249
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج4

بحث حول المتآمرين لاغتيال الإمام عليّ

يفهم من النصوص التاريخيّة أنّ الأخبار التي رواها مؤرخو الشيعة والسنّة تشير إلى أنّ الإمام عليّا عليه السلام اغتيل بمؤامرة نفّذها عدد من بقايا الخوارج .
وتتلخص أخبار المؤرخين الأوائل في هذا المجال : أنّ جماعة من الخوارج اجتمعوا بعد معركة النهروان في مكّة وأقسموا على الانتقام لقتلاهم ، واستقرّ رأيهم بعد المداولات حول كيفية إيجاد حلّ لمشكلات العالم الإسلامي على أنّ منشأ الفتنة ثلاثة أشخاص هم : علي عليه السلام ، ومعاوية ، وعمرو بن العاص . ومادام هؤلاء الثلاثة أحياءً فستبقى الاُمّة الإسلاميّة تعيش حالة من الاضطراب . وهكذا أخذ ثلاثة من اُولئك القوم على عاتقهم مهمّة اغتيال هؤلاء الثلاثة .
تبنّى عبد الرحمن بن ملجم المرادي مهمّة اغتيال الإمام عليّ عليه السلام ، وتبنّى برك بن عبد اللّه التميمي مهمّة اغتيال معاوية ، واُنيطت مهمّة قتل عمرو بن العاص بعمرو بن بكر التميمي .
وعزم هؤلاء الثلاثة على تنفيذ خطّة القتل في إحدى ليالي شهر رمضان حيث يضطرّ هؤلاء الثلاثة إلى القدوم إلى المسجد ـ وبناءً على المشهور لدينا في ليلة التاسع عشر من رمضان .
فقتل عمرو بن بكر الذي كان مكلّفا بقتل عمرو بن العاص شخصا آخر كان قد


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج4
248

فَانصَرَفا مِن عِندِها فَلَبِثا أيّاما ، ثُمَّ أتَياها ومَعَهُمَا الآخَرُ لَيلَةَ الأَربَعاءِ لِتِسعَ عَشَرَةَ لَيلَةً خَلَت مِن شَهرِ رَمَضانَ سَنَةِ أربَعينَ مِنَ الهِجرَةِ ، فَدَعَت لَهُم بِحَريرٍ فَعَصَبَت بِهِ صُدورَهُم ، وتَقَلَّدوا أسيافَهُم ومَضَوا وجَلَسوا مُقابِلَ السُّدَّةِ الَّتي كانَ يَخرُجُ مِنها أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام إلَى الصَّلاةِ ، وقَد كانوا قَبلَ ذلِكَ ألقَوا إلَى الأَشعَثِ بنِ قَيسٍ ما في نُفوسِهِم مِنَ العَزيمَةِ عَلى قَتلِ أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام وواطَأَهُم عَلَيهِ وحَضَرَ الأَشعَثُ بنُ قَيسٍ في تِلكَ اللَّيلَةِ لِمَعونَتِهِم عَلى مَا اجتَمَعوا عَلَيهِ ۱ .

۲۹۱۹.العدد القويّة عن أبي مجلز :جاءَ رَجُلٌ مِن مُرادٍ إلى أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام وهُوَ يُصَلّي فِي المَسجِدِ ، فَقالَ لَهُ : اِحتَرِس فَإِنَّ اُناسا مِن مُرادٍ يُريدونَ قَتَلَكَ ، فَقالَ : إنَّ مَعَ كُلِّ رَجُلٍ مَلَكَينِ يَحفَظانِهِ مِمّا لَم يُقَدَّر ، فَإِذا جاءَ القَدَرُ خَلَّيا بَينَهُ وبَينَهُ ، وإنَّ الأَجَلَ جُنَّةٌ حَصينَةٌ .
وقالَ الشَّعبِيُّ : أنشَدَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام قَبلَ أن يُستَشهَدَ بِأَيّامٍ :

تِلكُم قُرَيشٌ تَمَنّاني لِتَقتُلَني
فَلا وَرَبِّكَ ما فازوا ولا ظَفِروا

فَإِنَ بَقيتُ فَرَهنُ ذِمَّتي لَهُم
وإن عُدِمتُ فَلا يَبقى لَها أثَرُ

وسَوفَ يورِثُهُم فَقدي عَلى وَجَلِ
ذُلَّ الحَياةِ بِما خانوا وما غَدَروا۲

1.الإرشاد : ج۱ ص۱۷ ، روضة الواعظين : ص۱۴۸ وفيه «المبارك» بدل «البرك» ؛ المعجم الكبير : ج۱ ص۹۷ الرقم ۱۶۸ ، تاريخ الطبري : ج۵ ص۱۴۳ كلاهما عن إسماعيل بن راشد ، الطبقات الكبرى : ج۳ ص۳۵ ، مروج الذهب : ج ۲ ص۴۲۳ ، الكامل في التاريخ : ج۲ ص۴۳۴ ، أنساب الأشراف : ج۳ ص۲۵۱ و ص۲۵۳ عن لوط بن يحيى وعوانة بن الحكم وغيرهما ، تاريخ دمشق : ج۴۲ ص۵۵۸ وفيه «عمرو بن بكير» ، اُسد الغابة : ج۴ ص۱۱۲ الرقم ۳۷۸۹ كلاهما عن محمّد بن سعد ، الاستيعاب : ج۳ ص۲۱۸ الرقم ۱۷۸۵ ، مقاتل الطالبيّين : ص۴۳ و ص۴۶ والعشرة الأخيرة نحوه وراجع المناقب لابن شهر آشوب : ج۳ ص۳۱۱ .

2.العدد القويّة : ص۲۳۸ ح۱۵ و ۱۶ ، خصائص الأئمّة عليهم السلام : ص۱۱۴ وليس فيه الشعر ، المناقب لابن شهر آشوب : ج۳ ص۳۱۲ وفيه الشعر فقط ، بحار الأنوار : ج۴۲ ص۲۲۲ ح۳۱ ؛ تاريخ دمشق : ج۴۲ ص۵۵۴ وليس فيه الشعر وراجع نهج البلاغة : الحكمة ۲۰۱ وشرح الأخبار : ج۲ ص۵ ح۳۸۴ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج4
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 165169
الصفحه من 684
طباعه  ارسل الي