۲۷۱۳.تاريخ الطبري عن زيد بن وهب :إنَّ عَلِيّا أتى أهلَ النَّهرِ فَوَقَفَ عَلَيهِم ، فَقالَ :
أيَّتُها العِصابَةُ الَّتي أخرَجَتها عَداوَةُ المِراءِ وَاللَّجاجَةِ ، وصَدَّها عَنِ الحَقِّ الهَوى ، وطَمَحَ بِها النَّزَقُ ۱
، وأصبَحَت فِي اللَّبسِ وَالخَطبِ العَظيمِ ، إنّي نَذيرٌ لَكُم أن تُصبِحوا تُلفيكُمُ الاُمَّةُ غَدا صَرعى بِأَثناءِ هذَا النَّهرِ ، وبِأَهضامِ هذَا الغائِطِ ۲ ، بِغَيرِ بَيِّنَةٍ مِن رَبِّكُم ، ولا بُرهانٍ بَيِّنٍ .
أ لَم تَعلَموا أنّي نَهَيتُكُم عَنِ الحُكومَةِ ، وأخبَرتُكُم أنَّ طَلَبَ القَومِ إيّاها مِنكُم دَهنٌ ومَكيدَةٌ لَكُم ، ونَبَّأتُكُم أنَّ القَومَ لَيسوا بِأَصحابِ دينٍ ولا قُرآنٍ ، وأنّي أعرَفُ بِهِم مِنكُم ، عَرَفتُهُم أطفالاً ورِجالاً ، فَهُم أهلُ المَكرِ وَالغَدرِ ، وأنَّكُم إن فارَقتُم رَأيي جانَبتُمُ الحَزمَ ! فَعَصَيتُموني ، حَتّى أقرَرتُ بِأَن حَكَّمتُ .
فَلَمّا فَعَلتُ شَرَطتُ وَاستَوثَقتُ ، فَأَخذَتُ عَلَى الحَكَمَينِ أن يُحيِيا ما أحيَا القرآنُ ، وأن يُميتا ما أماتَ القُرآنُ ، فَاختَلَفا ، وخالَفا حُكمَ الكِتابِ وَالسُنَّةِ ، فَنَبَذنا أمرَهُما ، ونَحنُ عَلى أمرِنَا الأَوَّلِ ، فَما الَّذي بِكُم ؟ ومِن أينَ اُتيتُم ؟
قالوا : إنّا حَكَّمنا ،فَلَمّا حَكَّمنا أثِمنا ، وكُنّا بِذلِكَ كافِرينَ ، وقَد تُبنا ، فَإِن تُبتَ كَما تُبنا فَنَحنُ مِنكَ ومَعَك ، وإن أبَيتَ فَاعتَزِلنا ؛ فَإِنّا مُنابِذوكَ على سَواءٍ ، إنَّ اللّهِ لا يُحِبُّ الخائِنينَ .
فَقالَ عَلِيٌّ : أصابَكُم حاصِبٌ ، ولا بَقِيَ مِنكُم وابِرٌ ! أبَعدَ إيماني بِرَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله وهِجرَتي مَعَهُ وجِهادي في سَبيلِ اللّهِ أشهَدُ عَلى نَفسي بِالكُفرِ ! لَقَد ضَلَلتُ إذا وما أنَا مِنَ المُهتَدينَ . ثُمَّ انصَرَفَ عَنهُم ۳ .
1.النَّزَق : خِفّة في كلّ أمر وعجلة في جهل وحمق (لسان العرب : ج۱۰ ص۳۵۲) .
2.الهِضم : ما تطامَن من الأرض ، وجمعه أهضام ، والغائط : المتّسع من الأرض مع طمأنينة (لسان العرب : ج۱۲ ص۶۱۵ و ج۷ ص۳۶۴) .
3.تاريخ الطبري : ج۵ ص۸۴ ، الكامل في التاريخ : ج۲ ص۴۰۴ ، الأخبار الطوال : ص۲۰۷ نحوه وراجع المناقب لابن شهر آشوب : ج۳ ص۱۸۹ .