287
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج4

«وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُواْ عَلَى الْاءِثْمِ وَالْعُدْوَ نِ وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ»۱ ، حَفِظَكُمُ اللّهُ مِن أهلِ بَيتٍ ، وحَفِظَ فيكُم نَبِيِّكُم ، أستَودَعُكُمُ اللّهَ وأقرَأُ عَلَيكُمُ السَّلامَ ورَحمَةَ اللّهِ وبَرَكاتِهِ ۲ .

۲۹۶۳.الإمام عليّ عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ حَقَّ قَدرِهِ مُتَّبِعينَ أمرَهُ ، وأحمَدُهُ كَما أحَبَّ ، ولا إلهَ إلَا اللّهُ الواحِدُ الأَحَدُ الصَّمَدُ كَمَا انتَسَبَ .
أيُّهَا النّاسُ ! كُلُّ امرِئٍ لاقٍ في فِرارِهِ ما مِنهُ يَفِرُّ ، والأَجَلُ مَساقُ النَّفسِ إلَيهِ ، والهَربُ مِنهُ مُوافاتُهُ ، كَمِ اطَّرَدَتِ الأَيّامُ أبحَثُها عَن مَكنونِ هذَا الأَمرِ ، فَأَبَى اللّهُ عَزَّ ذِكرُهُ إلّا إخفاءَهُ ، هَيهاتَ عِلمٌ مَكنونٌ .
أمّا وَصِيَّتي فَأَن لا تُشرِكوا بِاللّهِ جَلَّ ثَناؤُهُ شَيئا ، ومُحَمَّدا صلى الله عليه و آله فَلا تُضَيِّعوا سُنَّتَهُ ، أقيموا هذَينِ العَمودَينِ ، وأوقِدوا هذَينِ المِصباحَينِ ، وخَلاكُم ذَمُّ ۳ ما لَم تَشرُدوا ، حُمِّلَ كُلُّ امرِئٍ مَجهودَهُ ، وخُفِّف عَنِ الجَهَلَةِ ، رَبٌّ رَحيمٌ ، وإمامٌ عَليمٌ ، ودينٌ قوَيمٌ .
أنَا بِالأَمسِ صاحِبُكُم وأنَا اليَومَ عِبرَةٌ لَكُم ، وغَدا مُفارِقُكُم ، إن تَثبُتِ الوَطَأةُ في هذِهِ المَزَلَّةِ فَذاكَ المُرادُ ، وإن تَدحَضِ القَدَمُ ، فَإِنّا كُنّا في أفياءِ أغصانٍ وذَرى رِياحٍ ، وتَحتَ ظِلِّ غَمامَةٍ اضمَحَلَّ فِي الجَوِّ مُتَلَفَّقُها ، وعَفا فِي الأرَضِ مَحَطُّها ، وإنَّما كُنتُ جارا جاوَرَكُم بَدَني أيّاما وسَتُعقَبونَ مِنّي جُثَّةً خَلاءً ، ساكِنَةً بَعدَ حَرَكَةٍ ، وكاظِمَةً بَعد

1.المائدة : ۲ .

2.الكافي : ج۷ ص۴۹ ح۷ ، تهذيب الأحكام : ج۹ ص۱۷۶ ح۷۱۴ عن جابر عن الإمام الباقر عليه السلام وعن سليم بن قيس ، كتاب من لا يحضره الفقيه : ج۴ ص۱۸۹ ح۵۴۳۳ عن سليم بن قيس ، تحف العقول : ص۱۹۷ ، نهج البلاغة : الكتاب ۴۵ ؛ المعجم الكبير : ج۱ ص۱۰۱ ح۱۶۸ عن إسماعيل بن راشد ، تاريخ الطبري : ج۵ ص۱۴۷ ، مقتل أمير المؤمنين : ص۴۵ ح۳۰ عن جابر بن يزيد عن الإمام الباقر عليه السلام ، مقاتل الطالبيّين : ص۵۱ عن عمر بن تميم وعمرو بن أبي بكّار ، المناقب للخوارزمي : ص۳۸۵ ح۴۰۱ عن إسماعيل بن راشد ، البداية والنهاية : ج ۷ ص۳۲۸ كلّها نحوه .

3.يقال : افعَل ذلك وخَلاكَ ذَمٌّ ؛ أي أعذِرت وسَقَط عنك الذَّمُّ (النهاية : ج۲ ص۷۶) .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج4
286

كَما أوجَبَ لِاكِلِ مالِ اليَتيمِ النّارَ .
اللّهَ اللّهَ فِي القُرآنِ ؛ فَلا يَسبِقُكُم إلَى العَمَلِ بِهِ أحَدٌ غَيرُكُم .
اللّهَ اللّهَ في جيرانِكُم ؛ فَإِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله أوصى بِهِم ، وما زالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله يوصي بِهِم حَتّى ظَنَنّا أنَّهُ سَيُوَرِّثُهُم .
اللّهَ اللّهَ في بَيتِ رَبِّكُم ؛ فَلا يَخلو مِنكُم ما بَقيتُم ؛ فَإِنَّهُ إن تُرِكَ لَم تُناظَروا ، وأدنى ما يَرجِعُ بِهِ مَن أمَّهُ أن يُغفَرَ لَهُ ما سَلَفَ .
اللّهَ اللّهَ فِي الصَّلاةِ ؛ فَإِنَّها خَيرُ العَمَلِ ، إنَّها عَمودُ دينِكُم .
اللّهَ اللّهَ فِي الزَّكاةِ ؛ فَإِنَّها تُطفِئُ غَضَبَ رَبِّكُم .
اللّهَ اللّهَ في شَهرِ رَمَضانَ ؛ فَإِنَّ صِيامَهُ جُنَّةٌ مِنَ النّارِ .
اللّهَ اللّهَ فِي الفُقرَاءِ وَالمَساكينَ ؛ فَشارِكوهُم في مَعايِشِكُم .
اللّهَ اللّهَ فِي الجِهادِ بِأموالِكُم وأنفُسِكُم وألسِنَتِكُم ؛ فَإِنَّما يُجاهِدُ رَجُلانِ : إمامٌ هُدى ، أو مُطيعٌ لَهُ مُقتَدٍ بِهُداهُ .
اللّهَ اللّهَ في ذُرِّيَّةِ نَبِيِّكُم ؛ فَلا يُظلَمُنَّ بِحَضرَتِكُم وبَينَ ظَهرانيكُم وأنتُم تَقدِرونَ عَلَى الدَّفعِ عَنهُم .
اللّهَ اللّهَ في أصحابِ نَبِيِّكُمُ الَّذينَ لَم يُحدِثوا حَدَثا ولَم يُؤووا مُحدِثا ؛ فَإِنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله أوصى بِهِم ، ولَعنَ المُحدِثَ مِنهُم ومِن غَيرِهِم ، وَالمُؤوي لِلمُحدِثِ .
اللّهَ اللّهَ فِي النِّساءِ وفيما مَلَكَت أيمانُكُم ؛ فَإِنَّ آخِرَ ماتَكَلَّمَ بِهِ نَبِيُّكُم عليه السلام أن قالَ : اُوصيكُم بِالضَّعيفَينِ : النِّساءِ ، وما مَلَكَت أيمانُكُم .
الصَّلاةَ الصَّلاةَ الصَّلاةَ ، لا تَخافوا فِي اللّهِ لَومَةَ لائِمٍ ، يَكفِكُمُ اللّهُ مَن آذاكُم وبَغى عَلَيكُم ، قولوا لِلنّاسِ حُسنا كَما أمَرَكُمُ اللّهُ عَزَّ وجَلَّ ، ولا تَترُكُوا الأَمرَ بِالمَعروفِ وَالنَّهيَ عَنِ المُنكَرِ فَيُوَلِّيَ اللّهُ أمرَكُم شِرارَكُم ثُمَّ تَدعونَ فَلا يُستَجابُ لَكُم عَلَيهِم ، وعَلَيكُم يا بَنِيَّ بِالتَّواصُلِ وَالتَّباذُلِ وَالتَّبارِّ ، وإيّاكُم وَالتَّقاطُعَ وَالتَّدابُرَ وَالتَّفَرُّقَ ،

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج4
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 204589
الصفحه من 684
طباعه  ارسل الي