نُطقٍ ، لِيَعِظكُم هُدُوّي وخُفوتُ إطراقي وسُكونُ أطرافي ؛ فَإِنَّهُ أوعَظُ لَكُم مِنَ النّاطِقِ البَليغِ ، وَدَّعتُكُم وَداعَ مُرصِدٍ لِلتَّلاقي ، غَدا تَرَونَ أيّامي ، ويُكشَفُ اللّهُ عَزَّ وجَلَّ عن سَرائِري ، وتَعرِفوني بَعدَ خُلُوِّ مَكاني ، وقِيامِ غَيري مَقامي ، إن أبقَ فَأَنَا وَلِيُّ دَمي ، وإن أفنَ فَالفَناءُ ميعادي ، وإن أعفُ فَالعَفوُ لي قُربَةٌ ، ولَكُم حَسَنَةٌ ، فَاعفوا وَاصفَحوا ، «أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ»۱ .
فَيالَها حَسرَةً عَلى كُلِّ ذي غَفلَةٍ أن يَكونَ عُمُرُهُ عَلَيهِ حُجَّةً أو تُؤَدّيهِ أيّامُهُ إلى شِقوَةٍ ، جَعَلَنَا اللّهُ وإيّاكُم مِمَّن لا يُقَصِّرُ بِهِ عَن طاعَةِ اللّهِ رَغبَةٌ ، أو تَحُلُّ بِهِ بَعدَ المَوتِ نِقمَةٌ ؛ فَإِنَّما نَحنُ لَهُ وبِهِ .
ثُمَّ أقبَلَ عَلَى الحَسَنِ عليه السلام فَقالَ : يا بُنَيَّ ضَربَةٌ مَكانَ ضَربَةٍ ولا تَأثَم ۲ .
۲۹۶۴.عنه عليه السلام :وَصِيَّتي لَكُم : أن لا تُشرِكوا بِاللّهِ شَيئا ، ومُحَمَّدٌ صلى الله عليه و آله فَلا تُضَيِّعوا سُنَّتَهُ ، أقيموا هذَينِ العَمودَينِ ، وأوقِدوا هذَينِ المِصباحَينِ ، وخَلاكُم ذَمٌّ !
أنَا بِالأَمسِ صاحِبُكم ، وَاليَومَ عِبرَةٌ لَكُم ، وغَدا مُفارِقُكُم ، إن أبقَ فَأَنَا وَلِيُّ دَمي ، وإن أفنَ فَالفَناءُميعادي ، وإن أعفُ فَالعَفوُ لي قُربَةٌ ، وهُوَ لَكُم حَسَنَةٌ ، فَاعفوا «أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ» .
وَاللّهِ ما فَجَأَني مِنَ المَوتِ وارِدٌ كَرِهتُهُ ، ولا طالِعٌ أنكَرتُهُ ، وما كُنتُ إلّا كَقارِبٍ وَرَدَ ، وطالِبٍ وَجَدَ «وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ لِّلْأَبْرَارِ»۳ . ۴