شيعَةِ عَلِيٍّ بِاليَمَنِ .
وبَلَغَ عَلِيّا خَبَرُ بُسرٍ ، فَوَجَّهَ جارِيَةَ بنَ قُدامَةَ في ألفَينِ ، ووَهَبَ بنَ مَسعودٍ في ألفَينِ ، فَسارَ جارِيَةُ حَتّى أتى نَجرانَ فَحَرَّقَ بِها ، وأخَذَ ناسا مِن شيعَةِ عُثمانَ فَقَتَلَهُم ، وهَرَبَ بُسرٌ وأصحابُهُ مِنهُ ، وأتبَعَهُم حَتّى بَلَغَ مَكَّةَ .
فَقالَ لَهُم جارِيَةُ : بايِعونا .
فَقالوا : قَد هَلَكَ أميرُ المُؤمِنينَ ، فَلِمَن نُبايِعُ ؟ قالَ : لِمَن بايَعَ لَهُ أصحابُ عَلِيٍّ ، فَتَثاقَلوا ، ثُمَّ بايَعوا .
ثُمَّ سارَ حَتّى أتَى المَدينَةَ وأبو هُرَيرَةَ يُصَلّي بِهِم ، فَهَرَبَ مِنهُ ، فَقالَ جارِيَةُ : وَاللّهِ ، لَو أخَذتُ أبا سِنَّورٍ لَضَرَبتُ عُنُقَهُ ، ثُمَّ قالَ لِأَهلِ المَدينَةِ : بايِعُوا الحَسَنَ بنَ عَلِيٍّ ، فَبايَعوهُ .
وأقامَ يَومَهُ ، ثُمَّ خَرَجَ مُنصَرِفا إلَى الكوفَةِ ، وعادَ أبو هُرَيرَةَ فَصَلّى بِهِم ۱ .
۲۸۵۹.تاريخ اليعقوبي :وَجَّهَ مُعاوِيَةُ بُسرَ بنَ أبي أرطاةَ ، وقيلَ : ابنَ أرطاةَ العامِرِيَّ مِن بَني عامِرِ بنِ لُؤَيٍّ ـ في ثَلاثَةِ آلافِ رَجُلٍ ، فَقالَ لَهُ : سِر حَتّى تَمُرَّ بِالمَدينَةِ ، فَاطرُد أهلَها ، وأخِف مَن مَرَرتَ بِهِ ، وَانهَب مالَ كُلِّ مَن أصَبتَ لَهُ مالاً مِمَّن لَم يَكُن دَخَلَ في طاعَتِنا .
وأوهِم أهلَ المَدينَةِ أنَّكَ تُريدُ أنفُسَهُم ، وأنَّهُ لا بَراءَةَ لَهُم عِندَكَ ، ولا عُذرَ .
وسِر حَتّى تَدخُلَ مَكَّةَ ، ولا تَعَرَّض فيها لِأَحَدٍ . وَأرهِبِ النّاسَ فيما بَينَ مَكَّةَ وَالمَدينَةِ ، وَاجعَلهُم شَرّاداتٍ ، ثُمَّ امضِ حَتّى تَأتِيَ صَنعاءَ ؛ فَإِنَّ لَنا بِها شيعَةً ، وقَد جاءَني كِتابُهُم .