعَ ذِي الدَّينِ المَطولِ ، لا يَمنَعُ الضَّيمَ الذَّليلُ ، ولا يُدرَكُ الحَقُّ إلّا بِالجِدِّ .
أيَّ دارٍ بَعدَ دارِكُم تَمنَعونَ ، ومَعَ أيِّ إمامٍ بَعدي تُقاتِلونَ ؟ المَغرورُ وَاللّهِ مَن غَرَرتُموهُ .
ومَن فازَ بِكُم فَقَد فازَ ـ وَاللّهِ ـ بِالسَّهمِ الأَخيَبِ ، ومَن رَمى بِكُم فَقَد رمى بِأَفوَقِ ۳ ناصِلٍ ، أصبَحتُ وَاللّهِ لا اُصدِّقُ قَولَكُم ، ولا أطمَعُ في نَصرِكُم ، ولا اُوعِدُ العَدُوَّ بِكُم ، ما بالُكُم ؟ ما دَواؤُكُم ؟ ما طِبُّكم ؟ القَومُ رِجالٌ أمثالُكُم ، أ قَولاً بِغَيرِ عِلمٍ ، وغَفلةً مِن غَيرِ وَرَعٍ ، وطَمَعا في غَيرِ حَقٍّ ؟ ۴

1.الإرشاد : ج۱ ص۲۷۱ ، الغارات : ج۲ ص۴۲۳ عن أبي روق عن أبيه ؛ أنساب الأشراف : ج۳ ص۱۹۸ كلاهما نحوه وراجع تاريخ اليعقوبي : ج۲ ص۱۹۵ .

2.حِيدِي : أي مِيلي . وحَيَادِ بوَزن قَطَامِ (النهاية : ج۱ ص۴۶۶) .

3.أي رَمَى بسَهم مُنكسر الفُوْق لا نَصلَ فيه. والفُوْق: مَوضع الوَتَر منه (النهاية : ج۳ ص۴۸۰) .

4.نهج البلاغة : الخطبة ۲۹ ، الإرشاد : ج۱ ص۲۷۳ ، الأمالي للطوسي : ص۱۸۰ ح۳۰۲ ؛ أنساب الأشراف : ج۳ ص۱۵۴ كلاهما عن جندب بن عبد اللّه الأزدي ، البيان والتبيين : ج۲ ص۵۶ ، الإمامة والسياسة : ج۱ ص۱۷۱ كلّها نحوه إلى «لا أطمع في نصركم» .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج4
168

مُنصَرِفا ، وشَنَّ حُجرُ بنُ عَدِيٍّ ومَن مَعَهُ الغارَةَ في تِلكَ البِلادِ يَومَينِ ولَيلَتَينِ ۱ .

۲۸۵۴.الإمام عليّ عليه السلامـ بَعدَما أغارَ الضَّحّاكُ بنُ قَيسٍ عَلَى القُطقُطانَةِ ، فَبَلَغَ عَلِيّا إقبالُهُ وأنَّهُ قَد قَتَلَ ابنَ عُمَيسٍ ـ: يا أهلَ الكوفَةِ ! اُخرُجوا إلى جَيشٍ لَكُم قَد اُصيبَ مِنهُ طَرَفٌ ، وإلَى الرَّجُلِ الصّالِحِ ابنِ عُمَيسٍ ۲ فَامنَعوا حَريمَكُم وقاتِلوا عَدُوَّكُم ، فَرَدّوا رَدّا ضَعيفا . فَقالَ :
يا أهلَ العِراقِ ! وَدِدتُ أنَّ لي بِكُم بِكُلِّ ثَمانِيَةٍ مِنكُم رَجُلاً مِن أهلِ الشّامِ ، ووَيلٌ لَهُم ! قاتَلوا مَعَ تَصَبَّرِهِم عَلى جَورٍ . وَيحَكُم ! اُخرُجوا مَعي ، ثُمَّ فِرّوا عَنّي إن بَدا لَكُم ، فَوَاللّهِ إنّي لَأَرجو شَهادَةً ، وإنَّها لَتَدورُ عَلى رَأسي مَعَ ما لي مِنَ الرَّوحِ العَظيمِ في تَركِ مُداراتِكُم كَما تُدارَى البِكارُ الغُمرَةُ ۳ ، أوِ الثِّيابُ المُتَهَتِّكَةُ ، كُلَّما حِيصَت ۴ مِن جانِبٍ تَهَتَّكَت مِن جانِبٍ ۵ .

۲۸۵۵.الإرشادـ لَمّا بَلَغَ عَلِيّا عليه السلام غارَةُ الضَّحّاكِ بنِ قَيسٍ وقَتلُهُ ابنَ عُمَيسٍ ـ: يا أهلَ الكوفَةِ ! اُخرُجوا إلَى العَبدِ الصّالِحِ وإلى جَيشٍ لَكُم قَد اُصيبَ مِنهُ طَرَفٌ ، اُخرُجوا فَقاتِلوا عَدُوَّكُم ، وَامنَعوا حَريمَكُم إن كُنتُم فاعِلينَ .
قالَ : فَرَدّوا عَلَيهِ رَدّا ضَعيفا ، ورَأى مِنهُم عَجزا وفَشَلاً .
فَقالَ : وَاللّهِ لَوَدِدتُ أنَّ لي بِكُلِّ ثَمانِيَةٍ مِنكُم رَجُلاً مِنهُم ، وَيحَكُم ! اُخرُجوا مَعي ثُمَّ فِرّوا عَلَيَّ إن بَدا لَكُم ، فَوَاللّهِ ما أكرَهُ لِقاءَ رَبّي عَلى نِيَّتي وبَصيرَتي ، وفي ذلِكَ رَوحٌ لي عَظيمٌ ، وفَرَجٌ مِن مُناجاتِكُم ومُقاساتِكُم ومُداراتِكُم مِثلَ ما تُدارَى البِكار

1.تاريخ اليعقوبي : ج۲ ص۱۹۶ .

2.في المصدر : «ابن عميش» ، والصحيح ما أثبتناه .

3.الغُمر : الجاهل الغرّ الذي لم يجرّب الاُمور (النهاية : ج۳ ص۳۸۵) .

4.حاصَ الثوبَ: خاطَه (النهاية: ج۱ ص۴۶۱).

5.تاريخ اليعقوبي : ج۲ ص۱۹۵ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج4
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 165264
الصفحه من 684
طباعه  ارسل الي