25
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج4

۲۷۱۳.تاريخ الطبري عن زيد بن وهب :إنَّ عَلِيّا أتى أهلَ النَّهرِ فَوَقَفَ عَلَيهِم ، فَقالَ :
أيَّتُها العِصابَةُ الَّتي أخرَجَتها عَداوَةُ المِراءِ وَاللَّجاجَةِ ، وصَدَّها عَنِ الحَقِّ الهَوى ، وطَمَحَ بِها النَّزَقُ ۱
، وأصبَحَت فِي اللَّبسِ وَالخَطبِ العَظيمِ ، إنّي نَذيرٌ لَكُم أن تُصبِحوا تُلفيكُمُ الاُمَّةُ غَدا صَرعى بِأَثناءِ هذَا النَّهرِ ، وبِأَهضامِ هذَا الغائِطِ ۲ ، بِغَيرِ بَيِّنَةٍ مِن رَبِّكُم ، ولا بُرهانٍ بَيِّنٍ .
أ لَم تَعلَموا أنّي نَهَيتُكُم عَنِ الحُكومَةِ ، وأخبَرتُكُم أنَّ طَلَبَ القَومِ إيّاها مِنكُم دَهنٌ ومَكيدَةٌ لَكُم ، ونَبَّأتُكُم أنَّ القَومَ لَيسوا بِأَصحابِ دينٍ ولا قُرآنٍ ، وأنّي أعرَفُ بِهِم مِنكُم ، عَرَفتُهُم أطفالاً ورِجالاً ، فَهُم أهلُ المَكرِ وَالغَدرِ ، وأنَّكُم إن فارَقتُم رَأيي جانَبتُمُ الحَزمَ ! فَعَصَيتُموني ، حَتّى أقرَرتُ بِأَن حَكَّمتُ .
فَلَمّا فَعَلتُ شَرَطتُ وَاستَوثَقتُ ، فَأَخذَتُ عَلَى الحَكَمَينِ أن يُحيِيا ما أحيَا القرآنُ ، وأن يُميتا ما أماتَ القُرآنُ ، فَاختَلَفا ، وخالَفا حُكمَ الكِتابِ وَالسُنَّةِ ، فَنَبَذنا أمرَهُما ، ونَحنُ عَلى أمرِنَا الأَوَّلِ ، فَما الَّذي بِكُم ؟ ومِن أينَ اُتيتُم ؟
قالوا : إنّا حَكَّمنا ،فَلَمّا حَكَّمنا أثِمنا ، وكُنّا بِذلِكَ كافِرينَ ، وقَد تُبنا ، فَإِن تُبتَ كَما تُبنا فَنَحنُ مِنكَ ومَعَك ، وإن أبَيتَ فَاعتَزِلنا ؛ فَإِنّا مُنابِذوكَ على سَواءٍ ، إنَّ اللّهِ لا يُحِبُّ الخائِنينَ .
فَقالَ عَلِيٌّ : أصابَكُم حاصِبٌ ، ولا بَقِيَ مِنكُم وابِرٌ ! أبَعدَ إيماني بِرَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله وهِجرَتي مَعَهُ وجِهادي في سَبيلِ اللّهِ أشهَدُ عَلى نَفسي بِالكُفرِ ! لَقَد ضَلَلتُ إذا وما أنَا مِنَ المُهتَدينَ . ثُمَّ انصَرَفَ عَنهُم ۳ .

1.النَّزَق : خِفّة في كلّ أمر وعجلة في جهل وحمق (لسان العرب : ج۱۰ ص۳۵۲) .

2.الهِضم : ما تطامَن من الأرض ، وجمعه أهضام ، والغائط : المتّسع من الأرض مع طمأنينة (لسان العرب : ج۱۲ ص۶۱۵ و ج۷ ص۳۶۴) .

3.تاريخ الطبري : ج۵ ص۸۴ ، الكامل في التاريخ : ج۲ ص۴۰۴ ، الأخبار الطوال : ص۲۰۷ نحوه وراجع المناقب لابن شهر آشوب : ج۳ ص۱۸۹ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج4
24

۲۷۱۲.تاريخ الطبري عن أبي سلمة الزهري :إنَّ عَلِيّا قالَ لِأَهلِ النَّهرِ : يا هؤُلاءِ ! إنَّ أنفُسَكُم قَد سَوَّلَت لَكُم فِراقَ هذِهِ الحُكومَةِ الَّتي أنتُمُ ابتَدَأتُموها وسَأَلتُموها وأنَا لَها كارِهٌ ، وأنبَأتُكُم أنَّ القَومَ سَأَلوكُموها مَكيدَةً ودَهنا ، فَأَبَيتُم عَلَيَّ إباءَ المُخالِفينَ ، وعَدَلتُم عَنّي عُدولَ النُّكَداءِ العاصينَ ، حَتّى صَرَفتُ رَأيي إلى رَأيِكُم ، وأنتُم وَاللّهِ مَعاشِرُ أخِفّاءُ الهامِ ، سُفهاءُ الأَحلامِ ، فَلَم آتِ ـ لا أبا لَكُم ـ حَراما .
وَاللّهِ ، ما خَبَلْتُكُم ۱ عَن اُمورِكُم ، ولا أخفَيتُ شَيئا مِن هذَا الأَمرِ عَنكُم ، ولا أوطَأتُكُم عَشوَةً ۲ ، ولا دَنَّيتُ لَكُم الضَّرّاءَ ، وإن كانَ أمرُنا لِأَمرِ المُسلِمينَ ظاهِرا ، فَأَجمَعَ رَأيُ مَلَئِكُم عَلى أنِ اختاروا رَجُلَينِ ، فَأَخَذنا عَلَيهِما أن يَحكُما بِما فِي القُرآنِ ولا يَعدُواه ، فَتاها ، وتَرَكَا الحَقَّ وهُما يُبصِرانِهِ ، وكانَ الجَورُ هَواهُما . وقَد سَبَقَ استيثاقُنا عَلَيهِما فِي الحُكمِ بِالعَدلِ وَالصَّدِّ لِلحَقِّ سوءَ رَأيِهما ، وجَورَ حُكمِهِما . وَالثِّقَةُ في أيدينا لِأَنفُسِنا حينَ خالَفا سَبيلَ الحَقِّ ، وأتَيا بِما لا يُعرَفُ .
فَبَيِّنوا لَنا : بِماذا تَستَحِلّونَ قِتالَنا ، وَالخُروجَ مِن جَماعَتِنا ؟ إنِ اختارَ النّاسُ رَجُلَينِ أن تَضَعوا أسيافَكُم عَلى عَواتِقِكُم ، ثُمَّ تَستَعرِضُوا النّاسَ تَضرِبونَ رِقابَهُم ، وتَسفِكونَ دِماءَهُم ! إنَّ هذا لَهُوَ الخُسرانُ المُبينَ . وَاللّهِ ، لَو قَتَلتُم عَلى هذا دَجاجَةً لَعَظُمَ عِندَ اللّهِ قَتلُها ، فَكَيفَ بِالنَّفسِ الَّتي قَتلُها عِندَ اللّهِ حَرامٌ !
فَتَنادَوا : لا تُخاطِبوهُم ، ولا تُكَلِّموهُم ، وتَهَيَّؤوا لِلِقاءِ الرَّبِّ ، الرَّواحَ الرَّواحَ إلَى الجَنَّةِ ۳ .

1.خَبَلَه : أفسد عقلَه (لسان العرب : ج۱۱ ص۱۹۸) .

2.أوطأني عَشْوةً : لَبَس علَيَّ ، والمعنى فيه : أنّه حمله على أن يركب أمراً غير مستبين الرشد ، فربّما كان فيه عطبه (لسان العرب : ج۱۵ ص۵۹) .

3.تاريخ الطبري : ج۵ ص۸۴ ، الكامل في التاريخ : ج۲ ص۴۰۴ ؛ نهج البلاغة : الخطبة ۱۷۷ وفيه من «فأجمع رأي ملئكم» إلى «وأتيا بما لا يعرف» وكلاهما نحوه .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج4
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 204501
الصفحه من 684
طباعه  ارسل الي