المفيد : «فأمّا علمه بوقت قتله فلم يأت عليه أثر على التحصيل» .
2 ـ عدم العلم أثناء وقوع التقدير الإلهي
ويفيد هذا المعنى أنّ الأئمّة عليهم السلام كانوا على علم تفصيلي بخبر شهادتهم ، ولكن هذا العلم يُسلَب منهم وقت استشهادهم وفقاً للتقدير الإلهي القطعي .
جاءت رواية عن الإمام الرضا عليه السلام يمكن أن تؤيّد في أحد احتمالاتها صحّة هذا الجواب ، قال الحسن بن الجهم :
قُلتُ للإمام الرضا عليه السلام : إنّ أمير المؤمنين عليه السلام قد عرف قاتله والليلة التي يُقتل فيها والموضع الذي يُقتل فيه ، وقوله لمّا سمع صياح الإوزّ في الدار : صوائح تتبعها نوائح ، وقول اُمّ كلثوم : لو صلّيت الليلة داخل الدار وأمرت غيرك يصلّي بالناس ! فأبى عليها ، وكثر دخوله وخروجه تلك الليلة بلا سلاح ، وقد عرف عليه السلام أنّ ابن ملجم لعنه اللّه قاتله بالسيف ، كان هذا ممّا لم يجز تعرّضه! فقال : «ذلِكَ كانَ ، ولكِنَّهُ خُيِّرَ في تِلكَ اللَّيلَةِ لِتَمضِيَ مَقاديرُ اللّهِ عَزَّوجَلَّ» ۱ .
لقد جاء في بعض نسخ المصدر كلمة «حيّر» بدل «خيّر» ، وعلى هذا فإنّ قول الإمام يدلّ بكل وضوح بأنّه طرأت عليه في تلك اللحظة حالة لم يبقَ معها عليه تكليف بدفع القتل عن نفسه ، لكي يجري التقدير الإلهي .
3 ـ الإمام مكلّف باختيار الشهادة
لاشكّ في أنّ تقدير الشهادة للإمام يأتي على أساس الحكمة الإلهيّة البالغة ، ولها مصالح ملزمة يجب أن تتحقّق . ولهذا السبب يتعيّن على الإمام أن لا يتوقّى منها ، وليس هذا فحسب ، بل ويجب عليه اختيار الشهادة رغم علمه الدقيق بكيفيّة